أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
البؤس عنوانه نوارة
7 فبراير 2017
سيد عبد المجيد

قبل أسابيع، وفى هذا المكان أشرت إلى فيلم اشتباك لمحمود دياب، ودافعت عن حق صانعيه فى أن يفخروا بما قدموه من عمل متميز استحق أن يكون بين الكبار فى مهرجان كان، واليوم نحن على موعد مع شريط آخر دارت أحداثه حول ذات الحدث الهائل والفريد، وذلك الفضاء الاسثتنائى الذى أعاد الروح للكنانة بعد أن كاد اليأس يبتلعها.

والقائمون عليه شأنهم شأن زملائهم فى تلك الصرخة المنددة والرافضة للمتأسلمين المتدثرين بغطاء الدين وكذا حلفاؤهم من رموز الحزب الوطنى البائد، مصرون على سينما تتحدى السائد وتقدم لغة مغايرة وحقيقية للواقع، ليس هذا الفلكلورى البغيض فى أولاد رزق وعبده موته وشركائهم الشبيحة، ولا يهم أن كانت مأساوية محبطة لكنها فى النهاية تبعث أملا حتى لو زج بنوره غياهب الظلام.

نوارة، الذى كان مسك ختام ليالى جمعية الفيلم فى سنتها الثالثة والأربعين، بدا لفئات مازالت تمجد حقبة مبارك السرطانية وتستميت لعودتها ، صادما لها وهى التى نعتت ثورة الخامس والعشرين من يناير بالخراب، ولا تكتفى بذلك فحسب بل تنفث سمومها وتسوق حججا ساذجة كالإساءة لسمعة البلاد بها تستعدى دولة ما بعد الثالث من يوليو فى أن تنقض عليه تمحوه من الوجود ولا بأس لو وضعت مبدعيه خلف غياهب السجون.

وفى ظنى ويقينى معا أن هذا العمل الذى اجتهدت هالة خليل فى صياغته كتابة ثم ترجمته للغة بصرية، يحسب للنظام القائم، وعليه وهو الذى نادى بإعادة الاعتبار لقوة مصر الناعمة أن يعلن على الملأ دون مواربة تأييده وتشجيعه لتلك الإبداعات فليس لدينا ما نخفيه وعلى المبدعين أن يظهورا أحشاءنا ويكشفوا عوراتنا ومثالبنا ويدقوا أجراس الخطر هنا سيكون طريق الخلاص والنهوض الذى بدأناه بالفعل.