هروب العندليب
ترك القفص ليعيش حرّا طليقا فى حديقة غنّاء مهجورة ، حتى يختفى عن شرور الناس. ومن تغيير المناخ ، بحّ صوته الجميل فلم يعد يغرّد. عاد الى عشّه حزينا لأنه بلا تأمين صحى وطبيب معالج. بعد أيام شفيت حنجرته ، فرفع رأسه الى السماء الصافية مغردّا الى الله. ليعلن حقيقة « كاذب من يتّكل على البشر» .
سخرية
كان ابنى المثقّف دائب الاطلاّع على أمهّات الكتب وبارعا فى استخدام التكنولوجيا الحديثة . ذات يوم بدرت فى ذهنه فكرة، فسألنى :
ماهذه الحروب المستمرة المكلّفة أموالا طائلة للقضاء على تنظيم داعش فى بلادنا العربية والتى أحقّ بها الفقراء والمرضى ؟.
أجبته فى تعجّب وسألته:
صنعوه الغرب فلحق بهم.. ماذا ترى وما العمل ؟ .
قال ساخرا :
قرأت عن قبائل ماو ماو فى أفريقيا الآكلة للحوم البشر يمكن أن تكون بديلا ، فهى مسلّحة بأسنان قوية وعضلات فتّاكة ومعدة هاضمة.
الغراب شهيدا
على أرض الفيروز، خرج من وكره ، ليجد قوت يومه فى جثّة ارهابي.
وطار محلّقا مسرورا فى سماء الانتصار.
أصابته شظية من تكفيرى لا وطن له ولا دين. فسقط ميّتا يقطر دما على الأرض الطاهرة . بعد فترة وجيزة خيّم الهدوء على المكان . وتجمّع الغربان فى حب ووفاء، وحفروا له حفرة ودفنوه . ثم عادوا ليقتاتوا من جثّة عدو الوطن.