.. وماذا بعد وعد السيسى؟
فى ظل أزمة اقتصادية خانقة هل يكفى أن نعيش الحلم وأن ننتظر تحقيقه أم أن تحويل الأحلام إلى حقيقة رهن أساسا بقدرة الذين يحلمون على أن يحدثوا بأنفسهم قدرا من التغيير فى الفكر والسلوك يتناسب وحجم الحلم فى تخفيف الضائقة وعبور الأزمة.
وعندما يتحدث الرئيس السيسى عن ضرورة امتلاك الصبر لمدة 6 أشهر قادمة فإن ذلك الوعد لا يمكن ترجمته إلى واقع ملموس إلا إذا تكاتفت إرادة الشعب بأكمله على ضرورة القبول بمتطلبات التغيير الجمعى الذى ينتقل بشعبنا كله من مقاعد المشاهدين إلى مواقع المشاركين فى برنامج وطنى لتعظيم الأداء فى كل المجالات لأن العبور المنشود ليس فقط رهنا بقرارات تصدر واستراتيجيات تعتمد وإنما هو أمر يتطلب توجها صادقا لإعادة الاعتبار لقيم العمل الشريف المنتج.
ليست المسألة إذن مرتبطة بعبور مرحلى لمحاصرة غلاء الأسعار وتحقيق الاستقرار النسبى فى سوق الدولار عندما يحين موعد انتهاء مهلة الـ 6 شهور وإنما المسألة تتعلق باستغلال هذه المحنة وتحويلها إلى منحة لكى تؤدى فى النهاية وعلى المدى الطويل إلى حسن تنظيم الجهد الوطنى وتوجيهه صوب الاتجاه الصحيح الذى يسمح لنا بأن نستثمر إلى أقصى حد ممكن كل إمكاناتنا الذاتية المتاحة وذلك بدقة الأداء وحسن إتقان العمل والحرص على الجودة وعدم حجب الفرص عن أصحاب الموهبة والمعرفة والخبرة لكى يأخذوا مكانهم الطبيعى فى قيادة مواقع العمل الإنتاجية والخدمية بالكفاءة الواجبة.
وهذا الذى تحدثت عنه لبناء جسور دائمة للعبور الاقتصادى وليس مجرد جسور مرحلية لأزمة طارئة ينبغى أن يسبقه بناء جسور متينة من الشفافية والمصارحة كأحد أهم عناوين بناء مصر الجديدة التى وعدنا بها السيسى منذ عامين قبل أن نستقبل وعده الأخير بمهلة الشهور الستة المقبلة لتبدأ بعدها الانفراجة المرجوة!
خير الكلام:
<< الحياة مثل الماكينة إذا أدرتها بأكثر من احتمالها احترقت وأحرقت كل ما حولها!