عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أين ذهب «الصنيعية»؟
18 سبتمبر 2017
محمد حبيب;


كلما يقع أى قطاع ما فى أزمة نجد السؤال الاستفهامى أمامنا، لم يعد هناك «صنيعية»؟ ثم يأتى السؤال التالى مباشرة وأين ذهبوا؟ ولا نجد إجابة نهائية قاطعة توضح الأمر، وكلها اجتهادات شخصية، وهنا يقصد بالصنيعية مجموعة المهرة فى اتقان العمل، والمسلحين بالعلم، والخبرة، ووضع الحلول المناسبة، والتأنى فى اتخاذ القرار، والوعى الكامل بالأحداث، والقدرة الفائقة على الإنجاز، والتخطيط، والتطوير، والتحديث، والرؤية الثاقبة.



هؤلاء لا يتواجدون فقط فى أصحاب مهن ما، أو صناعة بعينها، إنما قد نجدهم فى حرفة، أو مهنة، أو صنعة، أو وظيفة، أو غيرها، وقد أصبحوا ندرة، أو اختفوا، أو تم اخفاؤهم عمدا، أو غادروا الحياة، ولم يعد لهم بديلا، أو حدث شىء ما فتسبب فى تهميشهم، أو عدم انجاب أجيال جديدة تستطيع أن تمتلك تلك المهارات والقدرات، أو حتى الاستعداد العادى للعمل والانتاج المتميز، أو أن أصحاب هذه المهارات فقدوا القدرة على تخريج صفوف أخرى، حتى لا تكون قادرة على وراثة هذه الصنعة أو تعلمها بذات المهارة.



نسأل عن أصحاب الحرف، فلا نجدهم والبدائل فاشلون أو ضعاف، والمهنيون اختفوا فجأة، والعلماء وأصحاب الخبرات انسحبوا أيضا لأسباب، وتاهت القضية والمشكلة والقدرة على الحل، ولا نعرف بالتحديد هل التكنولوجيا الحديثة سريعة التطوير قضت عليهم، فى الوقت الذى لم ننجح فى استخدام هذ التطور، أو أن الصراع على المال والكسب السريع ومدرسة الفهلوة غلبتهم وهزمتهم، أم الاثنان معا، فهل يمكن أن ننقب عنهم؟!.



[email protected]