عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أوائل الفنون الجميلة... فى محاكاة الإبداع
21 يوليو 2017
> رانيا الدماصى
الخانكة لاحمد الانصارى

سكنت الحركات وتوارت الكلمات فى مشهد حالم يتراءى لنا وبإطلالة ناعمة تأخذنا إلى الهدوء.. تستلقى على فراشها فى سكون.. مقيدة بنبات اللبلاب لا تستطيع الحركة ويظهر عليها علامات التعب والخوف..


فربما شيئ ما يخيفها أم تعانى «فوبيا النوم»؟! .. نعم هى تفتقد النوم الذى كان يتسرب داخلها ليلا برفق يطيب خاطرها ويغسل همومها... مشهد أخر مخيف تصارعت وتضاربت فيه المشاعر حيث التقى الاضطراب النفسى بالانحدار العقلى والأفعال غير السوية.. كل ذلك يتراءى لنا من خلال «الخانكة» لشخص حبيس مغلوب على أمره جالسا على كرسى متحرك مصحوباً بنظرات ضعف وانكسار، يتحكم فى مصيره دكتور نفسى يبدو عليه شيئ من الجنون وممرض مخبول يمارسان عليه اضطرابهما العقلى, تلك هى بعض اللقطات التى تناولها طلاب كلية الفنون الجميلة بالزمالك فى مشاريع تخرج دفعة 2017، برعاية عميدتها الدكتورة صفية القباني.






وبنظرة على تلك المشاريع، والتى أخذ الطلاب على عاتقهم مهمة البحث الدءوب فى ترجمة أطروحات وصياغتها داخل قوالب تشكيلية، نجد تميز الكثير منها واليوم نطرح بعضها، حيث جاءت ليغلب على معظمها الطابع الدرامى والانسانى، وأخرى جاءت لتحاكى عصور ولت أو قضايا معاصرة فضلا عن من كان مولعا بالطيور والحيوانات، وقد أصيغت بشتى المدارس الفنية. فمن شعبة التصوير الزيتى حصل أحمد الأنصارى على المركز الأول من خلال “الخانكة” لتجد ميل الفنان لمدارس عصر النهضة والباروك من حيث الإضاءة المسرحية والتعبير القوى والاهتمام بالخط كعنصر أساسى وحسب قوله: ربطت بين تلك المدارس بالفن المعاصر والموضوعات المعاصرة. ومن شعبة التصوير الجدارى حصل عمرو الشاذلى على المركز الأول من خلال “سن المراهقة” متأثراً بالمدرسة الوحشية فى محاكاته للعوامل المؤثرة فى تكوين شخصية الإنسان وخاصة فى مرحلة المراهقة، قائلاً: استخدمت الخطوط الحادة وتحديد العناصر بالأبيض والأسود مع ألوان صارخة وصريحة للتعبير عن تلك المرحلة.

وبالنحت الميدانى حصل عبد الرحمن العجوز على المركز الأول مقدما «الرشاقة»، قائلاً: تلعب المنحوتات دورا فى المزج بين الكتلة والخفة، حيث الارتكاز على نقطة اتزان واحدة مما يعطى إحساس بطيران الكتلة وخفة الحركة. وبالفعل قد تجد تجريدا وتبسيطا لمحاكاة الأشخاص والتأكيد على التضاد بين ثقل الكتلة وقوة الحركة.

ومن النحت شعبة عرائس حاز مشروع على نبيل «أسطورة» على المركز الأول والذى مثل من خلاله تجسيد صراع بين قوى الخير والشر ينتهى بانتصار شخصية المحرر بعد صراع طويل. وبشعبه التصميم المطبوع حصلت مى فؤاد على المركز الأول، مقدمة «زحام التواصل» قائلة: تناولت فكرة هيمنة التواصل الالكترونى على حياتنا واستخدمت عناصر من شبكات الموبايل ومستقبلات الأقمار الصناعية والبيكسيل كأرضية كما استخدمت فى اللوحة الواحدة عدة قوالب طباعية, تميزت أيضا بعض المشاريع من خلال الطرح والتناول الفنى، حيث احتلت «فوبيا النوم» لبسنت الشافعى «المركز الثانى تصوير زيتى» قائلة: لم اتبع مدرسة فنية بعينها ولكنى اتخذت من «ما قبل الرفائلية» فى الجمع بين الموديل والنبات، فضلا عن المدرسة السريالية وجمع التركيبات الغريبة لأجسام غير مترابطة بصورة واقعية فى عالم خيالى. وبعنوان «ازدواجية السلطة» احتل مهاب عبدالمعز «المركز الثانى تصميم مطبوع» قائلاً: تأثرت بالمدرسة الكلاسيكية والتعبيرية وعبرت بالقلم الرصاص عن ازدواجية السلطة ومدى تحكمها بالإنسان.

ومن خلال جدارية «زنوبيا» لسارة عبد السميع، لتحتل «المركز الثانى” يتراءى لنا مشهد للملكة زنوبيا سمراء اللون بجمالها وولعها بالصيد والقنص.كما جاءت جدارية «مش مجرد قطة” لآية جوهر فى المركز الثالث متأثرة بالمدرسة الانطباعية التأثيرية فضلا عن الكلاسيكية.

وبجدارية «أرض الشمس» لميرنا عادل أشارت الفنانة إلى اهمية الحضارة الفرعونية. حيث قالت:عبرت عن بعض المشاهد الفرعونية مقترنة ببعض الموتيفات، واتخذت من النيل إطلاله فى أسفل اللوحة, وبعنوان «كان يا مكان» قدمت سارة ماهر جداريتها والتى جاءت مستقاة من حياة المهرج قائلة: عبرت بطريقة عفويه وألوان مبهجة وصريحة، وقد اختزلت التصميم إلى أشكال هندسيه مبسطه تأثراً بالمدرسة التكعيبية.

أيضا قدمت ملك الشاذلى جدارية «الجمال لايدوم» لإظهار وجه آخر للطاووس غير جماله والذى مهما طال فسوف يأتى الوقت الذى يزول ويفنى. وبشعبة الرسوم المتحركة حصلت ياسمين مروان على المركز الأول ومى أحمد على المركز الثانى. وبشعبة الميدالية والنحت البارز حصلت سارة سمير على المركز الأول. وبقسم العمارة حصلت هاجر محمد على المركز الأول، وشيرين راتب على الثانى. ومن ديكور شعبة العمارة الداخلية حصلت نهى نبيل على المركز الأول وأروى عبده على الثانى، ومن شعبة الفنون التعبيرية حصلت منه حسن على المركز الأول وأحمد مهدى على الثانى.

ذلك وسوف تنظم الكلية معرض لأوائل الدفعة منتصف أغسطس المقبل بمتحف محمود مختار.