حماتى.. ليست ملاكا ولاشيطانا
نصيحة مهمة للحموات تتعلق بحسن معاملة زوجات أبنائها، هذا ما طالعتنا الصحف به وخبر صادم عنوانه «طبيبة تذبح حماتها لخلافات بينهما» وتفاصيله: النيابة أمرت بحبس طبيبة ذبحت حماتها بعد نشوب خلافات بينهما وتبين أن زوجة ابنها الطبيبة نشبت خلافات بين المجنى عليها والمتهمة، وتركت المنزل أكثر من مرة بسبب سيطرة حماتها على زوجها وتدخلها فى حياتهما، فنشبت بينهما مشاجرة واستلت الطبيبة سكينا وقتلت حماتها... انتهى الخبر ولم تنته تساؤلاتنا..
وجدنا أنه لابد من معرفة الدوافع النفسية لارتكاب هذه الجريمة.. وما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الزوجة وحماتها..وماذا عن التحليل النفسى لشخصية الحماة المسيطرة.. وكيف تتقى الزوجة سلبيات حماتها.. وماهو دور الزوج فى اعتدال العلاقة بين زوجته وأمه؟..
طرحنا هذه التساؤلات على د. فاطمة الشناوى خبيرة الاستشارات والعلاقات الزوجية والطب النفسى التى أبدت دهشتها قائلة: من المؤكد أن هذه الطبيبة تعانى أزمة نفسية هى التى دفعت بها إلى حد القتل، فأصبحت فاقدة الثبات الانفعالى وسريعة الغضب نتيجة تراكمات وتوترات سابقة وتدخل حماتها المتكرر فى شئونها الزوجية، كل ذلك أدى بها الى الغضب ولكن كل هذا لايبرر جريمتها البشعة، فهى شخصية تفتقد الى الكياسة وسريعة الغضب ومن السهل أن تفقد أعصابها..
وترى د. فاطمة الشناوى إن العلاقة بين الزوجة وحماتها يجب أن تكون أشبه بعلاقة الأم وابنتها أى أن الحماة تتخذ زوجة ابنها كأنها ابنتها وكذلك الزوجة تقدر أنها أمها وليست أم زوجها فقط وأنها تحبها كما تحب أمها وتعاملها فى مكانة الأم.. وعادة يسعد الزوج بالعلاقة الطيبة بين زوجته وأمه.. وأسالها: ماذا عن التحليل النفسى لشخصية الحماة المستفزة قالت: أحيانا تشعر أم الزوج إذا ترملت مبكرا أو طلقت مبكرا ولم تتزوج أن الابن هو رجلها وكل حياتها وجاءت امرأة أخرى خطفته منها.. وهناك مثل شعبى تؤمن به بعض الأمهات يقول: «ربى ياخيبة للغايبة» فتشعر الأم أن هذه الزوجة اختطفت الابن فتكون العلاقة مسبقا سيئة قبل أن يحدث أى احتكاك بينهما، وهذا طبعا مفهوم خاطئ لأن الحياة الزوجية مشاركة يسودها الود والاحترام بين أسرتين.
ـ وهل لا تسلم الزوجات من الاتهام فى إفساد علاقتهن بحمواتهن؟.. قالت: بالتأكيد هناك بعض الزوجات اللاتى يفسدن هذه العلاقة سواء بقصد أو بدون قصد وذلك من خلال محاولة الاستئثار بالزوج بعيدا عن الأم والأهل فتبدأ بالمشاكل وأحيانا إلى حد حرمانه من زيارتهم وتبعد دائما أهل زوجها من التردد على منزل الزوجية.
ـ وبماذا تنصحين الزوجة؟.. قالت: لابد أن تفهم الزوجة شخصية حماتها منذ البداية وتعاملها بلطف وتتجاوز عن الأخطاء وتجاملها فى المناسبات فذلك يترك أثرا طيبا لدى حماتها..
ـ وماذا عن دور الزوج؟.. قالت: هناك من الأزواج ضعاف الشخصية أمام أمهاتهم ويطلق عليه «ابن أمه» ويكون دائما منحازا لأمه، وهنا تبدأ المشاكل، ولذا لابد أن يكون الزوج دائما محايدا ويصلح الأمور لتقريب المسافة بين زوجته وأمه وتجنب المشاكل ولا ننسى أننا جميعا بشر والحماة ليست ملاكا ولا شيطانا.