عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
بحث عن شاعرها فى كل مكان ولم يجده
محمد الحلو يغنى أغنية من كلمات « الشعب المصرى»!
18 أغسطس 2017
أحمد السماحى

على مدى مشواره الغنائى استطاع المطرب الكبير محمد الحلو أن يقدم عشرات الأغنيات التى مست حياة الجمهور وعبرت عن فرحه، وحزنه، وآلامه، وناقشت مشاكله، ورصدت أحلامه، وخاطبت وجدانه، منذ البداية وضع عقله فى خدمة فنه فأختار أغنيات سكنت ذاكرة عشاقه، وجعلته يحتل مكانة مميزة على خريطة الغناء المصرى والعربي


، يتعامل مع فنه بإحترام، ومع موهبته بتقديس، ويسعى دائما لتقديم أعمال تضيف لرصيده النجاح، ولمشاعرنا المتعة، لا يعتبر فنه مجرد وسيلة للتسلية والترفيه، بقدر ما هو مرآة صادقة وأمينة ينقل من خلاله نبض وحيرة ورغبة المستمع، ولعل هذا أحد أسباب غيابه المتكرر عن الساحة الغنائية فهو فى حالة بحث مستمرة عن الفكرة اللامعة، واللحن المناسب، والتوزيع الجديد، والكلام غير المستهلك.



.......................................................



منذ أيام قليلة انتهى من وضع اللمسات الأخيرة على أغنية وطنية جديدة بعنوان « قولى يا ابني»، التى يطلقها مثل رصاص هادر فى قلب أعداء الوطن، من كلمات «الشعب المصري»!!، ألحان الكاتب الصحفى والموسيقار طه أمين العائد إلى الألحان بعد غياب ثلاثين عاما بعد آخر أغنياته « ودعيني» للمطرب مدحت صالح، والأغنية الجديدة توزيع ميدو الحلو.



محمد الحلو أكد سعادته البالغة بعمله الجديد الذى يتمنى أن يتسلل إلى قلب الجمهور ويحقق نجاحا كبيرا، يتناسب مع مضمونه، وما بذله فيه من وقت ومجهود، فهو فى الفترة الأخيرة يقضى معظم وقته فى البحث عن أغنية تضيف معنى جديدا إلى قاموسه الفنى المزدحم بعشرات الأغنيات المختلفة سواء العاطفية أو الوطنية، وكان آخر هذه الأعمال رائعته « الشهيد». وعن ظروف غنائه لهذه الأغنية التى ستنطلق قريبا قال : منذ فترة عرض على الملحن طه أمين الأغنية وأعجبتنى جدا، لكننى أجلت طرحها نظرا لأننى وقت عرضها على كنت انتهيت من أغنيتى الوطنية الأخيرة « الشهيد» وبدأت تأخذ طريقها إلى الفضائيات، فقررت تآجيل «قولى يا ابني» حتى تأخذ أغنية «الشهيد» فرصتها وحقها فى الاستماع. وأضاف بأن كلمات الأغنية نالت إعجابه كثيرا، لكنه إضطر لتغيير الكوبليه الأخير فقط، حتى لا ترتبط بزمان ولا مكان معين، وتكون صالحة لكل الأزمان.



وأشار الحلو أنه ليس بعيدا عن الساحة الفنية، فهذه الأيام يستعد لتقديم أغنية شعبية جديدة محترمة مثل أغنيات محمد رشدي، ومحمد قنديل ومحمد العزبي، وغيرهم من أساطين الأغنية الشعبية، وخلال الفترة الماضية قدم مسرحية للأطفال فى الإسكندرية بعنوان «السلطان الحكيم»، تأليف وإخراج وسينوغرافيا وليد جابر، بطولة رضا حامد، فيولا فايز، إيهاب مبروك، إسلام عبد الشفيع، ناقشت فكرة الانتماء للوطن والحب والسلام ونبذ العنف، فى قالب مسرحى كوميدى غنائى للطفل والأسرة، لكن بالنسبة للغناء فتاريخه الغنائى يجعله يدقق كثيرا فى كل ما يعرض عليه، ولابد أن يحمل جديدا ومختلفا وهذا ما وجده فى «قولى يا ابني».



أما ملحن الأغنية الكاتب الصحفى والموسيقار طه أمين الذى احترف التلحين بروح الهواية، لهذا إلتزم طوال مشواره بأصول الطرب، واحترم ذوق الجمهور، فيقول عن قصة هذه الأغنية وحكاية كلمات «الشعب المصري»: منذ إبتعادى عن التلحين بعد آخر أغنياتى «ودعيني» غناء مدحت صالح منذ أكثر من ثلاثين عاما، وأنا أبحث عن كلمات مختلفة بعيدا عن أغنيات الحب والهجر والخيانة وكل المفردات المستهلكة التى مل الجمهور من الإستماع إليها فى السنوات الأخيرة، خاصة أن جيل العمالقة قدم كل هذه المفردات بتمكن شديد وذوق عالي، ولم يترك معنى فى هذه « السكة» إلا وطرقه.



وأثناء بحثى على مواقع الأنترنت وجدت كلمات هذه الأغنية، فصرخت بجملة أرشميدس الشهيرة « وجدتها .... وجدتها»، فهذه الكلمات ما أبحث عنها منذ رجعت من دولة الكويت التى كنت أعمل فيها، فالكلمات صرخة أب بسيط يبحث عن إبنه العسكرى الذى غاب منذ فترة ولم يعد، وفى النهاية وبعد طول بحث يبلغه زميل لإبنه عن إستشهاده.



ويضيف طه أمين: الكلمات هزتنى جدا، وتأثرت بها ووجدت دموعى تنهمر على وجهى بعد إنتهائى من قراءتها، وبدون أن أقصد وجدت نفسى أبحث عن عودى الذى هجرته منذ سنوات، وبعد ساعات قليلة وجدت اللحن ينساب بيسر وسهولة كما ينساب الماء فى نهر النيل.



لكن بعد إنتهائى من التلحين قابلتنى مشكلة وهى عدم وجود اسم الشاعر صاحب القصيدة التى تأثرت بها على القصيدة، وبحثت عنه كثيرا دون جدوي، ونظرا لصداقتى الوطيدة بالكاتب الصحفى الكبير حامد عز الدين، عرضت عليه الأمر، وبعد إستماعه إلى اللحن والكلمات تأثر جدا، وطلب منى أن يتبنى هذه الأغنية ويبحث هو عن شاعرها.



وبالفعل إستعان بمجموعة كبيرة من العاملين معه للبحث عن الشاعر ولكن دون فائدة، وعرضها على المطرب محمد الحلو الذى أعجب بها، وعندما علم مشكلة الشاعر طلب منا أن نضع مكان اسم الشاعر، إسم الشعب المصري، لأن الكلمات صادقة جدا وتمس كل فرد فى الشعب المصري، ففى السنوات الأخيرة فقد كل منزل وكل شارع أحد أولاده فى حرب مصر ضد الإرهاب الغاشم وجماعة الأخوان الإرهابية التى تحاول طول الوقت زرع الفتنة وبث الخوف والإرهاب فى قلب كل فرد فينا، وكل حربهم للأسف الشديد ضد الجيش والشرطة.



وأعرب طه أمين عن سعادته بالتعاون مع المطرب محمد الحلو الذى قام بأداء الأغنية بإحساس عالى جدا، لدرجة أن كل من إستمع إلى الأغنية بكى من قوة إحساسه وصدقه.



وصرح أمين بأنه يلحن هذه الأيام أغنية عاطفية من كلمات الشاعر المخضرم صلاح فايز، ومن المقررأن يقوم بغنائها هانى شاكر.







كلمات الأغنية



تقول كلمات الأغنية التى طلب منا «الحلو وطه أمين» كتابة كلماتها كاملة لعل شاعرها عندما يقرأها فى جريدة « الأهرام» الغراء يعلن عن نفسه للحصول على حقوقه الأدبية والمادية:



« قولى يا ابنى / مشفتش ابني؟؟



كان لابس زيك تمام / طاقيه بنسرها على راسه



والبياده والحزام / وفى ايده ماسك سلاحه



وفى الطابور على طول قدام / واد سماره وهبته راجل



والقلب لساه يدوبك غلام / ولاعمره يوم عن امه اتأخر



ولا عمره يوم عن وجبه نام / كان لسه مخلص عزاله



كان لسه مخلص علام / لو حد شافه يقوله ابوه جاله



والشقه خلصت دهان / وخطيبتك بتسلم عليك



والعيله بعتالك سلام



ابنك يا والدى عند ربه



شهيد يشفع للانام / يمسك ايديك يوم القيامه



يحميك يوم الزحام / ويخدك لباب الجنه



ويرفعك أعلى مقام / ابنك مامتش يا ابويا



ابنك حى عند ربه ف الجنان



ااااه يا ولدي



خدك الموت منى / وانت ف عز الشباب



خدك وسبنى وساب / شعرى اللى شاب



خدك ورمانى ف وسط العذاب



طب اقول لـ امه ايه



لما تسألنى عن ضناها اللى غاب



والله لصرخ صرخة تصحى كل الجيش



يارئيس يا مشير يا فريق ياشويش



ابنى كان بينه وبين عرسه مفيش



ابنى راح عندكو ومجاليش



دانا ف الدنيا دى غيره مليش



ابنى مات علشان وطن يعيش».