عاصمة جديدة.. حلم أصبح حقيقة

◙ المسجد بتصميم الحرم المكى يحوى 4 مآذن وصحنا مساحته 11 ألف متر بتكلفة مليار جنيه

◙ استمرار العمل بالمدينة الأوليمبية والنادى الاجتماعى ومنطقة الجامعات والمدينة الطبية والحديقة المركزية والمولات التجارية والكافيهات والبحيرات الصناعية

◙ الطراز الفرعونى لواجهات المبانى الإدارية.. والحداثة للأحياء السكنية

◙ تنفيذ 35% من أعمال مرافق الحى الحكومى والانتهاء فى 10 شهور

 .....................................................................................................

 

 

 

وسط ضوضاء شوارع العاصمة وزحام السيارات والشوارع التى يفترشها الباعة الجائلون، وتعطل حركة المرور، وتلف الأعصاب واختناق الأنفاس من عادم السيارات واقترانها بحرارة أشعة الشمس الملتهبة، وتعثر الحركة ومشقة أن تجد موضعا لقدمك للمضى فى أى اتجاه، ولا مفر لك، أو لأى مكان بالمحروسة، حتى الأماكن التراثية والتاريخية بحضارات مختلفة فقدت بريقها ، من منا فى هذه الأجواء لم يسأل نفسه، متى يتغير حال هذه المدينة؟ متى نتطور، ونحظى بعاصمة نتباهى بها بين الأمم وتكون مصدر فخرنا، ونعيد أمجاد مدينة طيبة والقاهرة الخديوية ، فهل كثير على بناة الأهرام والحضارة فى بلادهم عبر التاريخ، وتخطيط وبناء مدن وعواصم عالمية بدول الجوار، أن يهموا ويستيقظوا من غفوتهم، ويهبوا بعزيمة فى البناء من جديد ؟

وأخيراً، جاءنا من يجيب ويستجيب ويحقق أحلامنا، ويحولها واقعا، ونتابع خطوات ومراحل تنفيذه ثانية بثانية ، بالعاصمة الإدارية الجديدة بمخططها العالمى بكل ما تحملها الكلمة من معني، وأجوائها شديدة النقاء والرحب والسعة، وبما تضمه من تقسيم للمناطق السكنية المتنوعة أو الحى الحكومى أوحى المال والأعمال، والحدائق والأماكن الترفيهية والرياضية والمدينة الأوليمبية والمنشآت الخدمية التى لا تعد ولا تحصى، كلها مشروعات قامت «تحقيقات الأهرام» بزيارة مواقع الكثير منها، لاستعراض آخر مراحل العمل بالمشروعات وحجم الإنجاز الذى تحقق خلال الأشهر الثمانية الماضية منذ بداية العمل بالعاصمة ووضع أول معول بها.



بدأنا جولتنا بموقع الإنشاءات بالحى السكنى والتقينا المهندس محمد عبد المقصود رئيس الجهاز التنفيذى للعاصمة الإدارية الذى رافقناه أثناء تفقده أعمال التنفيذ للعمارات بمراحلها المتعددة بجهد متواصل على مدار الـ24 ساعة ، وتشمل أعمال الإنشاءات وصب الخرسانة بالأساسات أو الأسقف للوحدات السكنية، إلى جانب أعمال التشطيبات بالعمارات الأخرى التى تضم عديدا من المهن المختلفة من بياض أو محارة أو تركيب أرضيات وسباكة ونجارة وكهرباء، وفى موقع إنشاء إحدى العمارات صعدنا فوق السلالم الخشبية مرورا فوق السقالات حتى وصلنا إلى سطح الدور ويعمل فوقه مجموعة من عمال نجارة التسليح والحدادة لتجهيزه لصب الخرسانات ، وبدأ عبد المقصود فى متابعة سير العمل ويدقق فى التفاصيل ويعطى الإرشادات والتعليمات للتشديد على دقة العمل وجودته . وهنا وجهنا له تساؤلا عن المراحل التى وصل إليها العمل بالعاصمة الإدارية وحجم الانجاز، فأوضح أن كافة الأعمال بالمدينة تديرها شركة العاصمة الإدارية، فإجمالى مساحة المدينة 170 ألف فدان، خٌطط للمرحلة الأولى 40 ألف فدان، وبدأنا العمل بالأسبقية الأولى من هذه المرحلة مساحة 10٫5 ألف فدان ، وكافة الأعمال يراعى الانتهاء منها وفق الجداول الزمنية المقررة على مراحل متتالية، وعن المنوط بهم تقييم أسعار الوحدات السكنية وتوقيت طرحها قال : عملية تقييم سعر المتر بالوحدات السكنية ستتم من قبل هيئة المجتمعات العمرانية بالتنسيق مع شركة العاصمة الإدارية ، وتم تشكيل لجنة من كلا الجهتين لوضع السعر المناسب وتحديد موعد طرحها للمواطنين، عن موقع وحدات الإسكان الاجتماعى الذى طالب الرئيس بالعمل على تنفيذها أشار إلى أنه جار حاليا إعداد مخطط لموقع هذه الوحدات بوزارة الإسكان وهيئة المجتمعات وقد يكون انتهى العمل منه الا انه لم يصلنا بعد لتنفيذه . وقال إنه يتم تجهيز إسكان اجتماعى متميز يخصص للعاملين بالحى الحكومى وسداد ثمنه على 20 عاما، أما عن أعمال التنفيذ بالحى فى مراحله الاولية و يلزمها نحو عام ونصف العام .

المخطط العام



أثناء حديثنا مع عبدالمقصود انتقلنا إلى موقع عمل شركة المقاولون العرب للاجتماع مع المهندسين والمشرفين على الأعمال فيها لمناقشة مراحل العمل بالمشروع والتنسيق معهم لتحديد الملامح النهائية لأعمال التشطيب واختيار ألوان واجهات العمارات، لا سيما انها تتولى تنفيذ اكبر حجم أعمال بالمشروع من طرق ومرافق وعمارات سكنية إلى جانب محطة التكديس ومسجد العاصمة الإدارية، وداخل المكتب وجدنا لوحة تحمل المخطط العام للعاصمة الإدارية والتى لفت انتباهنا تخصيص مناطق ترفيهية وخدمية ورياضية ، وسألنا المهندس عبد المقصود عن مسار العمل فى تلك المناطق ، فأوضح أنه يجرى العمل حاليا بالمدينة الاوليمبية ، كما تتولى وزارة الشباب والرياضة العمل على تنفيذ أعمال النادى الاجتماعى تحت إشراف الهيئة الهندسية ، إلى جانب العمل فى منطقة الجامعات والتى تم تسليم مواقعها فى الآونة الأخيرة ومنها الجامعة الكندية والسويدية ، إلى جانب العمل بالمدينة الطبية ، والحديقة المركزية بما تشمله من مولات تجارية والكافيهات والبحيرات الصناعية .

محطة التكديس



ثم توجهنا للحديث مع المهندس أحمد عباس عضو مجلس الإدارة ورئيس قطاع القاهرة الكبرى بـ«المقاولون العرب» عن الأعمال التى تتولى الشركة تنفيذها داخل العاصمة الإدارية والذى فضل الحديث عنها من مواقع العمل ، وصحبنا إلى محطة المياه التى يطلقون عليها «محطة التكديس» أى «رفع المياه»، ومن داخل إحدى منشآتها التى قاربت على الانتهاء قال إننا مكلفون بتنفيذ أعمال مرافق تغذية المياه لجميع أحياء العاصمة الإدارية بالكامل من أحياء سكنية وصناعية وحكومية ، هذا إلى جانب تغذيتنا بالمياه أيضا لمحطة الكهرباء العملاقة التى تتولى إنشاءها حاليا كبرى الشركات العالمية بتكلفة تصل لـ 5 مليارات جنيه ، ونطاق عملنا فى هذا الشق يبدأ من التقاء طريق السويس بالطريق الإقليمى، وعلى مسافة 3كم من بوابة الرسوم موقع محطة المياه التكديس الرئيسية والتى تشمل 6 طلمبات رئيسية ، قوة الطلمبة 300 لتر فى الثانية ، بطاقة إنتاجية 26 ألف م3 فى اليوم ، بإجمالى 150 ألف م3مياه ، والى جانب هذه المحطة نقوم بتنفيذ محطة مساعدة الخزانات الإستراتيجية بمحطات الرفع المساعدة ، وتقع على مسافة 16 كم من طريق السويس ، وهذا لدعم عملية التخزين الاحتياطى ، لضمان الوفاء الدائم باحتياجات المواطنين وكافة المنشآت من المياه دون انقطاع فى حالات الطوارئ أو الصيانة أو انقطاع الكهربائى ، وتدعم هذه المحطات خطوط نقل المياه ، والخط الرئيسى قطره ألف ملم ، وتنتهى بـ5 خطوط إلى اتجاهات مختلفة .

الحى الحكومي



كما تتولى «المقاولون» أعمال تنفيذ أعمال مرافق الحى الحكومى وقيمتها مليار و100 مليون جنيه منذ 8 شهور تم خلالها انجاز أكثر من ثلث حجم الأعمال، التى تشمل الطرق والصرف والتليفون والكهرباء والمياه ومن المقرر الانتهاء من كافة أعمال المرافق بعد 10 شهور من الآن، والى جانب هذا نشرف كشركة مصرية ملك للدولة بأن نتولى أعمال تشييد مبانى البرلمان الذى يعد أكبر المنشآت بالحى الحكومى حيث يصل مساحته 20 فدانا لاسيما إنها تعد الشركة الرائدة بالدولة والذراع الطويلة لوزارة الإسكان ، ولذا لزم عليها بداية العمل فى العاصمة الإدارية لتكون قاطرة سحب كافة الشركات الأخرى سواء كانت بالقطاع الخاص أو العام إلى موقع العمل ، ولنا كل الفخر أن أول كرفان وضع بموقع العاصمة كان لـ«المقاولون العرب»، وقامت بتمهيد الطريق الإقليمى لتكون عامل تحفيز لكافة الشركات العاملة بالمجال ، وقد انتدبتنا الدولة مع مجموعة من الشركات المصرية للعمل بالحى الحكومى منذ شهرين فقط ، لاسيما تصميم وتشييد المبانى الحكومية، ولم تكن تتبع الشركات الوطنية قبل هذا التوقيت ، بل كانت للشركة الصينية وذلك لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية بالدولة إلا انها غالت فى الأسعار، ولذا اتجهت الدولة للاعتماد على الشركات المصرية.



وأردف قائلا يجرى حاليا مراجعة كل التصميمات للحى الحكومى، إلا أن المشجع انه ينفذ بأيد مصرية ، وهذه المراجعة ستتم خلال شهرين وذلك للتنسيق مع الوزارات والهيئات والجهات الحكومية لتقف كل منها على تصميم المنشآت التى تتبعهم ليقفوا على المساحات وحجم القاعات بها ، بحيث يراعى فيها التوسعات المستقبلية لأى منها ، ومراعاة ترابطها مع جهات أو وزارات أخري.



وخلال عملية مراجعة التصميمات وقيمة التكلفة التى تتطلبها ، نقوم حاليا بأعمال التجهيز للمواقع ومعدات الخرسانة، حيث من المقرر خلال شهرين بدء أعمال التنفيذ فى مبانى الوزارات الـ23 والبرلمان ومجلس الوزراء الذى تقدر مساحته بـ15 فدانا والحدائق المطلة عليها والانتهاء من كافة الأعمال خلال عامين.

الحى السكنى



ثم انتقل بنا المهندس احمد عباس لموقع الحى السكنى وقال تقوم المقاولون بتنفيذ المشروع الثالث المتمثل فى إقامة 78 عمارة سكنية فى المرحلة الأولى والذى يبلغ 12% من حجم أعمال الإسكان بالعاصمة الإدارية، وبتكلفة قدرها مليار و97 مليون جنيه، وذلك دون إضافة الزيادة فى أسعار المواد وخامات البناء بعد تعويم سعر الجنيه ، حيث تتولى أكثر من 20 شركة من القطاع العام والخاص باقى أعمال الإنشاءات، ويقوم بأعمال التنفيذ أكثر من 4000 عامل بالموقع على مدار الـ 24 ساعة بنظام الورديات إلى جانب المهندسين والمشرفين ورؤساء القطاعات، حيث يقيم أغلبية العمال والمهندسين بجوار المشروع حيث وفرت الشركة لهم الإقامة فى 20 عمارة بمدينة بدر، لكى تستوعب حجم العمالة التابع لسبعة فروع بشركة المقاولون العرب التى تعمل فى المشروع وتقدم لهم وجبة رئيسية بهذه الاستراحات أيضا .

نماذج تشطيب



وقد انتهينا من نماذج تشطيب لأكثر من 7 وحدات سكنية لاسيما أن وزير الإسكان يتولى بذاته اختيار نوع التشطيب وذلك حرصا على جودة ورقى الإسكان بالعاصمة الإدارية الجديدة، وقد قمنا بإعداد مجموعة من نماذج ألوان الواجهات، وسيتم عرضها على الوزير لاختيار أفضلها لتنفيذه ، خاصة أن اللون الذى اختاره الاستشارى لم يكن على المستوى المطلوب ، وطالب الوزير بتغييره، وللوقوف على مساحة ونوعية التشطيب طلبنا من عباس دخول النماذج التى تم الانتهاء منها ، واصطحبنا لعمارة سكنية مساحة الوحدة السكنية بها 125 مترا، وأوضح أن العمارات فى الحى السكنى مكونة من سبعة أدوار بخلاف الأرضى والبدروم والذى يحصل كل مالك على نصيب منه، والاختلاف فقط فى مساحة الوحدات السكنية التى تبدأ من 125 م حتى 170 م .



وبدون مبالغة ذهلنا من اتساع الشقة بالمقارنة لحجم المساحة الذى ذكر لنا ، حيث تتميز برسيبشن متسع لحد معقول ، بمساحة تتسع لسفرة وانتريه، وثلاث غرف فسيحة و2 حمام ومطبخ بمساحات لم أتخيلها ولم أشاهدها فى أى مكان آخر ، هذا إلى جانب ميزة كبيرة أخرى أن جميع الغرف والريسبشن تطل إما على الشوارع الجانبية العريضة أو الطريق الرئيسى بعرض 50 م يعقبه موقع إقامة حديقة فى الوسط بعرض 34 م ، حيث أكد المهندس خالد رشاد المنسق العم بشركة المقاولون العرب أن مهمته التنسيق بين الفروع والشركة مع الجهاز والاستشارى وجار دراسة الرسومات التى أعدها الاستشارى لأعمال تكسية الخضرة ورصف الشوارع استعدادا لتجهيز الحدائق، لعرضها على المالك بعد تحديد الأسعار ، والتى يتوقع بدء أعمالها خلال شهر .

العمارات السكنية



وعن الطراز معمارى للمدينة قال عباس العمل الإنشائى تم على بعدى الحداثة والحضارة المصرية القديمة فلا يمكن أن نغفل أيا منهما، فالمبانى السكنية اتسمت بالحداثة والمساحات المتسعة والتشطيب الراقى، مع مراعاة حرمة المنزل بفصل جناح استقبال الضيوف عن معيشة الأسرة، أما فى الحى الحكومى فالوضع مختلف حيث تم تصميم واجهاتها بالطراز الفرعونى كمعبد الكرنك ، ومن الداخل يتسم بالحداثة .



وخلال الجولة مع المهندس احمد عباس تفقدنا موقع إنشاء مسجد العاصمة الإدارية الذى يقام على مساحة 29 فدانا ، وكان لنا شرف متابعة جانب من بدايات أعمال الحفر للتجهيز لصب أساسات وأعمدة المسجد إلى جانب عملية غمر مواقع تشييد المآذن بالمياه ، وخلال ذلك اطلعنا عباس على ماكيت المسجد بشكله النهائى ، وأضاف أن المسجد يقع فى منطقه بكر بالقرب من الطريق الأوسطى وبجوار منطقة بيت الوطن، ومساحته وتصميمه يقارب الحرم المكى ، وأكبر من مساحة الأزهر ، وتصميم المسجد بهذا الشكل وتلك المساحة الكبيرة ليتناسب مع حجم مساحة العاصمة الإدارية التى تقارب مساحة دولة سنغافورة والكويت ، بحيث يتسع لـ 12 ألف مصل ، وسيشمل 4 مآذن ، وبهو الدخول على مساحة 2 فدان ، وصحن المسجد 11 ألف متر وتكلفته تبلغ مليار جنيه .