أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
المبادرة نحو القيم والأ خلاق
6 مارس 2017
محمد عبيد;


بعيدا عن السياسة، والغلاء الذى ضرب البلاد، والضمير الجشع لدى التجار، وأداء بعض المسئولين المتراجع وغير ذلك من الأمور التى أعيت الجميع. بعيدا عن كل ذلك أود أن أحدثكم عن سبب الفساد الذى وصل حتى النخاع وهو غياب القيم والمبادئ والأخلاق، نتحدث عن ذلك كثيرا ولانطبقه، نلصق بالمجتمع كل سوءاتنا وآفاتنا وكأننا لسنا من هذا المجتمع ومن هنا تظهر أهمية أن نؤمن بالأخلاق وضرورة تطبيقها بحيث تبدأ من طرف كل فرد فينا، إن كل واحد منا مكلف بنشر الأخلاق انطلاقا من ذاته وهى الطريقة التى انتشر بها الاسلام، إذ انتشر الاسلام بأخلاقيات المسلمين، فى تجارتهم، وصدقهم، وأمانتهم وإذا كان هذا هو دور الفرد فإن على الدولة، وجميع النخب العمل والدعوة إلى إحياء القيم والأخلاق تنطلق من أساس أخلاقيات كل مهنة فى المجتمع ومحاسبة من يتجاوزها. إن صلاح الأخلاق عامل مهم فى قوام المجتمع، وبنائه وصلاحه فإذا شاعت فى المجتمع الأخلاق الحسنة من الصدق والأمانة والعدل والإنصاف أمن الناس وحفظت الحقوق وقويت أواصر المحبة وقلت الرذيلة وازدادت الفضيلة، وإذا شاعت الأخلاق الفاسدة من الكذب والخيانة والظلم والغش واستغلال حاجة الناس فسد المجتمع، واختل الأمن وضاعت الحقوق وانتشرت القطيعة بين أفراده. القيم الخلقية هى التى تعصم المجتمعات من الانحلال، فسلامة الأمة وقوة بنيانها وسمو مكانتها وعزة أبنائها يكون بتمسكها بالقيم الأخلاقية والمبادرة إليها، ولكى تتحقق القيم الأخلاقية الحميدة لابد أن يتحلى كل أبناء المجتمع بروح الجسد الواحد خاصة فى أوقات الأزمات، وليبدأ كل منا بنفسه. فما أحوجنا إلى استعادة القيم والأخلاق وترسيخها فى مجتمعنا وفى نفوسنا ونفوس أجيالنا حتى نتقدم ونرقى. لأنه كما قال القائل/ وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا.