أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
أول امرأة عربية تعمل فى الحكومة الأسترالية : البحث العلمى فى مصر متعدد ومواكب للتطورات العالمية
17 أبريل 2017
> أجرى الحوار ــ محمد العجرودى

«حمى الضنك» هو مرض فيروسى ظهر وانتشر بصورة سريعة على مستوى العالم فى آخر خمسة عقود ويستوطن فى الأمريكتين وآسيا والمحيط الهادى وأفريقيا وهى عدوى فيروسية ينقلها البعوض .. هذا المرض تخصصت فى دراسته الدكتورة سامية الفقيه فى استراليا وهى اول امرأة من أصول عربية تونسية تعمل فى الحكومة الأسترالية.«الاهرام» حاورت سامية الفقيه خلال زيارتها أخيرا ـ القاهرة حيث تحدثت عن تخصصها الدقيق وقالت انها تعمل الأسترالية وبالتحديد بهيئة البحوث الأسترالية منذ 2013، وتهتم الهيئة بحل مشاكل الصناعة فى أستراليا وتمتد الى مجالات عديدة اخرى تهم المواطن الأسترالى كالتغذية والبيئة والصحة وإمداد المياه وقد اخترت هذا التخصص وهو علوم الجينات والبيولوجيا الجزيئية نظرا لما يقدمه من حلول لمشاكل الأمن الغذائى والصحة العامة. وعن خلفيتها العملية كشفت انها حصلت على شهادة الدكتوراه فى علم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية من جامعة تونس فى عام 2010. وقد أجرت بحوث الدكتوراه فى جامعة هاواى بالولايات المتحدة فى إطار برنامج فولبرايت وانتقلت إلى لندن، للالتحاق بجامعة امبريال فى إطار منحة اليونسكو - لوريال لتمكين المرأة فى مجال العلوم وهى الان عالمة أبحاث فى وحدة الصحة والسلامة البيولوجية بهيئة البحوث الأسترالية وتتمحور اهتماماتى البحثية الرئيسية حول تحليل جينوم الآفات الحشرية الزراعية والحشرات الناقلة للأمراض مثل حمى الضنك والملاريا وتعتبر البحوث التى اقوم بها فى طليعة تطبيقات علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية وهى تمثل السبيل لحل القضايا المتعلقة بالصحة والأمن الغذائى العالمي. وانا مدافعة قوية عن التمكين والمساواة بين الجنسين والنساء فى مجال الهندسة والبحث العلمى بهيئة البحوث الأسترالية.

وحول «حمى الضنك» ومدى انتشارها حول العالم وأبرز المناطق الموجودة بها أوضحت ان حمى الضنك هو مرض فيروسى ظهر وانتشر بصورة سريعة على مستوى العالم فى آخر خمسة عقود ويستوطن حمى الضنك الأمريكتين، وآسيا والمحيط الهادي، وأفريقيا. ولكن يظل انتشار المرض فى جنوب الصحراء الكبري، والشرق الأوسط وشمال افريقيا غير معروف بدرجة كبيرة، وذلك بسبب التركيز على الملاريا والأمراض الأخرى التى تنقلها الحشرات فى هذه المناطق، وأيضا بسبب نقص المعلومات عن تعداد وانتشار البعوض من نوع Aedes aegypti الناقل لحمى الضنك.

وعن زيارتها لمصر وكيف ترى مجالات البحث العلمى فيها قالت انها زيارتى الاولى لمصر فمجالات البحث العلمى فى مصر متعددة ومواكبة للتطورات العالمية وفيها نظرة استطلاعية رغم الصعوبات وعدم توافر الامكانات المادية. ولقد لاحظت خلال العديد من اللقاءات مع باحثات وباحثين من مراكز بحوث وجامعات مصرية ان هناك اهتماما كبيرا بتعزيز برامج الشراكة وتبادل الخبرات مع الدول المتقدمة وخاصة فى مجالات الصحة والزراعة والامن الغذائي. وعن زيارتها مصر والهدف منها أشارت لقد دعيت لإلقاء محاضرة عن بحوثى فى مجالات الصحة والأمن البيولوجى فى إطار مؤتمر فولبرايت الإقليمي: «القضايا الصحية المعاصرة» ويرعى هذا الاجتماع بالكامل من قبل لجنة فولبرايت فى مصر التى هى جزء من لجنة التبادل التعليمى والثقافى بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية.

وحول لقائهما مؤخرا مع السفير المصرى فى استراليا قالت التقيت سفير مصر بأستراليا محمد خيرت وقد تمحورت المقابلة حول خلق فرص شراكة وتعزيز التعاون وتبادل الكفاءات بين هيئة البحوث الأسترالية ومراكز البحوث والجامعات المصرية. كما عبرالسفير عن تشجيعه للجهود التى أقوم بها فى مجال تمكين المرأة فى مجال العلوم، واكد أهمية تعزيز مكانة المرأة فى المجال العلمى فى مصر والعالم العربى بصفة عامة.

و عن مدى إمكانية انشاء قاعدة بحثية حقيقية فى الدول العربية أكدت ان معظم الدول العربية تفتقر الى سياسات واضحة للبحث العلمى مما تسبب فى هجرة العديد من الباحثين العرب الى اوروبا، أمريكا واستراليا وفى رأيى الخاص ان انشاء قاعدة بحثية حقيقية فى الدول العربية يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف من باحثين وصناع قرار من اجل الترفيع فى جودة البحوث العلمية والارتقاء بها الى مستوى دولى وذلك عبر انشاء صناديق متخصصة بتمويل الأبحاث وتعزيز الشراكات مع مراكز البحوث العالمية مع العلم ان الباحثين العرب بالمهجر لهم دور مهم فى تفعيل هذه الشراكات.