خلال أقل من شهرين فقدت روسيا أربعة سفراء لها فى ثلاث قارات، فبعد مقتل أندريه كارلوف، السفير الروسى فى تركيا، على يد مهاجم أطلق النار عليه فى أنقرة فى 19 ديسمبر الماضى. توفى فى 9 يناير، أندريه مالانين، القنصل الروسى فى أثينا، ،ثم توفى السفير الروسى لدى الهند، ألكسندر كاداكين، فى 26 يناير ،ومنذ ثلاثة أيام أعلنت الخارجية الروسية، وفاة الدبلوماسى فيتالى تشوركين، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دون توضيح أسباب الوفاة؟!.
وإذا كانت قصص الوفاة غير يقينية لجميع السفراء باستثناء حالة القتل الصريح فى تركيا إلا أن موت الأخير (تشوركين)، أكثرهم غموضا، واكتفت الخارجية الروسية، فى بيان مقتضب أنه توفى بشكل مفاجيء، بعد شكواه من آلام بالقلب!!.
.. لكن الغريب أن هذا السفير كان واحدا من أخطر السفراء الروس غير المقبولين من المخابرات الأمريكية، حيث تبادل فى الأعوام القليلة الماضية الهجوم والانتقادات مع السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة سمنثاباور، بسبب قرارات فى مجلس الأمن حول سوريا. وفى يناير الماضي، طردت واشنطن 35 دبلوماسيًا روسيًا، متهمين بأنهم أعضاء فى الاستخبارات الروسية، وعملوا فى واشنطن من أجل التدخل فى الانتخابات الأمريكية.، ومنذ أيام استقال مايكل فلين، مستشار الأمن القومى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بعد أن سجلت المخابرات الأمريكية مكالمة هاتفية له مع سفير روسى - يرجح أنه تشوركين - وذلك قبل رحيل باراك أوباما من منصبه، يتفقان فيها على رفع العقوبات عن موسكو.
.. فهل قتل السفير للانتقام، أم لقطع الطريق نهائيا على ترامب لتحسين العلاقات مع روسيا؟!... وإذا صح هذا التصور فإن صراع الدولة العميقة الأمريكية ضد ترامب بات رسميا!.
[email protected]