أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
تعاون مصرى ــ بولندى لزيادة حجم التجارة الى مليار دولار .. واستثمارات جديدة بمحور قناة السويس
13 مارس 2017
تقرير ــ ابتسام سعد

علي مدي 7 أيام استغرقتها زيارة الأهرام لبولندا لمسنا رغبة قوية من المسئولين البولنديين لتعزيز علاقات التعاون مع القاهرة وعلي جميع المستويات، وهو ما يرجع بالدرجة الأولي الي ما تمتلكه مصر من مزايا اقتصادية وفرصا تجارية واستثمارية خاصة بمحور قناة السويس قطب التجارة العالمية المنتظر.


ايضا فان هذه الرغبة في زيادة التعاون مع مجتمع الاعمال المصري تؤكد تعافي الاقتصاد المصري وتجاوزه الازمة الممتدة منذ عام 2008 بسبب الازمة المالية العالمية ثم الاحداث التي اعقبت ثورة 25 يناير 2011 وهو الامر الذي رصدته العديد من التقارير الدولية واخرها تقرير مجلة الايكونوميست العالمية التي تعد الاشهر عالميا.



وبداية أكد كبار المسئولين البولنديين رغبة بلادهم فى تعزيز علاقاتها مع مصر والمشاركة فى صنع القفزة الاقتصادية المنتظرة لمصر عبر الاستثمار وعقد شراكات جديدة مع مجتمع الاعمال المصرى.



هذه الرغبة ارجعها فيليب سوش رئيس غرفة التجارة البولندية الإفريقية، الي الاصلاحات الاقتصادية المهمة التي تنفذها مصر حاليا والتي تشجع علي زيادة حركة التجارة والاستثمارات خاصة انها تستند علي اتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي وافق علي اقراضها 12 مليار دولار، مما يزيد من الثقة في وضع الاقتصاد ومستقبل مصر التي تتمتع بمقومات كبيرة يكفي انها تضم سوقا من نحو 100 مليون نسمة بخلاف انها بوابة لافريقيا التي نرغب ايضا في زيادة التعاون معها عبر مصر حيث حددنا 12 دولة افريقية كمرحلة اولي.



وقال ان الغرفة البولندية الافريقية تعمل علي تعريف مجتمع الاعمال البولندي بالمزايا العديدة والتطورات الاقتصادية المصرية خاصة قرار تحرير اسعار الصرف الذي اسهم في زيادة تنافسية المنتجات المصرية، وبالتالي شجع اكثر علي الاستثمار بالسوق المصرية لافتا الي ان مصر بدأت بالفعل في التعافي والاستقرار علي عكس ما تورده بعض التقارير الاعلامية الغربية.



واضاف ان الغرفة تتعاون مع المكتب التجاري المصري بوارسو في هذه الجهود ولكن يجب ان تنظم مصر حملة ترويجية للاستثمار والتجارة علي المستوي الاوروبي لمساندة تلك الجهود ولعرض مزايا علاقاتها القوية مع دول الجوار الافريقية ودورها السياسي والاقتصادي المهم بالمنطقة مما يشجع تكتلات رجال الاعمال والمؤسسات الاستثمارية الدولية علي وضع مصر ضمن خططها المستقبلية.



وطالب بزيادة البعثات التجارية ولقاءات رجال الاعمال من البلدين مع فتح مجالات جديدة للتعاون مما سيسهم في مضاعفة أرقام التبادل التجاري.



وللاستفادة من هذا التوجه لزيادة التجارة والاستثمارات بين القاهرة ووارسو كشف عبد العزيز الشريف رئيس المكتب التجاري المصري ببولندا عن ملامح خطة لمضاعفة حجم التبادل التجاري بين مصر وبولندا الي مليار دولار خلال العام الحالي، حيث تشمل الخطة حل اهم مشكلة تواجه الصادرات المصرية وهي طول فترة الشحن التي تستغرق فترة تتراوح بين 22 و30 يوما وذلك من خلال الاستعانة بالشحن متعدد المراحل بحيث يتم الشحن بحريا من المواني المصرية الي موانئ المانيا او سلوفينيا المجاورتين ثم منهما بريا الي السوق البولندية وهو ما يخفض فترة الشحن بصورة كبيرة.



وقال ان الخطة تشمل ايضا العمل علي زيادة صادرات الحاصلات الزراعية المصرية وذلك بعد نجاح تصدير الرومان الذي يحظي باقبال كبير حاليا، حيث نخطط لادخال انواع جديدة لهيكل صادراتنا لبولندا تشمل المانجو والحمضيات (البرتقال واليوسفي) والثوم والبصل والفاصوليا الخضراء الي جانب العمل علي عودة خطوط الطيران المباشرة بين البلدين مما يسمح بتصدير الخضراوات والفاكهة الطازجة من مصر الي بولندا.



واضاف ان الخطة تشمل ايضا الاستفادة من اتفاق انشاء مراكز للتوزيع للمنتجات المصرية في مختلف انحاء بولندا مما يمنح لمنتجاتنا ميزة تنافسية لدى المستهلك البولندي وذلك بالتنسيق مع شركات متخصصة فى بولندا، لافتا الي ان الخطة ستركز ايضا علي مضاعفة صادرات المنتجات الصناعية خاصة المنسوجات المصرية والاثاث والكيماويات خاصة الاسمدة .



واشار الي ان هذه الجهود تستفيد من تنامي الطلب علي منتجاتنا بالسوق البولندية مؤخرا مما ساعد علي زيادة صادراتنا بنسبة 13% في عام 2016 لتسجل 125 مليون دولار مقابل 375 مليون دولار واردات من بولندا.



وقال ان المكتب التجاري المصري يسعى لتكثيف التعاون بين مستثمري البلدين خلال الفترة المقبلة للاستفادة من موقع مصر كبوابة رئيسية لدخول منتجات بولندا إلى أفريقيا والعكس أيضا الاستفادة من بولندا كمعبر مهم لاسواق وسط وشرق اوروبا، مشيرا الي ان المكتب التجاري يتعاون في تحقيق هذه الخطة مع غرفة التجارة البولندية الإفريقية.



ولزيادة العلاقات الاستثمارية بين البلدين كشف عن سعى المكتب التجاري إلى عقد اتفاقيات تأخ بين المقاطعات البولندية والمحافظات المصرية كما حدث بين محافظة الاسماعيلية وإقليم بروتسلا، حيث نبحث حاليا عقد اتفاق شراكة بين القاهرة واكبر أقاليم بولندا واغناها وهو إقليم مازوفيا، الذى يسهم بنسبة 16% من الناتج المحلى البولندي ويضم العاصمة وارسو، كما نبحث سبل الاستفادة من تجربة بولندا فى تطوير التعليم الفنى.



واختتم عبد العزيز تصريحاته بالكشف عن مشروع لانشاء اكبر محطة لصيانة واصلاح السفن علي محور قناة السويس باستثمارات لشركة حكومية بولندية يجري الان الاتفاق علي التفاصيل النهائية للمشروع.