عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء: تطوير المناهج التعليمية والأزهرية .. مطلب عاجل
11 أغسطس 2017
حوار ــ هند مصطفى عبد الغنى

أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، أننا نعيش في فترة صعبة في تاريخ مصر فلا يكاد يمر يوم إلا وتحدث جريمة إرهابية جديدة، وأن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب تمثل بارقة الأمل لحماية الوطن من براثن التطرف والفكر التكفيري.


وقال في حوار مع “ الأهرام” إن حماية الوطن والدفاع عنه مسئولية مشتركة



بين الشعب وجميع مؤسسات الدولة، وان تجديد الخطاب الدينى لا يرتبط فقط بتطوير المناهج الأزهرية بل تطوير المناهج الدراسية في مختلف المراحل التعليمية... والى نص الحوار:





تجديد الخطاب الدينى كثير من الكلام قليل من التجديد .. هل تؤكد صحة ذلك؟ وكيف يمكن مواجهة الفكر التكفيرى؟



تجديد الخطاب الديني معناه أننا نواكب التحدي الحضاري بفكر إسلامي صحيح قائم على أدلة الكتاب والسنة وقائم على أدلة العقل والنقل بحيث يقوم العلماء بهذا الفكر في مؤلفات وندوات حوارية وأحاديث وبرامج إذاعية وتليفزيونية ومقالات في الصحافة والإعلام. ولابد أن يكون معلوما أن التجديد لا يعنى التغيير ولا التبديل في الأصول فالقرآن كلام الله والسنة كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وهما الأصلان الثابتان الراسخان لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتي) فالكتاب والسنة الصلاحية لهم في كل زمان ومكان وأقول هذا التحفظ على أفكار أصحاب بعض الأهواء المشبوهة الذين ركبوا موجة تجديد الخطاب الديني وقالوا في آيات القرآن ما لا يصح الآن وراحوا بفكرهم المريض لتغيير ما قاله الله والرسول ونقول لا تغيير للكتاب والسنة فلو أخذنا بهما لأمنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.



إذا كنا نتحدث عن تجديد الخطاب الدينى فهل هذا يعنى بالضرورة تطوير المناهج الأزهرية؟



بلا شك تطوير المناهج الأزهرية مطلوب بل ليس المناهج الأزهرية وحدها بل المطلوب تطوير جميع مناهج التعليم لأن تجديد الخطاب الديني يتطلب تطوير المناهج وعندما كنت رئيسا للجامعة كنت أقول دائما إن المقررات لابد أن تراجع كل 3 سنوات للتعرف على ما جد في الحياة، وبالتالي يجب أن تعطى الجامعات المقررات النافعة التي تعالج مشكلات الحياة لان المناهج الدراسية تمد الناس بما ينفع حالهم ومن اجل ذلك نهض الأزهر الآن في تجديد خطابه الديني ومراجعة مقرراته لكى تكون صالحة.



ما رؤيتك لقانون تنظيم الفتوى الذى أقرته لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب؟



هذا قانون مهم ويأتي في توقيت حساس وهام لأنه ظهرت في الآونة الأخيرة ظواهر غريبة الشكل وطفت على سطح الحياة فتاوى تؤيد هذه الظواهر السلبية وهذه الفتاوى صادرة عن أقوام لا صلة لهم بالشرع أو الدين وليس لهم تخصص في العلوم الفقهية لكنهم دسوا أنوفهم فراحوا يهرفون بما لا يعرفون ومن هنا اخذ بعض السذج عنهم هذه الفتاوى المغرضة، وهذه التوجهات المسمومة التي تستحل الدماء وتبيح الأعراض ومنهم من راح يمارس ظاهرة الإرهاب ظنا منه حين يقتل بعض الناس أو بعض المسئولين حسب زعمه الكذوب انه مجاهد والبعض أفتى انه من ينتحر ويفجر نفسه في الآخرين فهو شهيد بل هو منتحر بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من احس سما فقتل نفسا فهو في نار جهنم يحتساه خالدا مخلدا فيها أبدا..) إلى آخر الحديث الذي يفيد أن الذي يقتل او ينتحر خالد في النار أي ليس من أهل الإسلام لأن المسلمين يدخلون الجنة بشهادة التوحيد وأما الخالدون في النار فهم من غير المسلمين والظالمين والمنتحرين وهؤلاء من هذا النوع، وأناشد المسئولين والشعب بجميع فئاته التصدي لأصحاب الفتاوى الكاذبة الجاهلة التي تصدر عن غير المتخصصين.



المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب ما المأمول منه؟ وبماذا تنصح القائمين على تشكيله؟



المأمول منه أن يضع خططا عاجلة وآجلة، وتتمثل الخطط العاجلة في قيام حوار سريع بين فئات الشباب وبين العلماء ليبصروهم الحقيقة وليوضحوا لهم دعوة الإسلام للسلام والأمان والاستقرار ونبذ العنف وتكون هذه الندوات الحوارية على غرار ما كان في الثمانينات (ندوة الرأي) التي كان يتكلم فيها رجال الفكر والعلماء ويستمعون للشباب ولمشكلاتهم ويكون هذا مذاعا في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة حتى يستفيد الجميع وتكثف الرقعة والمساحة الإعلامية في الصحف ووسائل الإعلام بكافة أشكالها وان توضع خطة لمحاصرة الإرهاب في سائر دول العالم وذلك بعقد مؤتمر دولي يهدف إلى تصفية جيوب الإرهاب في كل مكان في العالم، وأنصح القائمين على تشكيله بالعمل على وقف تمويلات ودعم الإرهاب لان تمويلهم ودعمهم خطر جسيم على الأمة كلها. أما الخطة الآجلة المستقبلية فتتمثل في الدروس والحصص التي تدرس لأبنائنا في المراحل التعليمية المختلفة، ولابد أن تدرس لهم ثقافة التسامح والأمن حتى إذا ما شبوا وكبروا استطاعوا أن يتحصنوا ضد الإرهاب وضد هذا المعتقد الزائف الذي اعتنقه كثير من الشباب، ولتربية أجيال مستقبلية من الشباب تقف ضد الإرهابيين والمتطرفين وإصدار كتب لا تكون مطولة بل تكون مختصرة يمكن قراءتها في أسرع وقت وتؤلف هذه الكتب من علماء نفس واجتماع وعلماء دين لتحليل ظاهرة الإرهاب ومعرفة خطرها، كذلك العمل على حل مشكلة البطالة التي قد يقع نتيجة لها بعض الشباب في براثن معتقدات زائفة فعندما نجد فرص عمل للأبناء لا تمتصهم هذه التيارات الخطيرة.



وهل ينهى المجلس حالة الخلاف وغياب التنسيق بين المؤسسات المعنية بنشر الفكر والثقافة؟ وكيف يمكن تفعيل قراراته وتوصياته؟



من الممكن أن يؤدى هذه الرسالة إذا تم التعاون بين المجلس وبين مؤسسات وأجهزة الدولة والشعب فيحدث تعاون وتوحيد فكر حتى يعيش المجتمع في امن وسلام واستقرار، ويمكن تفعيل قراراته وتوصياته بالتعاون بين الشعب وجميع أجهزة الدولة من القوات المسلحة والشرطة والوزارات المعنية كالثقافة والأزهر والجامعات، كل هؤلاء لابد أن يتعاونوا مع قرارات المجلس لان الإرهاب بهذه الصورة يمثل خطرا على الأمة بأسرها وتفاقم الشر لدرجة انه لا يكاد يمر يوم دون وقوع حادث إرهابي.