عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
رغم إعاقته الذهنية وكف بصره
أحمد طارق .. الأول على الجمهورية فى إلقاء الشعر
27 يونيو 2017
إبراهيم عمران;
أحمد يلقى الشعر فى احدى الحفلات - و - فى اثناء تكريمه

بداخل كل إنسان ذى إعاقة مواهب مدفونة لا تعد، وتحتاج فقط لمن يبحث عنها ويخرجها إلى النور، وهذا ما حدث بالفعل مع الشاب أحمد طارق الذى أصيب بإعاقة ذهنية منذ ولادته، ثم فقد بصره بشكل كامل، فلم تستسلم والدته، وبحثت عن القدرات الكامنة بداخله، فوجدت لديه ميولا لممارسة السباحة وألعاب القوى، وعندما كبر أكثر اكتشفت فيه موهبة إلقاء الشعر، فشجعته عليها حتى تفوق فيها وحصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية.


فى البداية تقول والدته: تعرض أحمد لمشاكل صحية فى أثناء الولادة، حيث تعرض إلى نقص الأكسجين نتج عنه إعاقة ذهنية أدت إلي تأخر في الذكاء والنمو الطبيعي العقلى له، وبعد رحلة علاج طويلة، استسلمنا لقضاء الله وقدره، وعندما أصبح عمره 6 سنوات قمنا بالحاقة بمدرسة التربية الفكرية بمنطقة الزيتون، وقضى أول 4 سنوات بصورة طبيعية، وتأقلم مع المدرسين ومع زملائه من الطلبة بصورة كبيرة، ولكن عندما وصل عمره عشر سنوات حدثت له مشاكل صحية نتج عنها ضعف فى شبكية العين أسفر عنه فقدان البصر بشكل كامل، مما جعلنا نواجه مشكله أخري غير الإعاقة الذهنية، فكان لابد من تحفيزه وتعويضه عن الأشياء التى يفتقدها للتغلب علي كل هذه الأمور الصحية.



وتضيف: أحمد منذ الصغر كان لديه عزيمة وقوة إرادة لعدم الاستسلام والتغلب علي الإعاقة، واكتشفنا ذلك من خلال رغبته الملحة في التعلم ومواصلة مشواره التعليمي، فتم إلحاقه بالمركز النموذجي للمكفوفين لتعليم القراءة والكتابة بطريقة «برايل»، حتى يستطيع التعامل والكتابة على الكمبيوتر من خلال لغة «برايل»، وأستطاع بالفعل أن يتفوق في دراسته وحصل على «الشهادة المصدقة» من مدرسة التربية الفكرية بالزيتون، وكان متفوقا في الشعر والصحافة والمسرح وكان الطالب المثالي لمده ٣ سنوات.



وتكمل: إلى جانب دراسته كان له انشطة رياضية عديدة، وحصل علي بطولات في السباحة التي تعلمها في نادي شباب الجزيرة بإشراف المدرب كريم المصري، وهو مدير إدارة التربية الفكرية بالوزارة، حيث فاز بالمركز الاول علي مستوي الجمهورية في مسابقة الإلقاء لذوي الاعاقة وبالمركز الثاني في بطولة ألعاب القوي في عامى 2015 و2016.



نموذج للإرادة والتحدى



وتقول الدكتورة هالة عبد السلام خفاجي رئيس الإدارة المركزية للتربية الفكرية بوزارة التربية والتعليم إن أحمد نموذج مشرف للإرادة والتحدي ونستدعيه في احتفالات الوزارة لإلقاء الشعر كنموذج ناجح تغلب علي إعاقته وظروفه واستطاع بفضل قوة عزيمته أن يكون نموذجا ناجحا ويحصد المركز الاول علي مستوي الجمهورية في إلقاء الشعر.



وأضافت: إن التوجه الجديد الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم حالياً هو البحث عن القدرات الإبداعية لدى الأشخاص ذوي الإعاقة لتدعيمهم وتنمية مواهبهم والوقوف بجانبهم، لأن هؤلاء الأشخاص يتمتعون بمواهب كثيرة دفينة في أعماقهم وتحتاج فقط لمن يبحث عنها ويخرجها إلى النور، حتى يكونوا قدوة لأقرانهم وللوقوف ضد النظرة النمطية المجتمعية لهؤلاء الأبناء التي تكبلهم وتعيق تطورهم أو إطلاق مواهبهم، وتغيير هذه النظرة هو أول طريق النجاح الذى لن نتراجع عنه.



أرجع أحمد الفضل لوالدته في منحه العزيمة والإرادة لكي ينجح في مشوار حياته قائلا: علمتنى والدتى أنني لست وحدي ذى إعاقة فى المجتمع، فجميع الناس لديهم إعاقات مختلفة، لكن بالثقة والإرادة يستطيع الإنسان - طالما علي قيد الحياة – تحقيق كل شئ، وكانت والدتى حريصة فى تعاملها معى، وتشجعني للاعتماد على نفسي وتبث الحماس في نفسي علي تحدي الصعاب وتحقيق كل طموحي، مع حرصها طوال الوقت على رفع معنوياتي للخروج من محنتي، وهذا يتطلب بالدرجة الأولى ايماناً وعزيمة، هذا إلى جانب تشجيع اساتذتي وأصدقائي تحفيزهم الدائم لى لكى أتغلب علي إعاقتي المركبة.



وطالب أحمد الدولة بضرورة مساعدة الاشخاص ذوى الإعاقات المتعددة، لأنهم يعانون كثيرا لإيجاد مدارس تقبلهم وتهتم بهم، كما يطالب أيضا بتوفير البرامج التعليمية والأجهزة الطبية التي تمكن كل ذوى إعاقة من ممارسة حقه في الحياة دون صعوبات وتعقيدات.



[email protected]