أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
عن أى يناير يتحدثون؟
24 يناير 2017
مرسى عطا الله

1 - فى مثل هذا الوقت من كل عام على مدى السنوات الست الماضية تتكرر ذات المشاهد بنفس المفردات ونفس الشخوص فى محاولة لاستنساخ الماضى القريب من خلال تجديد إثارة الزوابع والأتربة وإشعال الحرائق والفتن باسم 25 يناير.. والحقيقة أن أولئك الذين يتلهفون على إحياء ما تبقى من أطلال الفوضى باتوا رموزا معروفة بنرجسيتها ورغبتها فى أن تظل حاضرة فى المشهد السياسى حتى لو كان على شكل صراخ وتهليل لحريق مدبر وإذا نجحت جهود إطفائه فإنهم يعاودون النبش من جديد فى الرماد المحترق بهدف تجديد إثارة الأتربة ومواصلة النفخ فى الرماد للمساعدة فى إعادة الحياة للنيران حتى يتواصل الانشغال بالحريق بعد إطفائه.

إن هذا الذى يتكرر منذ 6 أعوام فى هذا التوقيت يعكس حالة مرضية بلغت بدرجة الغيبوبة السياسية عند البعض حد فقدان القدرة على التمييز بين الواقع والخيال.

نحن إزاء مشهد عبثى تجرى كتابة سيناريوهاته فى اسطنبول والدوحة ويكشف عن غباء الإصرار على مواصلة الخلط المعيب للأوراق وبما يؤكد غياب الفهم الصحيح للحرية وضياع الخط الفاصل بين الجهل والغرور لدى هؤلاء المطاريد الذين يمنحون أنفسهم حق الإفتاء والتحكيم تجاه كافة القضايا دون أن يكلف أحدهم نفسه ــ ولو مرة واحدة ــ مشقة البحث عن الحقيقة والاستناد إلى المعلومات الصحيحة من أرض الواقع فى مصر.

والحقيقة إن هذه العبثية تطرح سؤالا منطقيا هو: عن أى يناير يتحدثون وقد تولوا بأنفسهم تفريغ محتوى 25 يناير من أى مضامين إيجابية بالإصرار على مواصلة تعبئة الأجواء بغبار مسموم تحت مظلة موجات كثيفة من ضباب الحقيقة الغائبة بشأن الحصاد المر لسنوات الفوضى والعنف والتى ستظل فاتورتها الباهظة عبئا على هذا الشعب لسنوات عديدة قادمة!

وغدا حديث آخر

خير الكلام:

<< سرعة الاعتراف بالذنب وشجاعة الإحساس بالندم يختصر الزمن اللازم للعلاج والتصحيح!