هشام لطفي سلام
محمد عبد الهادي علام
فى مهرجان شرم الشيخ الدولى لمسرح الشباب..
عروض تندد بالعنف وتدعو للسلام
25 أبريل 2017
محمد بهجت
مشهد من العرض الإيطالى "المزرعة"

السمة الغالبة على عروض الشباب فى مهرجانهم الدولى الثانى بشرم الشيخ رفض مختلف أشكال العنف والقهر ومحاولة فرض الرأى بالقوة وإراقة الدماء.. ولعل أبرز هذه العروض وأقواها فنيا العرض الإيطالى مزرعة الحيوان الفائز بجائزة أفضل عرض من لجنة التحكيم الرسمية وكذلك أفضل العروض فى نظر لجنة النقاد الشباب التى استحدثت هذه الدورة تشجيعا لحركة النقد الشبابى..


ويحكى بالإيماء ولغة الجسد ثورة حيوانات المزرعة على أوضاعهم وتسخير الإنسان لهم ثم يتحول بعضهم بالوقت إلى طغاة أكثر تحكما من صاحب المزرعة، وتنشأ الصراعات حتى يتقاتلوا ويستخدموا قرونهم ومخالبهم وحوافرهم لعرض وجهات نظرهم وللسيطرة على الضعفاء من بينهم.. والحقيقة أن العرض يحل مشكلة حاجز اللغة بذلك الأسلوب الذى اختاره المخرج للتعبير بلغة الجسد، وهو ما تطلب تدريبا شاقا وجهدا جماعيا أبهر الجمهور وأثار عاصفة التصفيق فى ختام المهرجان عند إجماع اللجنتين على اختيار العرض الإيطالى فى المركز الأول.. ومن العروض الرائعة كذلك ما قدمته فتيات كوريا الجنوبية اللاتى تتراوح أعمارهن بين 18 و23 عاما ولكن جسدن مأساة الحرب وصورن إغارة عربات الجيش اليابانى على قراهن وايضا من خلال التعبير الحركى والرقص الإيقاعى والتناغم المذهل بينهن وقدمن لوحة مبهرة تجسد الفزع وصرخات التعرض للتعذيب والاغتصاب دون وجود أثر للطرف الآخر الذى يفترض أنه جنود اليابان التى قامت بالاعتداء، ثم نرى ذبول الزهور التى يبعنها للمارة وتستمر الأحداث حتى تهلك الفتيات بفعل غارات الطائرات وتبقى واحدة منهن تعيش إلى سن الشيخوخة وتروى القصة لحفيداتها وهى تدفعهن إلى زراعة الورد وإعادة تعمير الأرض التى خربت.. بينما قدمت العراق عرضا على شاطئ البحر يتناول فكرة الهجرة غير الشرعية بعنوان «موت صالح للشرب» وتجاوب معهم رواد الشاطئ من السياح ومن أعضاء الفرق الفنية الأخرى فى تمثيل محاولة إنقاذ الغرقى واحتواء آلامهم والإنصات إلى مشاكلهم والأسباب التى دفعتهم للهرب من الموت والإرهاب فى بلادهم.. ولكن عاب هذا العرض كثرة الحوار الذى ذهب صوت موج البحر بأكثره ولم يفهمه الأجانب بطبيعة الحال، ولم يكن ممكنا ترجمته وعرض الترجمة على شاطئ البحر نهارا.. والعرض المصرى أيضا (الإنسان الطيب) للمخرج سعيد سليمان تناول نفس الفكرة ولكن برؤية مختلفة حيث يواجه الإنسان الطيب المسالم المتحضر العاشق للجمال والموسيقى والحب صور القهر المختلفة بدعوى اتباع التقاليد والأعراف والفهم المغلوط للدين حيث تحاسب مجموعة من الفاسدين المنافقين الشخصية الوحيدة البريئة والنبيلة من بينهم حتى يقتلوها ويلقوا على جسدها كومة من المخلفات تمثل أوزارهم وعيوبهم لكنها ترفع يدها فى لحظة الموت متمسكة بالأمل.. وحتى العرض المكسيكى الذى تناول نصا كوميديا لشكسبير هو ٍٍِ (حلم ليلة صيف) برؤية ساخرة تجسد الصراع بين الفارسين ليساندر وديمتريوس على أنها مصارعة محترفين كالتى نشاهدها على شاشات التليفزيون بينما صراع الفتاتين هيرميا وهيلينا من أجل الحب يتحول هو الآخر إلى مصارعة نسائية وكأنما تمثل عروض الشباب من كل الجنسيات مظاهرة عامة رافضة للعنف وللون الدماء بكل لغات العالم.