جاء قرار مجلس الدفاع الوطني برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمد فترة عمل القوات المسلحة في مهام قتالية بالبحر الأحمر، دليلا واضحا على تأكد القيادة السياسية ان الاخطار والتهديدات مستمرة في تلك المنطقة المهمة، بالنسبة لمصر، حيث يعتبر البحر الاحمر شريانا ملاحيا مهما، وأي خطورة فيه تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي المصري. وبما أن الأمن القومي العربي لا يمكن ان ينفصل عن الامن القومي المصري فقد جاءت مشاركة القوات البحرية في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن لتؤكد ان مصر لا يمكن ان تنفصل عن العالم العربي ودول الخليج التي بها تماس حدودي في البحر الاحمر، والخطر الذي يهدد تلك الدول بالطبع سيؤثر بشكل مباشر على مصر. إن القيادة المصرية تضع نصب أعينها المخاطر التي تهدد المنطقة، ولذلك فهي تضع ايضا الوسائل لمواجهة تلك المخاطر، وخاصة بالبحر الاحمر، حيث إن هناك بعض الدول تسعى للسيطرة على هذا المجرى الملاحي المهم، كما ان منطقة القرن الافريقي بهاالعديد من الصراعات، وأصبحت ارضا خصبة للجماعات الارهابية العابرة للحدود، والتي اصبحت تشن حروبا بالوكالة على دول المنطقة، وتهدد حركة الملاحة في البحر الاحمر. إن الدولة المصرية تأخذ قراراتها وفقا لاستراتيجية واضحة تحقق المصلحة العليا للبلاد، لذا كان إنشاء الاسطول الجنوبي الذي مع تشكيله الضخم نستوعب حجم التهديدات التي تحيط بالدولة وتستهدف بالاساس الامن القومي، ولتكون مصر قادرة على ردع اي قوة تسعى لذلك، بل انها قادرة للوصول الى اي مصدر للتهديد والقضاء عليه قبل وصوله الى الحدود المصرية.