عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
فى عصر «الفيس» و «الواتس» تواصل مع البعيد وغربة داخل الأسرة
7 سبتمبر 2017
عبير المليجى

«الفيس بوك»، «الواتس آب» وغيرهما من وسائل التواصل الاجتماعي الغرض منها تقريب المسافات وتوطيد العلاقات بين الناس،


وأصبح استخدامها سمة مميزة للجميع بمختلف مستوياتهم، لكنها توغلت فى حياتهم حتى أصبحت كالإدمان، فلم نعد نرى اللقاءات الودية بين الأهل والأصدقاء.. ترى هل أثرت تلك الوسائل بالسلب أم بالإيجاب على المجتمع؟ ما بين مؤيد ومعارض نعرض رأى المتخصصين.



د.أمانى عبد الوهاب منتصر أستاذ مساعد المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة حلوان تقول: وسائل التواصل الاجتماعى لها أهمية كبيرة ومميزات عديدة فيكفى أنها قربت المسافات بين الناس ووفرت الوقت والجهد لتسهيل التواصل بينهم دون عناء البعد ومشقة الزحام الرهيب الذى نعانى منه جميعا، مما يسهم فى تقوية العلاقات الاجتماعية والأسرية، ولكن المهم هو كيف نستخدمها بطريقة صحيحة وقت الحاجة إليها وفق قواعد معينة، فالأسرة مثل أى مؤسسة لابد أن تحكمها مجموعة من القوانين وتطبق بعدالة، بمعنى أنه قبل أن يتعامل الطفل أو أى من أفراد الأسرة مع وسائل التواصل الاجتماعى لابد من وضع قواعد معينة للتعامل مع تلك الوسائل ويلتزم بها الجميع مثل:



تقنين عدد الساعات لكل فرد فى الأسرة التى يستخدم فيها الإنترنت للتواصل مع الغير، والتحكم فى المواقع المسموح أن يطلع عليها الأبناء ومتابعة الأهل لكل ما يراه أبناؤهم، وخاصة المراهقين منهم، وضرورة أن تنمى الأم فى أطفالها ملكة التفكير وحسن الاختيار من خلال سؤال مهم تجعله يدور فى أذهانهم هو ما الهدف من التعامل مع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى؟« مما يساعدهم على انتقاء الأفضل حتى فى حياتهم العملية بعد ذلك، ومن المهم فى أثناء اللقاءات العائلية وتجمع الأصدقاء أن يمتنع الجميع عن استخدام الهواتف المحمولة للتواصل والنقاش مع بعضهم البعض فى موضوعات مشتركة والحديث عن الذكريات الجميلة مع الأجداد مما يوجد متعة حوارية ويسود الانسجام بين الكل ولا يشعر أحد بالملل.



وترى د.أمانى أن التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل تلبى احتياجات الشباب من المعرفة وحب الاستطلاع وتواصلهم مع الآخرين، خاصة أن الأهل لم يعد لديهم سعة الصدر أو الوقت الكافى للتواصل مع أبنائهم، كما أن الأصدقاء أقرب لبعضهم فى الفكر والاهتمامات مما سهل عليهم التواصل المتزامن مع بعضهم فى وقت واحد وتبادل الخبرات والمعلومات.



وأخيرا توضح د.أمانى أنه على الرغم من الإيجابيات التى لا حدود لها لوسائل التواصل الاجتماعى فإن على الأسر ألا تدعها تسيطر على حياتهم بصورة مبالغ فيها حتى لا تختفى الألفة والمودة والحوار الحى الذى تبنى به أواصر الترابط الأسرى ولابد من شغل وقت الفراغ للأبناء وتنمية مواهبهم والحرص على ممارسة الرياضة وغرس القيم الدينية ومعنى الضمير فى نفوسهم حتى نستطيع حمايتهم من براثن أى فساد قد يتعرضون له عبر الإنترنت، ولابد من البحث عن بدائل مفيدة فى التليفزيون مثل قنوات المعلومات وتحفيظ القرآن.



أما د.أحمد حسن الليثى أستاذ الصحة النفسية وعلم النفس الايجابى كلية التربية جامعة حلوان فيرى أن المجتمع يواجه تحديات كثيرة فرضتها ثورة الاتصالات التى ألقت بآثارها على كل مناحى الحياة الانسانية، مما يستلزم استعداد الأسرة المصرية لمواكبة هذه التكنولوجيا الحديثة على نحو يحفظ تماسك العلاقات الاجتماعية بين أفرادها ويقى أبناءها من مخاطرها العديدة، رغما عن من كونها مصدراً للمعرفة والتعلم والتواصل فإنها قد تصيب مستخدميها ببعض الاضطرابات السلوكية مثل الإصابة بإدمان الانترنت، حيث يظل الطفل ملازماً لشاشة الهاتف أو الكمبيوتر معظم الوقت مما يؤثر سلباً على تطوره الاجتماعي، ويزداد الأمر سوءا عندما ينهمك معظم أفراد الأسرة فى الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعى مما يضعف العلاقات الاجتماعية تدريجياً وينشغل كل فرد فى عالمه وتهدر أوقاتهم ما بين الفيس بوك والواتس آب والاسكاى بى فيتلاشى جو الألفة والدفء العائلى وتتزايد الفجوة بين أفراد الأسرة الواحدة، مما يتطلب تكاتف الآباء والأمهات لتنمية وعى أطفالهم بكيفية الاستخدام الواعى لوسائل التواصل الاجتماعى وحمايتهم من مخاطرها، وذلك من خلال تنمية الوعى بمفهوم الوقت وكيفية استثماره بطريقة ايجابية وعدم إهداره فى الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي، وتقليل استخدام الأجهزة والهواتف الذكية للأطفال قبل سن العاشرة لعدم امتلاكهم مهارات الاستخدام الواعي، كما أنها تجعلهم يعتادون على العزلة والانطواء، واستنادا لوصية رسولنا الكريم (خير الأمور الوسط) لابد من اعتدال الوالدين فى توجيه الأبناء لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعى فلا إباحة تامة أو منع نهائي.. وضرورة أن يكون الوالدان قدوة ونموذجا فعليا للاستخدام الرشيد والواعى لوسائل التواصل الاجتماعى مع ضرورة تفعيل الحوار الأسرى الإيجابى مع أبنائهم.