ملاك.. وثلاثة ذئاب
وتستمر الضربات الموجعة لمنظومة الأخلاق والتربية والاستقامة والطباع السليمة وهذه المرة لتنال من معاق ذهنيا لايعرف عن دنيا الأشقياء الكثير، بريء إلي حد صفات الملائكة الأطهار وإنسان بدرجة شاب طيب معروف عنه ارتياده المسجد ومحاولته التعلم والحصول علي شهادة دراسية بأي شكل.
أسرة محمد ــ 19 سنة ــ عبارة عن أم تشقي علي مدار اليوم في العمل بالمستشفي لكي توفر ثمن الطعام والعلاج لزوجها المريض بالكلي والذي يغسل منذ عشر سنوات ونجلها الوحيد محمد، معاق ذهنيا والمقيم بقرية ديبو عوام، مركز المنصورة وهو أيضا مريض بالسكر ويعاني من تليف بالكبد.
وبينما كان محمد يستعد كعادته لصلاة الظهر في مسجد قريب من المنزل أغراه ثلاثة ذئاب ممن انعدمت فيهم الرجولة والأخلاق والآدمية بركوب التوك توك معهم وحملوه إلي أرض خارج القرية ليتناوبوا اغتصابه وانتهاك جسده في مشهد مقزز تقشعر له الأبدان وهو لا يدرك ما حدث له بالفعل فأخبر والده أنه ينزف وشرح تفاصيل ماحدث وتهديد العصابة المجرمه له إن تحدث سيكون مصيره القتل . وبقلب منفطر وغصة في الحلق ودموع منسابة هرولت والدة الشاب إلي قسم شرطة مركز المنصورة وحررت محضرا أمام المقدم رامي الطنطاوي رئيس المباحث وروت له التفاصيل وأن 3 شباب، استدرجوه لحقل بعزبة مجاورة لقريتهم، تسمي عزبة الفجة، وقاموا بضربه بعصا خشبية طويلة، وكان معهم مطواة، وقاموا بتقييده، وخلع ملابسه وتناوبوا اغتصابه بالحقل. وأضافت أن الذئاب احضروا مياها من ترعة ري مجاورة وغسلوا الدماء من جسده، وتركوه بناصية الشارع وفروا هاربين . وبالكشف الطبي الظاهري علي الشاب، تبين وجود شرخ شرجي، وكسر بالحوض، مع وجود كدمة بالأنف والأذن والوجه.
وتضيف الأم المكلومة : كنت سعيدة جدا عندما حصل محمد رغم إعاقته علي شهادة الإعدادية ، لكن المجرمين قتلوا فرحتي وكسروا نفسي وحرقوا قلبي أكثر وأكثر علي ابني، نور عيني وحيدى ومليش غيره . أما والده فيطالب بمحاكمة عاجلة للجناة وأن توقع المحكمة أقصي عقوبة عليهم، ويتم إعدامهم في ميدان عام حتي يكونوا عبرة للجميع.
ويقول عم محمد والذي كان أول من رآه بعد عودته للمنزل : نريد حق ابننا المسكين وهو ليس أقل من الطفلة المغتصبة والتي قامت لها الدنيا ، مشيرا إلي أن أهالي الجناة يعرضون كل يوم مبالغ مالية كبيرة للتنازل عن المحضر لكننا لن نرضخ أبدا حتي يأخذ القضاء مجراه وتقتص العدالة من المجرمين الذين لم يرحموا ضعفه ومرضه . وكان اللواء أيمن الملاح، مدير أمن الدقهلية، تلقي إخطارًا من اللواء مجدي القمري مدير إدارة البحث الجنائي بالحادث وفي أقل من 24 ساعة ألقي ضباط المباحث القبض علي المتهمين، وبمواجهتهم أنكروا ارتكاب الواقعة، وأمرت النيابه بحبسهم.