هشام لطفي سلام
محمد عبد الهادي علام
الدكتور مصطفى الهلالى .. العالم الجليل الذى فقدناه
12 مايو 2017
مصطفى سامي
الدكتور مصطفى الهلالى

أصابتنا الوفاة المفاجئة للعالم والطبيب الجراح وأستاذ أساتذة المسالك البولية فى كندا ورقم « واحد « على مستوى العالم بصدمة شديدة . كان الدكتور الهلالى يتابع أعمال مؤتمر الجمعية الأمريكية لأطباء وجراحى المسالك البولية السنوى بصفته أحد رواد هذه الجمعية الطبية


. وطبقا لمعرفتى بالطبيب الراحل على مدى أكثر من عشرين عاما فهو يعد رائدا فى طرق وأساليب جراحات وأورام سرطان البروستاتا ، وهى السبب الثانى لوفاة الرجال بعد سرطان الرئة . الدكتور الهلالى - رحمه الله – كان أول من استخدم أشعة الليزر فى اسئصال أورام البروستاتا على مستوى العالم وله إنجازات كبيرة فى هذا التخصص الدقيق .



................................................................................



جميع أساتذة المسالك البولية فى مصر والعالم أحزنهم خبر وفاته المفاجئ خاصة أنه ترك مونتريال الذى أقام بها معظم سنوات هجرته فى كندا منذ أوائل الستينات دون أى شعور بالمرض فحتى الأسبوع الماضى قبل وفاته يوم 29 أبريل الماضى كان يجرى جراحاته كالمعتاد بمستشفى «الرويال فيكتوريا» التابعة لجامعة ماكجيل التى عمل رئيسا لقسم جراحات المسالك البولية بكلية الطب بها وتعد – طبقا للتقيم الدولى لكليات الطب حول العالم من بين أفضل عشر كليات طب حول العالم . وقد رشح ثلاث مرات عميدا لكلية الطب بهذه الجامعة لكنه اعتذر عن قبول المنصب من أجل متابعة مرضاه وتلاميذه .



التقيت الدكتور الهلالى آخر مرة فى الصيف الماضى فى عيادته بمونتريال بالمستشفى الجامعى الجديد الذى افتتح فى أبريل من العام الماضى ، وأطلقوا عليه « المستشفى السوبر « حيث بلغت تكاليف إنشائه ثلاثة مليارات دولارا وتضم جميع تخصصات الطب وأحدث الأجهزة الطبية . كان الدكتور الهلالى من القلة النادرة من الأطباء والجراحين الكنديين الذين يسمح لهم بمزاولة المهنة بعد الخامسة والسبعين وقد خصصت له عيادة فى الدور الأول لاستقبال مرضاه وغرفة عمليات خاصة به فى الطابق الرابع ليجرى بها جراحاته . كان الدكتور الهلالى يبدأ عمله فى السابعة صباحا حتى السادسة مساء كل يوم ، وقد اعتدت أن ألتقى فى عيادته بعدد كبير من أبناء الجالية المصرية الذين كانوا يزورونه من مختلف أنحاء كندا وأمريكا .



الدكتور الهلالى ولد فى شهر نوفمبر عام 1937 وتخرج فى كلية طب قصرالعينى عام 1959 وبعد أن تلقى تدريبه فى مصر هاجر الى كندا وحصل على الدكتوراه من جامعة ماكجيل عام 1965 .



ارتبط الدكتور الهلالى بعلاقات صداقة وتعاون مع عدد كبير من زملائه من أساتذة المسالك البولية فى مصر ، وكان يزور مصر ثلاث مرات كل عام ويقيم عند ابنته الدكتورة هالة الهلالى أستاذة جراحة العين بطب قصرالعينى وحرم الدكتور مصطفى نبيه أستاذ جراحات العيون بنفس الجامعة . كان يحرص على حضور اجتماعات الجمعية المصرية لأطباء المسالك بانتظام وقد اعتاد أن يزور الدكتور محمد غنيم فى مركز الكلى والمسالك البولية بالمنصورة وأشرف على عشرات رسائل الدكتوراه لشباب من الأطباء المصريين من مختلف الجامعات المصرية. وقد اقام اكبر مركز لأبحاث المسالك البولية والكلى فى كندا بمدينة مونتريال . وفى عام 2002 حصل من حكومة كندا على « قلادة كندا» وتعد أعلى وسام تمنحه حكومة كندا للعلماء والمهنيين الذين حققوا بعلمهم إنجازات هائلة تخدم العلم والانسانية .



الجمعية الدولية لطب المسالك الدولية أصدرت أمس بيان عزاء قالت فيه : « الدكتور الهلالى كان ناشطا فى عدة منظمات طبية على مستوى العالم لكن الجمعية الدولية للمسالك الدولية الذى تولى رئاستها منذ عام 2007 – 2009 كانت الأقرب الى قلبه . لقد عمل طوال حياته باجتهاد لانظير له من أجل مساعدة المرضى لتكون حياتهم أفضل وكان أسعد وقته يقضيه فى التدريس لطلاب الدراسات العليا بالجامعة وفى مساعدة الأطباء القادمين من العالم الثالث . وقد كان للدكتور الهلالى السبق فى تطوير جراحات المسالك البولية وهو أول من ابتكر أسلوب استئصال أورام البروستاتا التى تصيب 20% من الرجال فوق سن الستين باستخدام الليزر وبدون إجراء جراحة واعتبر فى ذلك الوقت فى أول الألفية الجديدة بمثابة ثورة فى عام الجراحة وإنجازا علميا كبيرا .



المؤسف أننى علمت بخبر وفاة الدكتور موصطفى الهلالى بعد أربعة أيام مصادفة عندما قرأت نعيا من ثلاثة سطور من الطبيب الجراح إسماعيل خلف الأستاذ بطب عين شمس بما يؤكد أن قنوات الاتصال بعلمائنا المصريين المهاجرين فى الخارج شبه منقطعة !