هشام لطفي سلام
محمد عبد الهادي علام
الأبنودى .. انتصار لا تكسره الأوجاع
28 أبريل 2017
محمد حسن مصطفى

هو بحث جاد على كل حال على الرغم مما فيه من سخريه بعضها يحمل الكثير من الجمال الانسانى وبساطة الفقراء وبعضها سخرية موجعة فيها ملامح من الشاعر الفذ الذي يلقى باوجاعه وهمومه فى وجه من يراهم المسئولون عن تلك الاوجاع


أو احد اسبابها ...ان هذه المفردات والكلمات العبقرية التى صاغها الابنودى فى قصائده واغنياته هى منحوتات جاءت من استلهام التراث والمعرفة الانسانية وهى بحق جزء مهم من التراث المصرى ليس فى صعيد مصر وحده بل فى الثقافة العربية على امتدادها وتجد فى هذه المفردات التى نتوقف امامها باعجاب كبير ودهشة مفرحة مايشبه الرأي القاطع والاستشراف والحكمه والوصية وهى قريبة من فكرة المربعات



........................................



بما تحويه من فن وحكمة وصور شعرية فائقة الجمال والابداع، الابنودى بما امتلكه من روح شفافة وقدرة على الابداع وحس كبير للفكاهة والسخرية كان مدركا اهمية هذه المفردات التى تشكل بقع ضوء كبير ومشاعل على امتداد القصيدة والاغنية يستعيدها ويكررها بفرح بالغ امام جمهوره فى الندوات الشعرية او بين رفاقه واصدقائه على كثرتهم



ان هذه المفردات الموحية والعبقرية اطلت مع اولى كتابات الابنودى وديوانه الاول الارض والعيال لكنهانمت وترعرت مع امتداد تجربته الشعرية :



وحياة ابويا وامي



انته ح تفضل امي



لا لوح ولا اردواز



هى رؤى ريفية وملامح اولية من القري الصغيرة الغافية استهل بها الابنودى شاعريته وهو يرسم بالكلمات عالم ابنود ..الذي اعتبره الكثير من النقاد والشعراء فتحا جديدا لمعرفة الجنوب على وجه حقيقي من خلال شاعر موهوب ،تلقفه صلاح جاهين وفؤاد حداد واخرون كثر بالترحيب والتقديم والثناء وكانت الستينيات على موعد معه حيث جيل كامل من المبدعين يحاول ان يجد له مكانا فى الساحة الادبية فى القاهرة ولايكف عن البحث والنقاش فى المقاهى والاندية الادبية ويواصلون الليل بالنهار فى مسامرات وسجالات لاتنتهى.



يام الخدود العنابي



يام العيون السنجابي



كانت الاحلام العريضة لثورة 23يوليو تتحقق على الارض فى انجازات لصالح البسطاء والتوجه نحو المشروعات الكبري سواء مصانع الحديد والصلب فى حلوان اوالتوجه لبناء السد العالى وهو مازاد من اعلاء شأن العمال فى المجتمع، وفطن الابنودي الى اهمية هذه التجارب والمحطات الكبري كتب ديوانه عماليات وشرع فى كتابة ديوانه الشهير جوابات حراجى المقط وهويوميات رائعة عن بناء السد العالى من خلال رسائل احد العمال من ابناء صعيد مصر الذى انتقل الى العمل فى السد العالى وهى تجربة انسانية رائعة عبر من خلالها عن قدراته كشاعركبير قدم الجنوب بشكل حقيقي للوطن والناس ومكنته قدرته المبهرة على الالقاء على اتساع شهرته وانتشار اشعاره ومفرداته على السنة الناس وبعد هذا الديوان اصبح الابنودى واحدا من اهم شعراء العامية الى جانب زملاء جيله فؤاد قاعود وسيد حجاب ومجدي نجيب واسماء كثر كتبوا بالعامية المصرية بحثا عن رؤى اكثر اتساعا بعيدا عن عالم الزجل الذى كان منتشرا وادى دوره حيث استطاع هذاالشكل من الكتابه ان يجددالقصيدة بعوالم نفسيه وتجارب انسانية وثقافات متعدده وان يكون هو المعادل الموضوعى للشعر الحر الذي حاز مكانة واسعه فى الستينات فى مصر وخارجها حيث تبعته حركه نقدية كبيرة قدمت له واعتنت به اذن من الاغنيه الشعبيه تمددت تجربة الابنودى الشاعر وايامه الخضراء



وكان يغني



مع محمد حمام يابيوت السويس .. وكذلك والله لبكره



يطلع النهار ياخال







بحلم بيوم معدول



يفرش ضياه ع الفلاحين



يملا صوامعهم غلال



ويبيض العجين



بحلم انا ..سنه ورا سنه



حلمى لاضاع منى ولا انتنى .







فى المشروع والممنوع والمد والجزر يواجه الابنودى كامب ديفيد بقسوة شديدة ربما كان محقا فيها بما استجد بعد ذلك من تبعات ويعلن عن غضب جامح من المعاهدة ويتناولها



/الصلح من غير من وصل /قام العليل منتشي من غير ما يلمس مصل



وهو العاشق المنفطر قلبه بحب هذه الارض



والذى يفيض من بين سطور هذا الغزل الرائق.







وان كان صحيح للعصر ده اصوات



يبقى الغلابه هما صوت العصر.



ديوان الزحمه ضم بين جنبيه قصيدة



الخواجه لامبو العجوز مات فى اسبانيا. والتى نالت استحسان المثقفين فى مصر والوطن العربي والبت السلطه عليه حيث قررت حبسه وعقابه بعد ان نقل عالم فرانكو ديكتاتور اسبانيا والشاعرلوركا الى القصيدة العاميه ضلام من غير عيون



فلاحين فقرا ..بلاغيط اوكانون



اسبانيين بس ف شهادة الميلاد







وهنا ابتدأت المزاوجة فى الصوره بين عالمين



الاول اسبانى والثانى يحمل ملامح مصريه..ضلام من غير عيون..الفقر الجهل المرض..بلا اراضي يقومون على زراعتها او حتى مواقد من الطين ..كانون..يتم اشعال النار بداخله للطهى اوالشاى



ويختم انهم مجرد اسماء فى دواليب الحكومة.



بينما هناك عالم آخر ..للغنايا...وهو يشير الى المحتكرين والملاك الكبارويراهن على انحياز المغنى الى جانب الناس مهما كان الثمن ويقدم موقف السلطة الغاشمة من الكلمه.







غني غير ده..



الحكومه مش حماره



لامبو بص على السكاري



البروده اللى ف ايديهم



جمدت كاس النبيت



فى قصائد الموت على الاسفلت مرثيات طويله لطابور من الشهداء من المبدعين والمثقفين الفلسطينيين .والاسفلت .عند الابنودي هوطريق النضال والمسيرة التى تجمع كل رفاق الدرب وقد كتب الابنودى عن القضية الفلسطينية عديد من القصائد كما لم يكتب احد من قبل .يكتب ويغنى ويختلط النشيد بالنشيج فى حالة اندماح يصعب وصفها سوى انها فى القلب



من رؤيته الوطنيه.



يانهر النار الفايره ..اوعي تبطل جريان



دراعات الوحش الغاضب..اصوات الكروان



راجح/فالح /مازن /مروان



واخدنا بتارك ياغسان.



وفى ناجى العلى وياعنكبوته. وقمر يافا يواصل الابنودى السير على الشوك العربي حيث يسخر من العالم العربي وعدم قدرته على الفعل وثقته فى اجيال جديدة قادرة على مواصلة النضال



وستجد فى هذه القصائد العديد من المفردات التى نتحدث عنها مثل: ياقلب ياكلب تنك صاحى وبتنبح..بطل تعدد خلاص فلسطين لسه موجوده او.. ملعون ابوها الحمامه ام غصن زتون.. ليتني ضميت خوامسي يوم ما اقسمت اليمين م يموتوا همه وتنزاح الغمه وخلونا نعيش، القدس قدسي يمامة صيف ف غيتها. فكرانى من يد صيادها انا اغتها ويابلادى متزعجيش نفسك عشان صوره



اذ كيف لرسمه لفنان فى صحيفه ان تجابه بكل هذا الكم الكبير من الاعتراض والرفض..



ان هذه الزفرات والاهات والاوجاع لم تكسر روح الانتصار عند الابنودى الصلب حتى وهو يباغت



صديقه ناجى العلي فى مرثية الوداع.مؤكدا ان رسومات ناجى وطفله حنظله باقيان حتى يتم تحرير فلسطين.