أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
«ترامب».. هل يصبح رئيس وزراء كندا الجديد ؟
16 فبراير 2017
إسلام عزام

ليس مستبعدا أن يصل رجل الأعمال كيفن أوليري اللبناني الاصل الى رئاسة وزراء كندا في الإنتخابات المقبلة، فرياح تغيير المزاج العام في امريكا و الغرب بشكل عام سوف تصل إلى كندا وتحمل حزب المحافظين مرة اخرى الى سدة الرئاسة، وتضع أوليري الذي لقبته محطة CNN بـ «ترامب كندا» على مقعد رئيس الوزراء.


وهناك مؤشرات عديدة على ذلك منها تململ الطبقة الوسطى في كندا من عدم تحقيق النمو الإقتصادي الذي وعد به رئيس الوزراء الحالي وزعيم الحزب الليبرالي جاستن ترودو، فالأسعار قد زادت ولا يبدو في الأفق أن الوضع سيتغير.



أضف الى ذلك المشكلات غير المتوقعة للاجئين السوريين، فمعظمهم لم يحقق في السنة الإولى تقدماً في تعلم اللغة الإنجليزية أو الفرنسية، ومعظمهم لم يحصل على عمل. ويرجع ذلك الى أن نسبة كبيرة منهم لا تحمل أي مؤهل دراسي، بل ومنهم من لا يعرف كتابة وقراءة اللغة العربية نفسها. هذا يعني من وجهة نظر معارضي الحكومة أن ميزانية الدولة ستتحمل لمدي طويل عبء الإنفاق عليهم أكثر بكثير مما كان مخططاً له. كما عادت الإنتقادات الى أنه كان يجب التدقيق في اللاجئين السوريين، بالإضافة الى الإنتقاد الأشهر وهو أنه لا يمكن التأكد من هوية القادمين وما اذا كانوا ينتمون الى تنظيمات ارهابية مثل داعش أم لا. صحيح أن كندا اكثر هدوءا من ناحية العمليات الإرهابية، ولكن هذا لا ينفي المخاطر التي تتعرض لها، فالبوليس الفيدرالي يلقى القبض بين الحين والآخر على خلايا ارهابية تابعة لداعش، كان اخرها الشاب الكندي المسلم الذي قرر تفجير اكبر محطة قطارات في كندا. هذا بالإضافة الي ما لا يتم الإعلان عنه. في ظل هذه الأجواء وفي ظل تطوير حزب المحافظين المعارض لنفسة وتجديد جوانب من خطابه وتجديد قياداته ليس من المستبعد أن يصل رجل الأعمال كيفن أوليري اللبناني الاصل الى رئاسة وزراء كندا. فالمزاج العام يميل إلى نوع جديد من السياسيين يأتي من خلفية البيزنس مثلما حدث مع ترامب، الذي يتشابه مع أوليري في أنه تقريباً بلا تاريخ سياسي، مجرد رجل اعمال ناجح. وكلاهما ذاع صيته من خلال أحد برامج تليفزيون الواقع. هذا بالإضافة الى أن كليهما يركز على الإقتصاد، حيث صرح أوليري في بيان له «أن الكنديين بحاجة لرئيس وزراء لديه خطة ذكية لتحفيز الاقتصاد، رئيس وزراء يدعم المشروعات الصغيرة ويكافح من أجل الكادحين الكنديين ويضع حداً لهدر أموالنا». كما أن كلا الرجلين ذو شخصية فجة لا تعرف المواربة أو المداراة، مثل السياسيين. صحيح أن خبرته السياسية محدودة، ولكن اوليري ذو حنكة اقتصادية ربما تؤهله لوضع الحكومة والاقتصاد على المسار الصحيح من جديد. رغم ذلك فان اوليري يواجه صعوبات أولاها أن عدد المرشحين لزعامة حزب المحافظين يصل حتى الآن الى 14 مرشحا، مع الإشارة إلى أن اسم أوليري كان متداولا منذ بعض الوقت كما أن إعلانه عن ترشيحه اليوم لم يكن مفاجأة. لكن المنافسة دون شك ستكون صعبة وخاصة مع عدم إتقانه للغة الفرنسية وهي لغة رسمية في كندا مثل الإنجليزية وجرى العرف على أن من يترشح لأي منصب رسمي لابد أن يتقن اللغتين. ولذلك كان غياب اوليري عن مناظرة بين المرشحين باللغة الفرنسية مثيراً للإستهجان، رغم تراجعه وإعلانه أنه قرر تعلم اللغة الفرنسية.



ما يعزز فرص أوليري أنه حسب تأكيده قادر على التعامل مع ترامب وتجنيب الإقتصاد الكندي المرتبط بالإقتصاد الأمريكي أي عثرات. وكان نجاح ترامب قد اصاب الحكومة الليبرالية بارتباك، وخاصة بعد هجوم ترامب على رئيس الوزراء الكندي ترودو، وفي الغالب طبقاً لمحللين كنديين سيكون هذا هو السبب في تغيير رئيس الوزراء الكندي وتعيين مساعد جديد له، وكلاهما على علاقة قوية بالدائرة القريبة من ترامب وهو ما يسهل التعامل معه لصالح كندا.خاصة اذا ما وضعنا في الاعتبار ان الخلاف بين الادارة الكندية والامريكية صار امرا ملحوظا مما ينذر بصدام قريب بين الادارتين، ففي الوقت الذي اعلن فيه دونالد ترامب انه سيعيد النظر في بنود اتفاقية حرية التبادل التجاري بين دول شمال امريكا المسماة بنافتا وكذا رفضه لتطبيق ضريبة الكربون على الصناعات البترولية ترد حكومة ترودو بمنح الاقامة المؤقتة لكل اللاجئين الممنوعين من دخول الولايات المتحدة العالقين بأراضيها. وفي نفس الوقت وفي قرار غير معلن وافقت المؤسسات الحكومية على منح ساعتين لكافة موظفيها بالامس للخروج من العمل والاشتراك في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها منظمات اهلية امام السفارة الامريكية فى أوتاوا والقنصلية الامريكية فى تورونتو احتجاجا على قرارت ترامب الاخيرة. وبالطبع فإن الولايات المتحدة تعتبر شريكا أساسيا لكندا اقتصاديا واستمرار تأزم العلاقات بين البلدين يهدد وجود حكومة الليبراليين فهل نشهد تغييرات خلال العامين المقبلين؟ المستقبل القريب سيجيب عن ذلك.