تمثل مشاركة وزير الخارجية سامح شكرى فى اجتماع لندن السداسى بشأن ليبيا، إلى جانب وزراء خارجية كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة،
فرصة لبحث آخر مستجدات الوضع فى ليبيا والاطلاع على نتائج المشاورات التى قام بها المبعوث الأممى لدى ليبيا وتنسيق جهود الأطراف الإقليمية والدولية لإنهاء حالة الانقسام بين الأطراف المتنازعة والتوصل إلى صيغة للتوافق السياسى بينها، تمهيدا لإجراء المصالحة الوطنية التى تعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد وتنتشلها من دائرة الفوضى والعنف التى تريد جماعات الإرهاب والتطرف إغراقها فيها لتنفيذ أجنداتها الخاصة فى هذا البلد العربى الشقيق، كما أنها تستهدف أيضا كسر حالة الجمود السياسى التى دخلتها البلاد وحلحلة الأوضاع والمضى بها قدما نحو تحقيق السلام وربوع ليبيا.
وما من شك فى أن عودة الاستقرار والأمن إلى ليبيا تمثل أهمية كبرى بالنسبة لدول الجوار المباشر، وعلى رأسها مصر وتونس والجزائر، وكذلك بالنسبة لدول حوض البحر المتوسط على السواء، حيث تتشارك ليبيا مع مصر وتونس والجزائر فى آلاف الكيلو مترات من الحدود البرية التى يمكن أن يتسلل من خلال الإرهابيون وجماعات العنف والتطرف لتنفيذ عملياتهم الإرهابية القذرة، كذلك الأمر بالنسبة للحدود البحرية الليبية مع الطرف الآخر الأوروبى التى تعتبر المعبر الرئيسى لراغبى الهجرة غير المشروعة إلى دول أوروبا.
ومن هنا تنبع أهمية تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لكبح جماح الفوضى فى ليبيا وإعادة الاستقرار إلى ربوعها، وبناء دولة ديمقراطية حديثة من خلال دعم مؤسساتها الوطنية وعلى رأسها الجيش الوطنى الليبى لفرض السيطرة على كامل الأراضى والأقاليم الليبية.