عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
وجه فى الأنباء
فيكتور أوربان وخلطته السياسية
5 يوليو 2017
هناء دكرورى

ذاع صيت فيكتور أوربان رئيس الوزراء المجرى وهو بعد فى السادسة والعشرين من عمره عندما ألقى خطابا حماسيا بميدان الأبطال فى العاصمة بودابست خلال ذكرى اعادة دفن جثمان الزعيم ايمرى ناج رئيس الوزراء المجرى الأسبق وقائد الثورة المجرية 1956. ففى خلال هذا الخطاب طالب أوربان بانسحاب القوات السوفيتية من المجر ودعا إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة. ولكن رحلة أوربان فى عالم السياسة كانت قد بدأت قبل ذلك بأعوام.


ففى فترة المراهقة وعندما كان فى الرابعة عشرة من عمره تولى أوربان، الذى ولد فى عام 1963 لأسرة من الطبقة المتوسطة بإحدى المناطق الريفية بالمجر، منصب سكرتير منظمة الشباب التابعة للحزب الشيوعى بمدرسته. واعترف أوربان فى حديث صحفى أجرى قبل سنوات بأن كثيرا من أفكاره التى وصفها بـ «الساذجة والمحابية للشيوعية» والتى تشكلت فى تلك الفترة تغيرت كثيرا فى أثناء أدائه للخدمة العسكرية على مدى عامين بعد انتهائه من الدراسة الثانوية.



ورغم حصول أوربان على درجة فى الحقوق من جامعة بودابست ثم درجة الماجستير عن رسالة حول «حركة تضامن «البولندية المناهضة للحكم الشيوعى إلا أنه نجح أيضا فى الحصول على منحة من مؤسسة سوروس فى عام 1989 لدراسة العلوم السياسية فى كلية بمبروك بجامعة أوكسفورد البريطانية وذلك لتدعيم مشواره السياسى وذلك بعد أن شارك فى مارس 1988 فى تأسيس حزب «تحالف الشباب الديمقراطي» وأصبح المتحدث الرسمى باسمه.



وفى عام 1990 غادر أوربان أكسفورد وعاد إلى المجر للترشح فى أول انتخابات برلمانية تجرى فى المجر بعد سقوط الشيوعية وقد فاز بسبب شعبيته كسياسى شاب متحمس معاد للشيوعية والاشتراكية. وفى عام 1993 اصبح أول رئيس لحزب تحالف الشباب الديمقراطيين خلفا للمجلس الوطنى الذى كان يتولى قيادة الحزب منذ تأسيسه. وبفضل قيادة أوربان وذكائه السياسى تحول الحزب من مجرد منظمة شبابية راديكالية ليبرالية إلى حزب شعبى ينتمى لليمين الوسط.



وفى عام 1994 اعيد انتخاب أوربان عضوا بالبرلمان وعلى مدى سنوات عمل على عقد تحالفات مع عدد من الاحزاب الأخرى ذات التوجهات المشتركة ليتوج جهده بالفوز فى الانتخابات العامة فى 1998، ويصبح ثانى أصغر رئيس وزراء فى تاريخ البلاد (35 عاما). حيث خدم لفترة واحدة، ولكن أعيد انتخابه رئيسا للوزراء فى انتخابات 2010 وانتخابات 2014.



ووفقا لآراء عدد من المحللين فإن «الخلطة السياسية التى يتبناها أوربان والتى تنطوى على التشكيك فى سياسات الاتحاد الأوروبى والشعبوية والنعرة القومية تدفع الكثيرين لرصد أوجه شبه بينه وبين عدد من القادة السياسيين حول العالم ، وإن اختلفوا فيما بينهم، مثل رئيس الوزراء البريطانى السابق ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومارين لوبن زعيمة اليمين المتطرف الفرنسى والرئيس التركى رجب طيب اردوغان والرئيس الروسى فلاديمير بوتين.