عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
عودة لافتة «كامل العدد» على مسارح الدولة
4 يوليو 2017
باسم صادق

عادت من جديد لافتة «كامل العدد» على شبابيك تذاكر مسارح الدولة خلال الأسابيع الماضية، ليس فقط خلال أيام العيد، ولكنها حالة تواصلت منذ ليالى شهر رمضان الفنية ومازالت مستمرة حتى اليوم.. تفسير ذلك ببساطة يتمثل فى ثلاثة أسباب هى المنتج الجيد وأسعار التذاكر المخفضة ومواقع التواصل الاجتماعى،





فمازالت «ليلة من ألف ليلة» للفنان يحيى الفخرانى تحصد الإيرادات بعد تجاوزها المليونين ونصف المليون فى موسمها الأول، فى حين اقترب «قواعد العشق الأربعون» من المليون الأول، وفى مسارح لا تتجاوز أسعار تذاكرها العشرين جنيها بلغت إيرادات مسرح القاهرة للعرائس خلال أيام العيد حوالى 30 ألف جنيه، وتجاوز عرض سنووايت للأطفال الـ 25 ألف جنيه، وفى الأسكندرية حقق عرضا رحلة نور وشيكو وأمير الغابة أكثر من 16 ألفا، بينما وصل عرض العسل عسل إلى 15 ألف وفى مسرح الغد وصلت إيرادات لعبة العراف إلى 4000 جنيه فى قاعة صغيرة ذات 70 مقعدا فقط.. وهى كلها إيرادات قد تبدو هزيلة ولكنها فى عالم المسرح تعد جيدة إذا وضعنا فى الاعتبار سعة المسارح المختلفة وأسعار التذاكر الزهيدة باعتبارها خدمة تبحث عن المردود الثقافى والعقلى أكثر من المادى.



والحقيقة أن إقبال الجمهور على عروض العيد بنفس قدر إقباله على دور العرض السينمائى بات مؤشرا إيجابيا ومبشرا بأن مسارح الدولة تسير على الطريق الصحيح، خاصة مع الارتفاع المبالغ فيه لأسعار تذاكر أفلام السينما، فقد أخذت وزارة الثقافة على عاتقها النزول لشرائح المجتمع المتوسطة والأقل منها بفنون الدراما الحية والأكثر تفاعلا مع الجمهور حرصا على الارتقاء بالوعى الفكرى والذوق العام، وذلك بمنتج فنى أكثر جودة شكلا من حيث الصور البصرية الجذابة، ومضمونا من حيث الأفكار والتيمات المتنوعة للعروض التى تواجه الأفكار الظلامية بقضايا الحب والأمل والعمل، ثم تأتى مواقع التواصل الاجتماعى لتلعب دورا حيويا ومؤثرا فى الدعاية لتلك العروض، فقد انتبه المخرج إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح إلى ضرورة التعامل مع سرعة إيقاع الحياة فى الترويج لعروضه، خاصة وأن الدعاية عبر الصحف والمجلات لم تعد الأكثر تأثيرا لدى الجمهور، وبناء عليه خصص مبلغا يستطيع مخرج أى عرض أن يوظفه للدعاية عبر الإنترنت والمواقع المختلفة، بالإضافة لسعى كثير من المخرجين الشباب إلى ضخ العديد من الصور والفيديوهات على مواقع الفيس بوك والواتس آب وتويتر وغيرها، لضيوف عروضهم من النجوم والشخصيات العامة ممن يثق الجمهور فى رأيهم، ويروى فيها كل منهم رأيه فيما شاهده من عروض، ليكون بذلك بمثابة تشجيع للجمهور على الذهاب للمسرح.



كان هذا أيضا سببا قويا لدعم المنتج الفنى الجيد حتى فى ظل تقديم عروض مجانية مثلما حدث فى ليالى شهر رمضان مثل كأنك تراه وقمر العشاق ومحمد صلى الله عليه وسلم والرحمة المهداة الذى قدمته وزارة التربية والتعليم على مسرح ميامى، لذلك كان ضروريا أن يستمر عرض بعضها بعد انتهاء رمضان مثل «كأنك تراه» لأنه فى طبيعته يعد عرضا من عروض المواجهة لكل أفكار الإرهاب والزيف الفكرى والسلوكيات المجتمعية المنحرفة، بالإضافة إلى أوبريت الليلة الكبيرة أيقونة مسرح العرائس الذى شهد حضورا لافتا للعام الثانى لدى عرضه ضمن مهرجان هل هلالك الذى يستحق وقفة لتقييم التجربة، فقد حرص فيه المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافى على فلسفة جمع كافة فنون الفرجة لقطاعات وزارة الثقافة فى مكان واحد وبالمجان، للتوسع فى استقبال شرائح المتلقين وتعريف الأجيال الجديدة على تلك الفنون الأصيلة المعبرة عن عادات وتقاليد محافظات مصر وقراها، مثل عروض فرقتى رضا والقومية للفنون الشعبية.. ولا شك أن أهم ما يجمع كل تلك الفنون هى فكرة المسرحة التى تجسد بها الفرق البيئات المختلفة من كل أرجاء مصر، خاصة بعد التطور البصرى والمهارى الملحوظ على تلك الفرق، وبدا هذا واضحا فى حالة التنافس البديعة بين عروض فرقة رضا الشهيرة والفرقة القومية للفنون الشعبية ذات التاريخ العريق الممتد لعام 1960، والتى تغوص برقصاتها فى أعماق المحلية لتجسد طقوس المهن المختلفة لكل بيئة، كرقصة أم الخلول المعبرة عن حياة الصيادين وأغنيات السعى للرزق والخير.. بالإضافة لرقصات البمبوطية والغوازى والشمعدان وغيرها.. فى حين تقدم فرقة رضا رقصات الأقصر بلدنا والعتبة جزاز وسماح النوبة والحجالة.. وتستمر فكرة المسرحة أيضا فى عروض التنورة والموسيقى الشعبية للفنان محمد باهر من جهة وفرقة الآلات الشعبية التابعة لمكتبة القاهرة برئاسة ياسر عثمان، والتى تروى السيرة الهلالية استمرارا لتاريخ الراحل عبدالرحمن الأبنودى فى هذا المجال، فتجذب الجمهور لحواديت تلك السيرة المثيرة، واكتملت الحالة المسرحية بعرض «مغامرة رأس المملوك جابر» الحائز على المركز الأول بمهرجان العروض المسرحية الطويلة بجامعة القاهرة.



أما مفاجأة المهرجان فكانت فرقة لايف تيم التابعة لفرقة أنغام الشباب، والتى تعتبر هدية وزارة الثقافة للشباب العاشق للأغانى الحديثة، فبعد النجاح الذى حققه مطربوها عماد كمال وكمال كمال وعبد الله الجسمى وأحمد الأمير خلال مشاركتهم فى فعاليات الأقصر عاصمة الثقافة العربية، استطاعوا أن يبهروا الجمهور من كافة الأعمار بخفة ظلهم وروحهم المرحة وأدائهم لأشهر الأغنيات بإيقاعات موسيقية حيوية وجاذبة لعشاق الغناء، حتى أنهم قدموا رؤية جديدة ومثيرة لأغنية بشرة خير أضافوا فيها عددا من المحافظات التى لم يأت ذكرها فى الأغنية الأصلية التى كتبها الشاعر أيمن بهجت قمر تفاعل معها الجمهور فطلبوا إعادتها أكثر من مرة.