الكريتلية أجمل بيوت القاهرة

لازالت أنفاس من سكنوه تدفئ المكان .. أقيمت فيه المآدب و الأفراح تارة وملأه الحزن والبكاء تارة أخرى .. كل شرفة و كل جدار يحكى قصص و أساطير بيت الكريتلية.

يعتبر البيت من أهم الدور الأثرية بالقاهرة ، وهو منقسم إلى بيتين، الأول أنشأه فى العصر العثمانى أحد أعيان القاهرة وهو المعلم عبد القادر الحداد سنة 1540 ، أما الثانى فيعرف باسم بيت الكريتلية نسبة إلى آخر من سكنه وهى سيدة من جزيرة كريت ، وأنشئ عام 1631، أى منذ أكثر من أربعة قرون، ولاتزال هناك العديد من الأسرار التى تنكشف مع الوقت.



يتصل البيتان بواسطة ممر علوى ، قيل أن الضابط الإنجليزى جاير أندرسون - آخر من سكن البيتين- قد طلب من الحكومة المصرية إنشائه ، و لكن الحقيقة التى اكتشفت منذ أربعة أشهر فقط هى أن الممر كان موجودا فى الأصل، وبالتالى يظل سبب إنشائه غامضا . عاش جاير بالمنزل منذ عام 1928 عندما نزعت ملكية البيتين بغرض هدمهما لتوسيع ميدان ابن طولون، ولكن لجنة حفظ الآثار العربية حينها اعترضت على الهدم وتسلمت البيتين وقامت بتجديدهما حتى أصبحا من أجمل البيوت السكنية القاهرية . فى ذلك الوقت تقدم اندرسون بطلب إلى لجنة حفظ الآثار العربية ليسكن البيتين ويقوم بتأثيثهما على الطراز العربى الإسلامى، ويعرض فيهما مجموعته الأثرية النادرة على أن تقوم الحكومة المصرية بتحويل البيتين إلى متحف يحمل اسمه عند وفاته أو مغادرته مصر . وبالفعل قسم البيت إلى مايقرب من 27 غرفة كل منها تحمل طرازا مختلفا كالفارسى و الدمشقى و الصينى و الفرعونى.



وفى سنة 1941 غادر جايرنهائيا تاركا وديعة بمبلغ 19 ألف جنيه، و مجموعة نادرة من القطع الأثرية، وتحول المبنى بقسميه إلى متحف تعرض فيه أهم القطع الأثرية من العصور المختلفة.