عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
رسائل القوات المسلحة للقادمين من الغرب
28 أغسطس 2017
> جميل عفيفى
العقيد اركان حرب تامر الرفاعى المتحدث العسكرى

بين الحين والآخر يعلن العقيد أركان حرب تامر الرفاعى المتحدث العسكرى عن عملية عسكرية قامت بها القوات الجوية على الحدود الغربية تدمير العشرات من عربات الدفع الرباعي محملة بالمتفجرات والاسلحة والذخائر كانت تسعى للتسلل الى داخل الاراضي المصرية من الحدود الغربية مع ليبيا، في محاولة لتنفيذ عمليات ارهابية داخل الاراضي المصرية، أو تقديم الدعم اللوجيستي للعناصر الارهابية الموجودة على ارض مصر، والتي تم قطع الدعم عنها، ومحاصرتها، من قبل القوات المسلحة والشرطة المدنية، مستغلين حالة الفراغ الامني على الجانب الليبي.


واذا نظرنا في البداية إلى الاسباب الحقيقية لمحاولة التسلل عبر الحدود الغربية، فسنجد انها بسبب وجود جماعات وعناصر ارهابية متعددة في ليبيا، وتحالفات ارهابية تتم هناك على الارض، بالاضافة الى سهولة تهريب السلاح الى داخل الدولة بسبب الحدود الشاسعة وعدم وجود قوات قادرة على السيطرة على المساحة كاملة، بالاضافة الى الاموال الضخمة التي يتم ضخها في تلك الدولة للجماعات الارهابية للسيطرة على الوضع خاصة من دولة قطر، التي تسهم في نقل الارهابيين الى معسكرات في ليبيا، وكذا تزويدهم بالمعدات والسلاح.



وليس الهدف الاساسي من تلك المعسكرات الموجودة على الاراضي الليبية، السيطرة على ليبيا فقط ولكن هناك ايضا توجيهات وأهدافاً اخرى من اهمها تصدير الارهاب الى مصر عن طريق الحدود المصرية الغربية او عن طريق السواحل الغربية، من أجل تنفيذ عمليات عسكرية ضد عناصر الجيش المصري ، وكذا تقديم الدعم اللوجيستي للعناصر الارهابية في مصر.



ومع تضييق الخناق على الجماعات الضالة الموجودة في سيناء وتنفيذ عملية ( حق الشهيد )بمراحلها المختلفة، ونجاح القوات المسلحة المصرية في السيطرة على الوضع، وقطع وسائل الامداد بالسلاح والذخيرة لتلك العناصر، وصلت التعليمات لجماعات الارهاب في ليبيا بتخفيف الضغط عن العناصر في سيناء، ونقل المعارك الى المنطقة الغربية، على الحدود ومحاولة اختراق الحدود وتنفيذ عمليات في تلك المنطقة، في محاولة يائسة لرفع الروح المعنوية للحلفاء في سيناء، واعطاء رسالة للخارج بأن مصر غير آمنة، وان القوات المسلحة غير قادرة على السيطرة على الوضع، وأن الارهاب يطول جميع المناطق الحدودية المصرية.



لقد وضعت القيادة العامة للقوات المسلحة جميع الاحتمالات منذ بداية حربها على الارهاب، لذا فقد وضعت المنطقة الغربية العسكرية من اولوياتها، فتلك المنطقة هي المسئولة عن حماية وتأمين الشريط الحدودي مع ليبيا والبالغ أكثر من الف كيلو متر، و غاية في الصعوبة، لذا ففقد تم التأمين بواسطة عمليات تطوير وتحديث كاملة ، وانتهت بإنشاء قاعدة محمد نجيب العسكرية القادرة على ردع كل تلك العناصروالجماعات الارهابية والدول التي تقف خلفهم.



لقد فشلت الجماعات الارهابية في عملية نقل المعركة، بل تكبدت بسبب تلك الخطة خسائر فادحة في المعدات والارواح، الا ان الممولين لتلك الجماعات دائما وابدا يسعون لتنفيذ عمليات ارهابية في مصر لذا ينفقون اموالا ضخمة في سبيل ذلك الا انه في كل مرة يتم تدمير تلك العناصر على الشريط الحدودي قبل عملية التسلل.



ان القوات المسلحة المصرية مع كل محاولة تسلل فاشلة ترسل العديد من الرسائل لتلك الجماعات ومن يمولها أهمها:



اولا: أن القوات المسلحة المصرية لا يمكن ان تغفل لحظة عن حماية الامن القومي المصري مهما كلفها ذلك من تضحيات أو مجهود.



ثانيا: أن محاولات التسلل عبر الشريط الحدودي الى الداخل المصري ما هي الا عملية انتحار لمن يحاول تنفيذها وأن الرد قاس جدا لتلك العناصر ومن يقف خلفها.



ثالثا: أن الحدود المصرية رغم مساحتها الشاسعة الا انها مكشوفة للقوات المسلحة المصرية، بالكامل وذلك بفضل التحديث والتطوير الذي قامت به القيادة العمة للقوات المسلحة خلال السنوات الماضية.



رابعا : أنه في حال التفكير من قبل تلك الجماعات فى استخدام البحر في نقل الاسلحة والمعدات والتسلل سيكون الرد أكثر عنفا، عن طريق القواعد البحرية وكذا خفر السواحل.



خامسا : لم تستوعب تلك الجماعات الدرس جيدا بعد تنفيذ القوات الجوية عمليات عسكرية داخل العمق الليبي وتدمير معسكرات الارهاب بها، لذا قيامهم بعمليات التسلل سيكون الرد عليه اعنف في كل مرة.



ولكن من الواضح هنا أن الجماعات الارهابية بأنواعها المختلفة الموجودة على ارض ليبيا يتبعون دولة قطر التي تمولهم بالمال والسلاح ، وتلك الدولة مع الضغوط الدولية عليها بسبب دعمها الإرهاب فإنها تسعى بكل قوتها المادية فقط ان تنفذ عمليات ارهابية في مصر مستمرة في نهجها الارهابي ومعتقدة انها قادرة على زعزعة الامن والاستقرار داخل مصر، أو ان تلك الفئات الضالة قادرة على تحقيق نصر على القوات المسلحة المصرية، وادخالها في صراع مسلح مع تلك الجماعات يؤثر بشكل مباشر على الامن القومي المصري. الحقيقة ان القوات المسلحة المصرية تسيطر على حدودها ومياهها والمجارى الملاحية وان تسليح القوات المسلحة في الوقت الحالي جعلها تستطيع ان تبسط نفوذها كاملا وليس ذلك لحماية مصر فقط ولكنها لحماية الامن القومي العربي بالكامل.



[email protected]