أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
سوريا فى انتظار عودة أمريكا .. و»مفاجأة» الصفقة مع روسيا
4 أبريل 2017
محمد عبد القادر;

قبل بدء جولة مفاوضات سابقة لحل الأزمة السورية، طرح ستافان دى ميستورا مبعوث الأمم المتحدة للأزمة السؤال أمام الصحفيين : أين أمريكا؟ فى إشارة إلى الغياب الدبلوماسي الأمريكي عن مائدة المفاوضات منذ وصول الرئيس دونالد ترامب للسلطة، فى الوقت الذي ذكر فيه سابقا أنه لا حل في سوريا دون توافق «روسي - أمريكي»، وهو الأمر الذى لم يحدث حتى الآن،


من ثم دخول الأزمة عامها السابع، لا سيما وأنه «لم يعد مستقبل سوريا في أيدى السوريين فحسب»، بحسب مبعوث حل الأزمة.



فمع وصول ساكن البيت الأبيض الجديد، أصبح واضحا أن العلاقة مع الكرملين ستصبح بمثابة سلاح معارضيه الموجه دوما فى وجهه، الأمر الذى دفعه إلى إقالة مستشاره للأمن القومى الجديد مايكل فلين، مع استمرار الكونجرس فى بحث مسألة علاقة المحيطين بالرئيس مع الروس، وهو ما ساهم وعلى ما يبدو في تأجيل ما سمي بـ«إعادة تشغيل» العلاقات ما بين البلدين إلى أجل مسمى، مع إعلان ديمتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية بأن لقاء مرتقبا سيجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترامب على هامش قمة الـ20، التي ستعقد في يوليو المقبل في هامبورج، رغم أن واشنطن لم تؤكد هذا الأمر.



وفي ظل التأجيل الواضح لما وصف بـ»الصفقة» بين البلدين فى سوريا، فإن خطوات تم اتخاذها من الجانبين فسرها البعض على كونها تأتي في طريق التقارب المحتمل، والبعض الآخر في طريق استمرار الوضع على ما هو عليه، ومنها :



. التوجه الأمريكي السياسي والعسكري الجديد في سوريا، حيث الإعلان عن أن مستقبل بشار الأسد ليس أولوية، وحيث إعلان وصول آليات عسكرية وزيادة القوات الأمريكية فى منبج، بحجة ترتيبات المعركة ضد عاصمة داعش في الرقة، التي من المقرر البدء فيها الشهر الحالي، وهو ما تم تفسيره على كونه مساهمة مع روسيا في ضبط الإيقاع الدبلوماسي، وضبط الأوضاع في شمال سوريا وتركيز الحرب على الإرهاب، بعد الاشتباكات بين الجيش السورى وقوات الجيش الحر المدعومة من تركيا، وبخاصة مع إعلان تركيا وقف عملية «درع الفرات» شمال سوريا، هذا غير أن تقارير إعلامية أشارت إلى أن الهدف هو تأسيس نواة قاعدة أمريكية فى شمال سوريا تستغنى بها عن قاعدة «إنجرليك» الجوية التركية، وأيضا منافسة قاعدة «طرطوس» العسكرية الروسية فيما بعد، مما تبعه إعلان اتفاق «روسى - كردى» على وجود موسكو فى عفرين.



. فى المقابل، الإعلان عن انسحاب المليشيات الإيرانية، وبالأخص «حزب الله» من سوريا. وهو ما أكده ألكسندر لافرينتيف رئيس الوفد الروسي إلى مفاوضات آستانة، بعد قرار طهران توقيع وثيقة انضمامها «رسميا» إلى اتفاقية الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن في 30 ديسمبر الماضى، كأهم نتائج «آستانة 3» فى (14 - 16مارس الماضى).



وهو ما قد يفهم منه على أنه محاولة روسية لكسب ود أمريكا على حساب إيران «الدولة الإرهابية رقم واحد» بمنظور ترامب، كذلك بعد ما اعترف مصدر في البيت الأبيض بأن تحسين العلاقة مع بوتين بالنسبة إلى ترامب يمر عبر إنهاء التحالف العسكري والدبلوماسي بين روسيا وإيران. غير أن الواقع يشير إلى استحالة فك هذا التحالف تماما بين موسكو وطهران، رغم اختلاف توجهات كل منهما وأهدافهما فى سوريا.



وبعيدا عن مدى صحة أو خطأ تفسير الخطوات المتبادلة للبلدين أخيرا، فإنه يمكن القول إن ترامب يعى تماما صعوبة الموقف الذى خلفه له سابقه فى الحكم باراك أوباما، مما أضعف كثيرا تأثير أمريكا فى الأزمة، من ثم قراره بضرورة التواجد فعليا على الأرض، حتى إعلان النصر فى الرقة، حيث الجلوس وقتها على رأس المائدة وتحديد موقع الروس منها، تحقيقا لشعاره المرفوع «أمريكا أولا وأخيرا».



وفى السياق نفسه، كشفت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن توقع تعاون وشيك ما بين موسكو وواشنطن. ونقلت على لسان الخبير العسكرى الأمريكي اللواء المتقاعد بول فاليلي، خلال مشاركته في مؤتمر «الشرق الأوسط: متى يأتي يوم غد؟» الذي نظمه نادي «فالداي» الدولي في موسكو في فبراير الماضى، قوله : «أعمل حاليا على إعداد مفاجأة لكم جميعا. لكن لا يمكنني أن أكشف لكم عن هذه المفاجأة. عليكم انتظار 90 يوما، لتعرفوا ماذا سيحصل بين الولايات المتحدة وروسيا».



فهل تتحقق المفاجأة بالفعل وتفضي إلى حل للأزمة؟ أم تحمل الأيام المقبلة مفاجآت أخرى جديدة، على مستويات وأصعدة مختلفة تمد في أجلها؟