فى سوق للخضراوات بديروط تجلس امرأة على الأرض فى إحدى الزوايا، عاكفة على تحزيم الجرجير والبقدونس والسبانخ والبصل والثوم وخلافه من شتى أنواع الخضار التى تضعها أمامها على صندوق خشبى متهالك لبيعها، فى أثناء وقوفى أمامها لشراء ما أحتاجه منها، فجأة رن هاتفها المحمول المخبأ فى صدرها ففتحته بحرص وعناية ووضعته على أذنها بحياء تحاور إحدى زبوناتها من ربات البيوت، لتهيئ لها حاجتها وتقوم بتوصيلها إليها.

ومثلما تطور العلم من قانون طفو الأجسام إلى قانون النسبية، تطورت وسائل النقل عندنا من الحمار إلى الدراجة، السيارة، والطائرة، وتطور البريد من الرسائل المكتوبة بخط اليد والمرسلة عن طريق صناديق البريد المعروفة، إلى البريد الإلكترونى حتى صارت الاتفاقيات والصفقات تعقد بواسطته، وصار وسيلة للتسوق فى أى مكان من العالم من الإبرة إلى الصاروخ كما يقولون، وتطورت وسائل الاتصال، حتى وصل التطور الحضارى إلى تلك البائعة الفقيرة، وسبحان مغير الأحوال .

يوسف القاضي

معلم خبير بديروط الثانوية الصناعية بنين