أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
من جديد .. سي.إن. إن فى خدمة الإخوان
30 مارس 2017
000

على الرغم من تردد بعض المعلومات فى الفترة الأخيرة بشأن حدوث تغيير واضح فى سياسة شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية فى تغطيتها للشأن المصري، بدلا من السياسة العدائية البغيضة التى انتهجتها هذه الشبكة منذ ثورة 30 يونيو،


فإنه تأكد عدم صحة هذه المعلومات، أو فى أحسن الظروف «عادت ريما لعادتها القديمة»، وظهرت «سي.إن.إن» على صورتها الحقيقية «خادمة» لجماعة الإخوان الإرهابية، بهدف تجميل صورتها، وتقديمها على أنها جماعة سلمية، بهدف إنقاذها من الخناق المفروض حولها هذه الأيام بسبب توجهات إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والكونجرس لإدراج «الجماعة» ضمن قائمة الجماعات الإرهابية المحظورة فى الولايات المتحدة، على غرار دول أخرى من بينها مصر.



بدون أى مبرر، ولا سابق إنذار، فوجيء مشاهدو «سي.إن.إن» بالشبكة المحترمة وهى تبث مقابلة بتاريخ 7 مارس 2017 مع المدعو طارق رمضان بعنوان «جماعة الإخوان ليست عدوانية والإسلام أصبح دينا عربيا»، حيث بدا واضحا أن المقابلة محاولة أخيرة لإنقاذ جماعة الإخوان من حبل المشنقة الأمريكى وربط مبدأ الهجوم على عناصرها بفكرة الخوف لدى الغرب من الإسلام «الإسلاموفوبيا»، حتى يبدو قرار حظر الجماعة فى أمريكا - إذا صدر - وكأنه حرب يشنها ترامب على الإسلام نفسه.



أفسحت سي.إن.إن مساحة واسعة للغاية للمدعو طارق رمضان للحديث بصورة ودية للغاية عن الإسلام والإخوان، وكأنه محامى الدين الإسلامى فى الولايات المتحدة، وكان أبرز ما قاله فى المقابلة نفيه تورط جماعة الإخوان فى الإرهاب، كما حذر من تجاوب الغرب مع الاتهامات الموجهة لها فى هذا الشأن، وزعم وقوف حكام طغاة وراء تشويه صورة الجماعة، على الرغم من حقيقة أن الجماعة لا تدخر وسعا فى تشويه صورتها، سواء وهى فى الحكم، عندما أظهرت عدم وجود علاقة لها بالديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، أو وهى خارج الحكم من خلال حربها المسلحة وجرائمها القذرة التى استهدفت المصريين جميعا تحت شعار «يا نحكمكم يا نقتلكم»، وسط تصفيق وتشجيع من جانب داعميهم فى الإعلام الغربي، وعلى رأسهم سي.إن.إن.



وبالتوازى مع حملة «تجميل» الإخوان، مارست سي.إن إن. لعبتها الخبيثة بالفصل بين التيارات الإرهابية المختلفة، للنأى بجماعة الإخوان عن التنظيمات الأخرى وعلى رأسها داعش، وبخاصة فيما يتعلق بالعمليات الإجرامية التى تقع على الأراضى المصري.ويتضح ذلك من خلال إصرار الشبكة على إلصاق تهمة ارتكاب الجرائم الإرهابية ضد الأقباط فى سيناء بتنظيم داعش، والإصرار أيضا على استخدام تسمية «تنظيم داعش» لجميع العمليات الإرهابية التى تقع فى أرض مصر، لنفى شبهة الإرهاب عن الجماعة، وفى هذا التوقيت بالذات، لإقناع صانع القرار الأمريكى بسلمية الجماعة!



وكانت سى إن إن أيضا قد نشرت تصريحا منسوبا لحساب المذيع باسم يوسف على فيسبوك يزعم فيه أن التعتيم الإعلامى حول ما يتعرض له الأقباط فى مصر من تهميش واضطهاد مسئول عما حدث لهم مؤخرا، على الرغم من أن قضية الاعتداء على الأقباط تحظى باهتمام واسع من السلطات المصرية بمختلف مستوياتها، بداية من رئيس الجمهورية، ومرورا بالحكومة والبرلمان، فضلا عن أن القضية تناقش بصراحة غير مسبوقة فى وسائل الإعلام القومية والخاصة دون أدنى مشكلات.



وستواصل سى إن إن على الأرجح هذه المحاولات بصورة أكثر تكثيفا فى الفترة المقبلة استباقا لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لواشنطن، بهدف تعطيل دخول البلدين إلى مرحلة جديدة مختلفة من العلاقات والتعاون والتفاهم، حتى وإن كان رئيس الولايات المتحدة نفسه لا يثق فى نزاهة سى إن إن!