عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أحزاب الثورة تحتاج «ثورة»
95% منها خارج نطاق الخدمة
30 يونيو 2017
جمال أبوالدهب

بعد ثورة 25 يناير تأسست الكثير من الأحزاب السياسية، ووصل العدد إلى أكثر من مائة حزب، لكن معظمها مجرد أسماء على الورق فقط، فغالبية الأحزاب ليس لها مقار، وإذا كان لها مقر فهو لا يزيد على شقة «حجرتين وصالة» تعلوها لافتة صغيرة.


تقول الإحصاءات إن هناك أكثر من 95 حزبا فشلت فى الحصول على مقعد واحد بمجلس النواب في الانتخابات البرلمانية السابقة، ونحو 14 حزبا فقط لها تمثيل في البرلمان، منها 8 أحزاب لها مقعد واحد فقط وبعض الأحزاب حصلت على ذلك المقعد بالتعيين، وبقية الأحزاب خارج نطاق الخدمة، ما يعنى أن هذه الأحزاب ليس لديها أرضية في الشارع، حتى إن بعض الأكاديميين والسياسيين لا يعرف الكثير من أسماء هذه الأحزاب لأنها ليس لها أي نشاط على أرض الواقع، والأحزاب الكبيرة بها الكثير من الخلافات والانقسامات التي قد تهدد مسيرتها في الفترة القادمة، وآخرها الانقسامات التي حدثت في حزبي «الدستور» و»المصريين الأحرار» والتناحر الذي يحدث حاليا بين جبهتى نجيب ساويرس وعصام خليل رئيس الحزب، ناهيك عن الصراعات الموجودة في أحد أقدم الاحزاب السياسية بمصر وهو حزب الوفد والخلافات بين أعضاء الهيئة العليا والهيئة البرلمانية للحزب.



كان من أهم أحلام ثورة 30 يونيو القضاء على فكرة الحزب الواحد، حيث عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من اللقاءات مع الأحزاب والقوى السياسية، ليؤكد أهمية التعددية الحزبية، ومؤخرا طالب الرئيس شباب الأحزاب بضرورة المشاركة وإبداء رؤيتهم في كيفية حل المشاكل التي يواجهها المجتمع كالتعليم ومحو الأمية وغيرها.



وعلى الرغم من رغبة الدولة الجادة في أهمية وجود أحزاب قوية تكون لها رؤية ومعارضة بناءة، إلا أن بعض الأبحاث والدراسات الأكاديمية تشير إلى أن شعبية تلك الأحزاب ضعيفة، وترجع الدراسات الخاصة بدراسة وتحليل موقف الأحزاب السياسية المصرية في الشارع ذلك إلى أسباب كثيرة تؤثر على انتشار تلك الأحزاب، وعدم وجود أي تفاعل سياسي أو شعبي، فيما تؤكد تلك الدراسات أن الشارع المصري سيقوم في النهاية باستبعاد تلك الأحزاب من ذاكرته السياسية.



وأرجعت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، سبب كثرة الأحزاب وعدم فاعليتها إلى أن جميع الدول التي مرت بثورات نتج عنها تضخم في عدد الأحزاب، مؤكدة أن الأحزاب في مصر لم تستطع الوصول إلى الشارع، لعدة أسباب، أهمها عدم وجود رؤية أو برامج لدى هذه الأحزاب، وإن كانت لديها برامج فلا يتم تطبيقها لضعف الموارد المالية لتلك الأحزاب، وضعف القدرات البشرية لقلة عدد أعضائها.



وأوضحت أن كثيرا من الأحزاب المستجدة ليس لديها الخبرة السياسة وتفتقد للقاعدة الموجودة في الشارع، حيث إنها لم تعمل فترة كافية حتى يتم التعرف عليها.



إلا أن جهاد سيف، مساعد رئيس حزب المؤتمر والمتحدث الرسمي باسم الحزب، أكد أنه ليست كل الأحزاب كرتونية، وهناك أحزاب لها وجود في الشارع بدليل أن هناك 43% من اعضاء مجلس النواب كانوا مرشحين على قوائم حزبية.



وقال سيف في تصريحات لـ»الأهرام» إن الرئيس السيسي يسعي لدعم الأحزاب السياسية لتكون مفرخة لتخريج القيادات والكوادر السياسية من الشباب.



وأضاف أن الرئيس حريص كل الحرص علي وجود تجربة حزبية ثرية لدعم الديمقراطية في مصر، وحريص أيضا علي تأهيل شباب الأحزاب وغيرهم ليشاركوا في صناعة المستقبل لمصر.



وأضاف سيف أن مؤسسة الرئاسة حريصة دائما علي الالتقاء بشباب الأحزاب وأخذ آرائهم ومقترحاتهم في مختلف القضايا التي تهم الوطن.