أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
أردوغان .. نصف إخوانى
21 فبراير 2017
سيد عبد المجيد

كان على تركى الدخيل أن يعيد طرح سؤاله ثانية، بعدما راوغه ضيفه رئيس الجمهورية التركية متملصا من الإجابة المباشرة عليه عندما طرحه فى المرة الأولي، ولم يكن الأمر عصيا على التفسير، فرجب طيب اردوغان بكل بساطة لم يشأ أن يضع الإخوان المسلمين فى جملة مفيدة وهذا كان مقصودا ويجب ألا يغيب عن فطنة أحد ، خاصة أنه كان فى بلد يضعهم فى قائمة الإرهاب ، فتحدث بعبارات عامة فضاضة عن تسييس الدين فى تجاهل متعمد للجماعة التى لم تعد تحتل لديه تلك المكانة المتميزة مقارنة بالسنوات الثلاث المنصرمة.

أردوغان ربما تصور أن محاوره سيكتفى بما قاله غير أن مذيع العربية كان يريد كلمات محددة وواضحة، هنا لم يكن من الأمر بد فعاد الزعيم الأناضولى الكبير ليعبر بجلاء عن حقيقة ما يراه فى هذا الشأن والذى لخصه فى أنه لا يعتبر الإخوان إرهابيين لأنهم على حد قوله لا ينتهجون أعمال عنف مسلحة، وإذا حدث منهم ذلك حتما سيكون هناك موقف آخر، وفى ظنى هذا تغير نوعى لافت يجب ألا يمر مرور الكرام.

والملاحظة الجديرة بالاهتمام هنا أنه وعكس ما اعتاد عليه، خلا حديثه من أى إشارة لا من قريب أو بعيد إلى فترة حكمهم القصيرة بمصر متجنبا ذكر الرئيس المعزول محمد مرسي، والذى كان يردد لابد من إطلاق سراحه وكأن الأخير مانديلا. وهذا هو بيت القصيد، فتركيا الآن يبدو أنها ضاقت ذرعا بهم، أو على الأقل هى فى الطريق لذلك، وأردوغان المهموم بتعديلاته الدستورية وحرصه كسب ود دونالد ترامب الذى يكرههم بشدة، أصبح نصف إخوانى وربما يشفى من هذا الداء قريبا وليس بمستغرب أن يتبرأ منهم قريبا.