أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
البرادعى وازدواجية «الثورجية»!
14 يناير 2017
مرسى عطا الله

عجيب أمر هؤلاء الذين يطلقون علي أنفسهم اسم "الثوار" ويتمسحون ليل نهار في 25 يناير ذلك اليوم الذي بدأ نقيا ومفهوما ومعبرا عن مشاعر غضب شعبية مشروعة، ثم تحول بفضلهم إلي عنف وفوضي وخراب لم يكن عشوائيا، وإنما اتضح مؤخرا أنه كان أمرا مبرمجا ومرتبا له حتي تتهيأ الأجواء لاعتلاء جواد السلطة وتنصيب الموعود بالكعكة بدعم دولي وإقليمي.

هؤلاء "الثورجية" أصابهم الهلع والذعر بسبب إذاعة بعض المكالمات الهاتفية لكاهنهم الأكبر الدكتور محمد البرادعي، بدعوي أن هذه التسريبات تمثل انتهاكا للقانون وعدوانا علي الحرية الشخصية وإساءة لسمعة الوطن بينما نسي هؤلاء أنهم الذين تباهوا وتفاخروا باقتحام مبني الأمن الوطني خلال أحداث 25 يناير وعبثوا بمحتوياته ونشروا علي الملأ ما اعتبروه كشفا لسوءات وعورات العديد من المسئولين وسقطاتهم الشخصية.

لم ير هؤلاء "الثورجية" في سرقة واختطاف أوراق رسمية أنه عمل مؤثم واختراق لإحدي المؤسسات السيادية بمثل ما قالوا عن تسريب عدة مكالمات للبرادعي جاهر في إحداها بتأييد اعتقال ومحاكمة الخصوم السياسيين والسعي لتكييف وتلفيق اتهامات ضدهم!

والحقيقة أنني لست هنا في معرض التأييد أو المعارضة لمنهج التسريبات الذي ليس شأنا مصريا فقط، ولنا في تسجيلات ووترجيت التي أطاحت بالرئيس الأمريكي نيكسون وكذلك تسريبات عديدة أبرزها تسريبات وثائق ويكيليكس التي لم تقتصر علي تسجيلات داخل أمريكا وحدها وإنما امتدت لإذاعة تسجيلات لرؤساء دول حليفة وصديقة لأمريكا مثل المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل".. أتحدث فقط عن ازدواجية التعامل مع الأحداث من جانب "الثورجية" الذين انكشفت لعبتهم ولعبة كبيرهم الذي علمهم كيفية صناعة الفوضي لكن الله كان رحيما بمصر بفضل رجال لم يستسلموا للعاصفة ورصدوا كل وقائعها.. ثم إنني لست مع مصادرة الحق المشروع للبرادعي أو غيره في معارضة النظام ولكنني أعارض وبشدة ازدواجية المعايير عند البرادعي وتلاميذه "الثورجية"!

خير الكلام:

<< من يزرع الريح لا يحصد سوي العواصف!