عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
قياس سمع طفلك ضرورة قبل المدرسة
23 سبتمبر 2017
> نورا عبد الحليم

الأطفال ضعاف السمع يمثلون نسبة غير قليلة بين أطفالنا، وفى أغلب الأحيان يواجه هؤلاء الأطفال رفضا من المدارس، لأن وجود السماعة على أذن الطفل يخيف بعض مسئولى المدارس، الذين يظنون أن الطفل لن يكون قادراً على التحصيل الدراسي.


د. أحمد علام أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب جامعة بنها ينفى عن هؤلاء الأطفال هذا الفهم الخاطئ. ويؤكد أنهم قادرون على تعويض ما فاتهم من اللغة، وقادرون على الكلام بسهولة، بل والتفوق على بعض أقرانهم العاديين دراسيا.. ويوضح لنا كيف نكتشفهم مبكرا ونعالجهم؟، ثم كيف نتعامل معهم عند التحاقهم بالمدارس؟.



فى البداية يلفت د. علام انتباه كل أم إلى أن الطفل يبدأ فى تعلم اللغة منذ وجوده فى بطن أمه، وبالتالى يجب أن تتكلم الأم مع طفلها قبل أن يولد، وتلاحظ أنها إذا تكلمت معه وربتت عليه فى بطنها، فسوف يتحرك أو ما نقول عنه بالتعبير الدارج»يلعب» .. ومن المفروض أن تستمر الأم فى الكلام مع طفلها بعد الولادة، ولا تنتظر منه استجابة فورية لأنه يظل يسمعها لمدة سنة قبل أن يبدأ بالكلام.



فإذا لم تلاحظ الأم شيئا خلال الأشهر الأولي، فإنه من السهل أن تلاحظ عندما يصل الطفل إلى سن ستة أشهر، فى هذه السن يمكن أن تعرف بوضوح إذا كان الطفل لا يستجيب للأصوات من حوله مثل شخص ينادي، وجرس تليفون، أو باب.. كل هذا يجب أن يلفت نظر الأم.. وعادة ما تكون الأم الأكثر قدرة على معرفة إذا كان طفلها يسمع أم لا.



رعاية مختلفة



يقول أستاذ الأنف والأذن: إذا لم تلاحظ الأم وجود ضعف فى السمع عند طفلها قبل أن يلتحق بالمدرسة، ففى هذه الحالة هناك علاج؟ وهل يمكن أن يصبح هذا الطفل طبيعياً مثل بقية أقرانه ويتعلم فى نفس الفصول ومن خلال نفس المناهج؟ أم أنه يحتاج رعاية خاصة أو مختلفة؟



يوضح أن ذلك يعتمد على عاملين مهمين، الأول: مقدار ضعف السمع عند الطفل، هل هو متوسط أو شديد أو عميق.. فإذا كان الطفل وصل إلى سن المدرسة وهو يتكلم، قد يتراوح مستوى ضعف السمع عند الطفل ما بين المتوسط والشديد وفقاً لما يحدده الفحص الطبي.. لكن لو وصل المدرسة وهو لايتكلم مطلقاً.. هنا الطفل عنده مشكلة.



العامل الثاني: هو معدل الذكاء، فلو كان ذكاؤه فوق المتوسط يستطيع تعويض ما فاته بسهولة، بسماعة أو بعد العلاج.. لكن إذا كان أقل من المتوسط، فبالتأكيد ستكون النتيجة سيئة لأن المخ هو الذى يتعلم اللغة، ويوضح أن هناك فرقا بين الطفل المعاق ذهنياً، والطفل المختلف. فالمعاق ذهنيا له مدارس وطريقة معاملة خاصة، أما الطفل المختلف فهو طفل طبيعي، لكن لديه مشكلة فى السمع تجعله متأخرا قليلا عن أقرانه فى الفصل، ويستطيع تعويض هذا التأخر.



ويستطرد د. علام: إذا كان الطفل لديه مشكلة فى السمع لكنه متوسط الذكاء أو أعلى ذكاء.. هنا يستطيع تعويض ما فاته بسهولة، والأفضل له أن يدرس فى فصل مشترك مع زملائه الطبيعيين، ليحصل منهم اللغة.. إلا أنه فى هذه الحالة يحتاج إلى متخصصين فى التخاطب ويكون ذلك فى جلسات خارج المدرسة.. وهذا الطفل تناسبه مناهج التعليم العادية، وليست لديه مشكلة فى الامتحانات.. إلا فى امتحان واحد فقط يجب أن نراعى فيه مشكلته هو امتحان الإملاء.. بخلاف ذلك هو طفل عادي.. طالما تم علاجه، أو كان يستخدم السماعة.