أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
محافظ أسوان لـ «الأهرام»: سد عال جديد بالمحافظة
9 يناير 2017
حوار ــ محمد هندى ويوسف عبده وياسر عبيدو
اللواء مجدى حجازي محافظ اسوان

قفزت أسوان فى الفترة الحالية الى بؤرة اهتمام المصريين حيث الأمل والحلم المصرى حين أفصحت أرض جنوب مصر الخصبة الخيرة عن أسرارها لتفتح أبواب الرزق والبركات من أذرع النيل الممدوة بالخيرات إلى أبنائها المصريين.


ولأن القيادة تبحث عن وصول الحقوق الى أصحابها وتنمية أرضها بساكنيها ومواطنيها فكانت مراكز أسوان هى منطلق قاطرة التنمية والتى تحمل الخير كل الخير لمصر حيث تمت زراعة 33 ألف فدان بوادى النقرة بنصر النوبة ملاصقة لوادى كركر، وإنشاء أحدث منطقة صناعية حرفية على مساحة 50 فدانا بقرية الجنينة والشباك.







ولأن الله أراد بمصر الخير وأراد أن يؤثر أسوان بأكبر منطقة سطوع للشمس - حسب دراسات وكالة ناسا بأجهزتها الأحدث فى العالم - واستقرت دراساتنا على استغلال وحصد الطاقة الشمسية الأنظف والأحدث للاستفادة من هذه الميزة . وهذه الشمس الساطعة هى هبة الإله حيث أكدت الدراسات إمكانية إنشاء 4 محطات توليد هى الأكبر فى العالم بقدرة 2000ميجاوات تساوى قدرة كهرباء السد العالى بكامله وتشارك فى انتاج الكهرباء 39 شركة عالمية هى التى تم اختيارها وهى الأقدر والأحسن عالميا.



أيضا إنشاء مدينة كركر الجديدة وهى الامتداد الطبيعى لهذه القرى النموذجية التى أنشأناها على ثمانى قري. وستكون على أحدث تخطيط عالمى تشارك فيه أحسن بيوت الخبرة العالمية وباشراف هيئة التخطيط العمرانى كل هذا بأيد مصرية هدية مصر لأبنائها فى النوبة.



وفى السطور التالية محصلة الحوار الذى أجريناه مع اللواء مجدى حجازى المحافظ النشيط والذى يعتمد على أهل العلم وأهل اسوان بعد أن وضعنا أمامه كل التساؤلات وتركناه يتحدث.



بداية يقول اللواء مجدى حجازي: منذ توليت مسئولية محافظة اسوان في 16 ديسمبر 2015 كنت فى اليوم التالى فى أسوان حيث عكفت على كل الملفات الساخنة والهادئة وكونت فريقا للعمل على حصر المشكلات ودراسة النتائج سواء سلبية لإزالتها أو إيجابية لتعظيمها.



وكانت المشكلة التى طفت على السطح - بلا أرضية حقيقية - هى خلافا مصطنعا بين الدابودية والهلالية واحتجاز بعض السياح الصينيين على قلتهم ودخل بعض شباب النوبة بدعوات أزعجت ليل أسوان الهادئ فكيف تعامل معها.








بداية تعاملت مع الواقع من خلال خبرتى بأهل النوبة شديدى البساطة والطيبة من خلال عشرتى القديمة والحديثة ولخصت القضية فى الآتى : معظم النوبيين شديدو الطيبة ومحبون للحياة والتنمية ، وفى المقابل قلة من الجانحين من الشباب العاطلين وهم من المتاجرين بالقضية لإحداث زوبعة فى الفنجان الى أوسع مدى ووجدت أنها قضية مفرغة المضمون حيث إن التنمية هى الحل وهو ما تعمل عليه الدولة لكنها تحتاج إلى وضع النقاط فوق الحروف وتوحيد الجهات التى تعمل على التنمية والبناء وبدأت العمل بالتشاور والنزول إلى أرض وموقع الأحداث والجلوس مع الكبار والصغار لتقريب الصورة وتشخيص الحالة فى موقعها وحجمها الحقيقي.



خطة عمل وحوار



وخلال كل هذه الفترة السابقة وضعنا خطة عمل وحوار وحلول برضاء كل الأطراف من خلال المتاح والواقع بلا مزايدة أو تهويل وكانت الجهود المبذولة تدعو للاكبار والاحترام فهى حلول واقعية وتطفئ لهيب المزايدات وبعد جهود وحلول بدأناها بدأت خلال 48 ساعة حيث أبدى كبار العواقل النوبيين وأهل الحل والعقد خجلهم من ردود أفعال القلة المتاجرة بالقضية وطالبوا بفرصة لردع هؤلاء بأيديهم حيث إن الصوت العالى الذى يحاول سحبنا إلى المجهول ليس فى الحقيقة أصوات أهل النوبة الحقيقيين وأصحاب القضية ، فهم فى الواقع قلة متاجرة وتبغى سكب الزيت على النار وحجب صوت العقل وجذب المزيد من الشباب بكم من الأكاذيب والصناعة الوهمية على وسائل التواصل الاجتماعي، ورغم كل هذا فإن الدولة فى تنمية حقيقية ومتسارعة لهذه البقعة العزيزة من أرض الوطن وتحس بآلامهم وتعترف بمشاكلهم الحقيقية وليست المصطنعة وتنتهج فى هذا طريقين «التنمية عن طريق إيجاد مجتمع زراعى جديد» مثل وادى النقرة وهو عبارة عن 33 ألف فدان بنصر النوبة ووادى الأمل على مساحة 24 ألف فدان ملاصقة لوادى كركر و»إنشاء منطقة صناعية حرفية» فى قرية الجنينة والشباك على مساحة 50 فدانا وانشيء فيها مدارس ومعاهد صناعية وحرفية لمد هذا المجتمع بالأيدى العاملة المدربة لتنميته وننشيء به لأول مرة فى مصر أول وأكبر مدرسة لاستخدامات الطاقة الأنظف والأحدث على مستوى العالم بجوار أكبر محطة لانتاج الكهرباء منها لتنتج فى قرية بنبان 2000ميجاواط ،هى تساوى ماينتجه السد العالى كله تشارك فيه 40 شركة عالمية واشترطنا أن يعمل بها فقط أهل اسوان كلهم كشرط أساسى ولن يعمل من خارجها إلا التخصصات النادرة حتى يتم نقل الخبرة إلى الأسوانيين.



ويتم الآن بصفة عاجلة إنشاء مدينة كركر الجديدة وهى مدينة كاملة المرافق متكاملة وهى مخططة على أحدث مستوى وطرق علمية فى التخطيط بمشاركة بيوت خبرة عالمية وباشراف هيئة التخطيط العمرانى مع محافظة أسوان وهذا كله خير مضاف لأهالينا النوبيين إضافة الى المشاريع الموجودة والتى دخلت الخدمة.



هل هناك مشاريع توقفت ؟!



كانت هناك عقبات كئود تمثلت فى موت 23 مشروعا صغيرا ومتناهى الصغر فى نصر النوبة كل منها يعيل 7 إلي 15 فردا وهى فى انتاج الألبان ومشتقاتها والعسل والأعمال الريفية ، وعندما تم بحثها وفحص أسباب تعطلها وجدنا أنها موزعة على أكثر من جهة وتضارب الاختصاصات والوزارات كانت العائق ، فتولت المحافظة احياء هذه المشروعات وتبنيها لتعود أحسن مما كانت حتى لا تتوقف مستقبلا وتكون تنمية مستدامة وكلفت بها رئيس المدينة لتحديد المسئولية وسرعة الانجاز فعليا ، وحصلنا على منحة من وزير التنمية المحلية لتشغيل 10 مشروعات متوقفة وباقى المشروعات يتم احياؤها الآن سواء التابعة للتضامن الاجتماعى أو المراقبة الريفية التابعة لوزارة الزراعة ، وهناك قرض حسن منه لتدوير بعض المشروعات واصلاح التالف من أدوات التشغيل لضمان استمرارها مستقبلا وسيعود هذا القرض لهم من خلال تحصيله من أرباح المشاريع وإعادة ضخها فى مشاريع جديدة للتنمية.



مصر بتصبح على النوبة



أما الأكثر تأثيرا فهو دعم هائل من «صندوق تحيا مصر» والذى طلبت منه دعم مشروعات التنمية وتشغيل أهالينا فى نصر النوبة حيث استجاب الصندوق استجابة فورية ودعمنا بـ 102 مليون جنيه لمشاريع نصر النوبة حيث ضخت فى شرايين التنمية بأسوان أضعاف ما كان مرصودا فى أعوام كثيرة سابقة ، وطالبت بـ 300 مليون جنيه اضافية من صندوق تحيا مصر من أجل تنمية محافظة أسوان بالكامل ومنها استكمال قرى الظهير الصحراوى بداية بأبريم ومنها مشاريع مياه الشرب والصرف الصحى وشراء 4عربات مطافيء وإحلال وتجديد مستشفى اسوان العام وحضانات الأطفال، وحدات غسيل الكلى وهناك توجيهات بالاهتمام الشديد بنصر النوبة وتنمية القرى المتاخمة لها خاصة المنطقة الواعدة بوادى كركر ومنها قرية نموذجية للسكن بها.



الجناح الثانى للتنمية



أما الجناح الثانى للتنمية بعد التنمية الاقتصادية والزراعية فهو الجانب الثقافى التوعوى ليكون حائط الصد فى مواجهة قوى الهدم بشكل عام وكى يكون المجتمع الأسوانى بكل أطيافه وأفراده وثقافاته لبنة بناء وفريق عمل متناغما متلاحما يد تبنى ويد تعمر وتكف الأذرع السوداء وخفافيش الظلام ، وهذا من نضوج الوعى بالعدو الخارجى الذى يحرك أذنابه ويمدهم بالمال والدعم لهدم المجتمع من الداخل بإزكاء الفتن والمؤامرات والانتفاع على حساب أهل اسوان أنفسهم ، وتجيء الرسالة من خلال القوة الناعمة الثقافة والتربية والتعليم وبرامج الوعى من خلال عمل برامج وأنشطة ثقافية باشراك كل فئات المجتمع الثقافية وبيوت الشباب والندوات والشعر ، ويشارك فيها جميع الشباب الأسوانى سواسية ويقلبون عليها على قلب رجل واحد بحيث تبتعد عن الطرق المباشرة والمملة وتعبر عن رجل الشارع وسيدة المجتمع الأسوانى وتصل بالتكثيف والتنوع إلى أطراف وتخوم أسوان من أقصاها إلى أقصاها حتى القري مترامية الأطراف للم شمل المجتمع الأسوانى وبث الاحساس بأهمية كل أبناء أسوان بعيدا عن افكار التهميش والاقصاء ، بل اتفقنا مع وزير الشباب والرياضة على ارسال مجموعات من شبابنا الواعد وبمختلف المراحل السنية لزيارة معالم مصر وآثارها ومتاحفها بكل معالمها وتنوع موروثها الحضارى والثقافى والبصرى لرفع مستوى الادراك بأهمية وتنوع وثراء التراث المصرى الذى يضم الجميع وشارك فى انتاجه كل المصريين على مختلف ثقافاتهم ومساكنهم ليحسوا بأنهم لبنة مهمة فى بناء الحضارة المصرية وليسوا مهمشين أو «كمالة عدد» وباشتراك اساتذة جامعيين وخبراء سياسيين وأثاريين وعلماء اجتماع وكوادر استراتيجية لشرح عبقرية مصر المكان والانسان وتفرد الوطن الذى يحاول المتطاولون والاعداء تغريبه وبث روح التهميش به وايغار صدور ابنائه.



وفى سبيل ذلك كان لابد من اشراك وزارة الشباب بامكاناتها والاستعانة ببرامجها التثقيفية التوعوية حيث تنظم زيارة لمختلف بقاع الجمهورية ومعالمها التى تنفرد بها على العالم مثل الأهرامات ـ مكتبة الاسكندرية والآثار التاريخية المتنوعة على طول التاريخ فرعونى قبطى اسلامى يونانى اغريقي.. إلخ. كى يحس شبابنا بالفخر بحضارتهم التى هضمت كل الحضارات وقصمت كل ثقافات الاستعمار رغم أساليبه وظلت مصر بتنوعها عصية على الكسر والاستعمار وطيها فى الثقافات الأخري.ولتعظيم فوائدها اشركنا فى هذه القوافل اساتذة وخبراء مصر فى مختلف العلوم المساعدة فى بناء الشخصية وتنقيتها من علماء اجتماع وسياسة واقتصاد واستراتيجيات وعسكريات وآداب ولغة وبيئة.. إلخ.



المشكلة والحل



نعود الى قضايا المواطن الأسوانى بقرى النوبة وهى بكل أمانة وصدق بعد تحليل كل الآراء والجلوس إلى كبار ونساء وشباب المنطقة ألخصها كالتالى :



النوبيون ينقسمون إلى ثلاث فئات



الفئة الأولى حصلت على كامل حقوقها من منزل وأرض وعددهم 17 ألف أسرة تم تسكينهم على مدى السنوات الماضية.



الفئة الثانية : تم تعويض خمسة آلاف أسرة بأرض أو بيت كبير.



أما الفئة الثالثة وعدد أسرها 3385 أسرة نوبية بالتمام والكمال لم يتم تعويضها لا جزئيا ولا كليا.. ونقر بذلك، والدولة تعهدت برعايتهم واستكمال تعويضهم وهى خطتنا الحالية من خلال مؤسسات الدولة أو مشاركة المجتمع المدنى والجمعيات الخيرية.



والآن نتابع اسبوعيا بشكل متكامل وبطريقة منهجية وعلمية فى نصر النوبة والقرى المتاخمة لها التى تمثل كامل النوبة وتتكامل الجهات المانحة والعلمية للقضاء على المشاكل المزمنة التى كانت تعوق استمرار المبانى القائمة على الأرض دون تصدع حيث انها مبنية على أرض رخوة «منتفشة» ما إن يتم تجديد بنائها حتى تتصدع وتنهار مرة أخرى مما يعطل التنمية ولا يحل المشاكل بكل ما يفاقمها وبالبحث عن طرق دائمة ومبنية على المنهج العلمى والبحث أقر اساتذة الهندسة وابحاث البناء «مركز بحوث البناء» بعد عمل مجسات وتحاليل لكل تربة على حدة وتقوم بعمل احلال للتربة وحقن الأجزاء الهشة والضعيفة بالكيماويات الحديثة ونتائجها هائلة وناجحة، فتوقف اهدار المال فى التجديد بلا طائل وإطمأن أصحابها ورصدنا 50 مليون جنيه للاحلال والتجديد حيث تتكلف الثلاثة منازل مليون جنيه وجار تعظيم المبالغ المرصودة للاحلال ، ونحن بصدد رصد 50 مليون جنيه أخرى لأهالينا فى النوبة.



أما القدم الأخرى التى نسير بها لعلاج أوجاع النوبة جذريا فهى الجانب الأهم وهو الجانب التوعوى وهو رسالة ثقافية تربوية لربط الأسوانيين جميعا بكل أطيافهم بالوطن الأم مصر على قلب رجل واحد بتناغم وتلاحم لأن مصر تواجه عدوا داخليا وآخر خارجيا ويتم بترها عن طريق تقوية الجانب النفسى والتربوى من خلال رفع الوعى ببرامج مدروسة ومعدة على أعلى مستوى من خبراء التربية وعلم النفس بندوات توعوية وأفلام وندوات شعرية وحلقات نقاشية ثقافية تعليمية غير مباشرة لاعادة تشكيل الوعى المشوه بالفقر والجهل والتغريب وآفات المجتمع لأسوان دون تفرقة بين نسيج أهالى أسوان المتنوعة طبقا للقرى المترامية الأطراف والمتنوعة بيئيا وتعليميا وفنيا. وخصصنا سيارتين كبيرتين مجهزتين بالأدوات والأجهزة لنقل الشباب دون تحميلهم أدنى تكلفة أو نفقات أو حواجز تحول دون انخراطهم فى الامتزاج بإخوانهم من شباب المناطق الأخرى مع تيسير تبادل الأراء والأفكار واشراك الشباب فى وضع البرامج وتنفيذها واطلاق ابداعهم وخيالهم للوصول الى النضوج الكامل.



ولم ننس جهة التعليم الأساسى والأزهرى حيث قامت كل مدارس اسوان من أقصاها إلى أقصاها على مستوى مراكز أسوان الخمسة التعليمية بتنفيذ برامج الأنشطة التربوية والرياضية والتثقيفية وتنشيط دور المكتبات والمواد السمعية والبصرية وإذكاء روح المنافسة بمسابقات وأنشطة مشتركة ومعارض يشارك فيها كل التلاميذ بمدارسها الأساسية والصناعية والرياضية حيث نملك أكبر مدرسة رياضية على مستوى مصر تمتلك الملاعب والمدربين والمساحات الخضراء والأقسام الداخلية ووفرنا لهم الملابس الرياضية والتغذية السليمة كل هذا مجانا وربطنا المدارس بالأسر وأولياء الأمور وأشركناهم فى الجانب التوعوي. وإذكاء التعليم الدينى من حفظ قرآن وشرح وتطويع الأدوات لخدمة المواطن والفرد الأسوانى بعيداً عن التشويش ومحاولات اصطياد أبنائنا من قوى الشر والدخلاء وأتابع ذلك بنفسى على مدى الساعة مع وضع نظم للرقابة المتكاملة والمتضافرة من جميع وكلاء الوزارات والهيئات المشتركة تحت لواء أجهزة الحكم المحلى والأجهزة الرقابية بالمحافظة وفى سبيل ذلك وضعنا اختبارات قاسية وصارمة لتنقية واختيار أفراد ورؤساء الحكم المحلى وأجهزة الرصد مع مراعاة أولوية الجانب العلمى والمؤهل والشباب ومنهم رؤساء مدن ونواب لا تتعدى سنهم الأربعين والمعيار الوحيد الكفاءة والانجاز ووضعنا لهم برامج لرفع الكفاءة والتدريب المستمر والحساب العسير والرقابة وهذا كله لمصلحة المواطن الأسواني.