بالتأكيد عندما تشاهد مسرحية قد لا تتخيل قبل رفع الستار ماذا يحدث فى الداخل.. والداخل هنا هو مايسمى بالكواليس وهو المكان المعد للفنانين كى يقوموا فيه ببعض التجارب التى لم يتقنوها فيقوموا بها مرة ومرات حتى يصلوا الى النتيجة الجيدة.
ليس هذا فقط فهناك أيضا فى الكواليس غرف الفنانين التى أحيانا تحظى بحكايات ومسرحيات لا يشاهدها الجمهور وهى عادة عتابا أو مناقشة حادة بين اثنين من الفنانين.
أيضا قد تكون هناك مكالمات مع الفنانين وبعضهم البعض فيها بعضا من الخلاف مما يضطر مساعد المخرج هنا أن يتدخل حتى لا تظهر أصواتهم خارج الكواليس فيسمعها الجمهور.
من المشاهد المألوفة أيضا أن يقوم اثنان أو أكثر بعمل بروفة أخيرة لحركة المفروض أن تقدم على المسرح والمطلوب منهم أن يتقنوها أكثر.
فتاة مسرعة جاءت متأخرة وتجرى نحو غرفتها لترتدى ملابس المسرحية بسرعة وأخرى تجلس فى هدوء ومعها مفرش صغير تقوم بإعداده أى الرسم عليه من خلال الخيط. ثم ثالثة ليست كأنها فى عالم المسرح.. ملابس عادية وجلسة فيها استرخاء.. هذا ربما دورها فى العمل.
بين هذا وذاك الجرسون يحمل المشروبات للفنانين قبل خروجهم للجمهور ومواجهة هذا الجمهور الذى لا يمكن أن يتصور أن المشهد الذى أمامه تم ترتيبه فى الكواليس بالمنظر الذى يقدمه العرض .
فنانة أخرى تجدها تحرك شفتيها لتكتشف أنها تراجع دورها الذى ربما كان طويلا الى حد ما أو ربما قد نسيت جملة فتحاول أن تسترجعها.
أوراق متناثرة وقعت من فنانة لكن يبدو أنها ليس لها علاقة بالمسرحية فتحاول أن تتخلص منها بسرعة فى سلة المهملات.
خناقة بين اثنين غير متفقين بالطبع ليس فى أدوارهما ولكن فى مسائل أخرى لأن الخناقة لو كانت بسبب المسرحية لتدخل بسرعة مساعد المخرج لينهى المشكلة.
وهكذا حياة كاملة فيها الظريف وفيها الكوميدى وفيها الخلاف وأيضا فيها شكل العتاب.. ثم الجرسون يجرى هنا وهناك ويلتقط بسرعة الكوب الفارغ من الفنان.
عرض بالطبع جديد تماما فى فكرته ويقدم ما يمكن أن نسميه تعرية المسرح.
أى تشاهد العرض قبل، ليس فقط اكتماله ولكن مع التفاصيل التى قبل أن يظهر فيها لك الفنان وهو بالطsبع فى حالة مختلفة تماما عما فى الكواليس التى شاهدتها فقط لكن لم تشاهد ماتم بالنسبة له على خشبة المسرح.