أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
ضيق الحنجرة
22 فبراير 2017
000

فى أوائل الثمانينات من القرن الماضى أنشئت أول وحدة للرعاية المركزة فى مصر بدعم من الدكتور هاشم فؤاد عميد طب قصر العينى وقتها، ثم تولى إنشاء العديد من وحدات الرعاية المركزة بالمستشفيات وقد أسهمت فى شفاء العديد من الحالات الحرجة والمستعصية التى كان ميئوسا من شفائها مثل أمراض القلب والصدر وإصابات الرأس والمخ.

وقد لاحظت بحكم عملى كطبيب أنف وأذن وحنجرة أن هناك ازديادا فى أعداد المرضى الذين يعانون صعوبة فى التنفس مما يستدعى إجراء عملية شق القصبة الهوائية لإنقاذهم من الاختناق وعند فحصهم تبين أنهم يعانون ضيقا بالحنجرة وبمراجعة ملفات المرضى وجدنا انه لأسباب طبية مختلفة تم إدخالهم وحدات الرعاية المركزة واستدعت حالاتهم وضعهم على أجهزة التنفس الاصطناعى لمدة طويلة، مما أدى إلى تهتك غضاريف الحنجرة وضيق مجرى التنفس تدريجيا حتى مرحلة الاختناق، وكمثال فقد تعرض فنان كوميدى معروف لتلك التجربة وأجريت جراحات عديدة له فى الداخل والخارج حتى تم شفاؤه وأتذكر قوله لى وقتها انه يئس من أن يسمع صوته مجددا.

إن هؤلاء المرضى إما أنهم حكم عليهم بالتنفس بقية أعمارهم عن طريق فتحة بالرقبة مع عدم القدرة على الكلام أو الخضوع للعديد من العمليات الجراحية الدقيقة والمعقدة التى قد تصل إلى عشر عمليات فى بعض الحالات لإصلاح الضرر الذى أصاب الحنجرة الذى كان يمكن تجنبه منذ البداية إذا تم اتباع القواعد الطبية الصارمة بالنسبة لمرضى الرعاية المركزة ومراعاة أن الغرض الأساسى من إنشاء وحدات الرعاية المركزة هو شفاء المريض وخروجه فى حالة «طبية مستقرة» وليس فقط ابقاءه على قيد الحياة بصرف النظر عن طبيعة تلك الحياة، وقد أخذ قسم الاذن والأنف والحنجرة بكلية طب قصر العينى على عاتقه علاج المرضى الذين يعانون من ضيق الحنجرة بالمجان مهما تكن التكلفة.

د. عمرو البدراوى ـ أستاذ بطب القاهرة