عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
مؤامرات قطر فى قلب إفريقيا
8 سبتمبر 2017
أسماء الحسينى

لم يكن انقلاب الشيخ حمد والد تميم الأمير الحالى لقطر عندما كان وليا للعهد على أبيه حاكم قطر الأسبق الشيخ خليفة عام 1994 مجرد إزاحة حاكم من سلطته، بل كان فى الحقيقة انقلابا على عدد من القيم والثوابت والسياسات،


ليس فقط فى منطقة الشرق الأوسط وإنما فى إفريقيا أيضا. الانقلاب الذى اعتمد على تخطيط وتنفيذ ودعم أجهزة الاستخبارات الدولية لم يكن الهدف منه مجرد انقلاب ابن على أبيه واستيلائه على السلطة، بل كان لانقلاب الشيخ حمد أهداف إستراتيجية فى غاية الخطورة، ليس بينها أى مصلحة لقطر البلد أو الشعب، وإنما المستفيدون الكبار من تلك الأهداف هم العواصم الكبرى التى ساندت ودعمت الشيخ حمد بن خليفة وساعده الأيمن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.



حديثنا فى هذا الملف عن إفريقيا، والمؤمرات القطرية فى دول القارة السمراء، وقد اتضحت ملامح مبكرة للتوغل القطرى فى إفريقيا، وسخرت الدوحة كل إمكاناتها المالية والاستخباراتية والإعلامية لتدمير النظام السياسى الليبى الموجود آنذاك، نظام معمر القذافى السابق، الذى قد تختلف الآراء حوله لكن المؤكد أن دور النظام القطرى وملايين الدولارات التى قدمتها الدوحة وأهدرت عبثا على المقامرين والميليشيات وقادة الإرهاب فى ليبيا لم تتكشف أبعادها



كاملة بعد فى ليبيا، وسيأتى اليوم الذى تتضح فيه الجوانب البشعة للدور القطرى الذى دفع ليبيا إلى أتون الحرب الأهلية والتمزق والتدخلات الأجنبية.



تشير المعلومات إلى أن التدخل القطرى فى إثيوبيا بدأ عام 1998بإيفاد الجزيرة مراسليها إلى أديس أبابا، وإجراء حوار مع رئيس الوزراء الإثيوبى مليس زيناوي، وقال فيه «لايمكن لإثيوبيا أن تنتج 90% من مياه النيل ولا تستهلك سوى 10%، فى الوقت الذى لا تنتج مصر شيئا من مياه النيل وتستهلك الحصة الأعظم»، ولم تجد الجزيرة سببا أو مساحة لتسأل الرئيس الإثيوبى عن الاتفاقات الدولية، بدلا من نقل حديثه الذى يبدو أنه لم يكن محض صدفة بل بداية لتآمر النظام القطرى على مصر فى إثيوبيا.



ولعل قرار تشاد بقطع العلاقات مع قطر هو مؤشر آخر ودليل قاطع على تورطها فى منطقة الساحل والصحراء الحيوية بالنسبة لأمن مصر وليبيا والمنطقة العربية. ويتوازى مع هذا النشاط المعلن لقطر أنشطة سرية، تمثلت فى الدعم المالى غير المحدود لكل الجماعات المتطرفة والأيديولوجية فى شمال وشرق ووسط وغرب إفريقيا.