أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
500 أغنية ولم يبق فى الذاكرة سوى القليل
عام الغناء الرمادى بطعم السكر المر!
30 ديسمبر 2016
أحمد السماحى

المتأمل للمشهد الغنائى فى 2016 سوف يصاب بحالة إحباط شديدة، فرغم أن سوق الكاسيت المصرى شهد طرح 40 ألبوما مصريا ولبنانيا، و10 ألبومات خليجية، لكبار وصغار المطربين،لكن وبعيدا عن مفهوم التفاؤل والتشاؤم، ووفقا لما سمعناه وشاهدناه من كليبات على الفضائيات، نسارع بالقول إنه عام مضى رمادى بلا أى أثر فنى عربي، فلم نستمتع بصوت جديد مبهر يذكرنا بالأساتذة «هانى شاكر، على الحجار، محمد الحلو، محمد ثروت، مدحت صالح،أوأنغام،عفاف راضي، أصالة، سميرة سعيد، لطيفة» أو غيرهم من أساتذة الغناء، الذين كثيرا ما تفاعلوا مع الأحداث الجسام ليخيم الدفء على حياتنا الملونة بالدم الأحمر القانى جراء الإرهاب، والذى كان يمكن أن يكون أكبر حافز على الغناء فى حياتنا العربية الممزقة أشلاؤها فى «سوريا – ليبيا – العراق – اليمن».


......................................................................



أيضا لم نستمتع بأغنيات تخاطب الوجدان باستثناء قلة قليلة جدا تعد على أصابع اليدين، منها: «غيرت مبادئ» و«مخلصة «كارول سماحه»، « النهاية واحدة، انتبه ع حالك، بتقلى بحبك، بعدك بتحبو» وائل جسار، «سهرنا يا ليل» إليسا، الشهيد» لمحمد الحلو، «عيش وسكر ووطن»، أصالة، « وأنت ماشى فى مصر، غلطة عمرك، برواز صورتك» هانى شاكر، «فريسكا، وقلبك رخام «فيروز كراوية، «نلتم الأمجاد» لمحمد ثروت وأنطوان عياد»، «وحشتنى دنيتي» لحسين الجسمي، « طالق» إيهاب توفيق، «المتسلطن» أحمد عدوية، و«إوعديني» رامى جمال، «سيد سيدي، الأمل الأخير» خالد سليم، «فرحي» هيثم نبيل، «بنت أبوي» شذا، واستعاد الجمهور مرة أخرى سماع ألبومى أنغام وسميرة سعيد اللذين طرحا فى 2015. الواضح إن هذا العام الغنائى لم يكن حيا، ولا يستحق أن يدخل فى رحاب التاريخ الإبداعى إلا من باب زيادة العدد، وهذه كارثة حقيقية، ربما يحمل هذا الكلام فى جوهره الكثير من المرارة ولكنها حقيقة، فى ظل غياب غنائى مصرى وعربى جميل ومؤثر فى القلوب والعقول، لذا لجأ كثير من الجمهور فى البيوت إلى برامج اكتشاف المواهب، لأنها تذكرنا بأمجادنا من الغناء الشرقى الجميل، وبعضهم أقبل بقوة على مهرجان الموسيقى العربية الذى احتفل هذا العام بمرور ربع قرنه على بدايته. وبنظرة سريعة على سوق الكاسيت فى 2016، يمكن أن نلخصه فى إزدهار الحفلات الغنائية، عودة المطربين الغائبين، إنتشار الأغنيات ــ المنفردة ــ « السينجل»، فقد افتتح العام الملحن والمطرب أحمد الحجار بألبومه المتميز «أبويا الحبيب» الذى أعاد من خلاله غناء بعض الأغنيات التى تغنى بها، وتغنى بها غيره من المطربين، حيث قدمها بتوزيع جديد، وبعده بأيام قليلة قدمت الجميلة فيروز كراوية ألبومها الثانى المتميز « قلبك رخام» الذى سبحت فيه كعادتها ضد تيار الألحان و الكلمات الاستهلاكية فى مصر، وفى نهاية شهر يناير طرح كريم محسن « أنا عربي» الذى ننصحه بالتفرغ للتلحين والابتعاد عن الغناء.وتوقف طرح الألبومات فى شهر فبراير الذى نشطت فيه الأغنيات «السينجل»، ومع شهر مارس طرحت شيرين عبدالوهاب أغنيات مسلسلها «طريقي»، وفى نفس الفترة طرح وليد توفيق ألبومه «حبينا»، وتوالى طرح الألبومات لكبار المطربين فى مواسم شم النسيم، والصيف، مثل تامر حسنى «عمرى ابتدا»، كاظم الساهر «كتاب الحب»، أصالة «أعلق الدنيا»، إليسا «سهرنا يا ليل»، وائل جسار «عمرى وذكرياته»، أحلام «يلازمنى خيالك»، محمد عبده «عالى السكوت» و« يا راحلة»، هانى شاكر» إسم على الورق» و«كن فيكون»، عمرو دياب «أحلى وأحلي» و«أسماء الله الحسني»، رامى جمال «مالناش إلا بعض»، جوليا بطرس « أنا مين»، يارا «مو محتاجكم»، جنات «بنفس الكلام»، خالد سليم « أستاذ الهوي»، وغيرها من الألبومات.



عام السُكَر الغنائي



جدير بالذكر أن عام 2016 الغنائى يعد انعكاسا حقيقيا للحياة الاجتماعية والسياسية فى مصر والعالم العربي، والدليل على ذلك غناء أكثر من مطرب للسكر الذى إرتفع سعره، واختفى من الأسواق بسبب جشع التجار، حيث استخدم كل مطرب كلمة «السُكَر» حسب توجه أغنيته، فغنى المطرب والملحن أحمد الحجار أغنية بعنوان « السكر غلي» من ألحانه، وكلمات الشاعر الراحل رضا أمين يقول مطلعها: «السكر غلى وأنا أحلى بإيه / وفى قلبى حلى طعمه كده ليه».



وغنت أصالة رائعتها الوطنية التى قدمتها ككليب فى عيد الأضحى المبارك مع المطرب أحمد فهمى «عيش، سكر، وطن»، كلمات الدكتور محمود طلعت، ألحان إيهاب عبدالواحد، توزيع نادر حمدي، والتى تعتبر أغنية العام نظرا لما لمسته من وتر حساس عند الجمهور، حيث حملت رسالة إنسانية للعالم كله، وتصف الحالة اليومية للمواطنين السوريين تحت القصف، وذلك عبر مكالمة هاتفية بين زوج وزوجته، وردد البعض مع المطربة الشعبية هدي، أغنيتها « السكر بره».



اعتزال شيرين وعودتها!



مع بداية شهر مارس أعلنت شيرين عبدالوهاب اعتزالها الغناء لأسباب عائلية خاصة بها، وبعد أربعة أيام من الجدل الذى صاحب إعلانها الاعتزال ، تراجعت عن القرار، حيث أوضحت أن التراجع جاء استجابةً لكل جمهورها ومحبيها فى العالم العربي، واحتراماً لكل زملائها الفنانين وأساتذتها، والناس الذين طالبوها بالعودة، وقالت إنها تتمنى من الله عز وجل أن تكون على قدر المسئولية التى حملها لها الجمهور .



ولم يكن خبر اعتزال شيرين هو الذى أثار ضجة فقط، ولكن صاحب مشاركتها الغناء فى حفلات «مهرجان بعلبك» يوم 26 أغسطس، ضجة كبري، حيث لاقت هجوما كبيرا من بعض النقاد اللبنانيين لوقوفها على خشبة المهرجان الغنائى اللبنانى الأعرق، ولم يشفع للنجمة المصرية نجوميتها ولا عمرها الفنى الذى اقترب من الخامسة عشر عاما، وتقديمها لمجموعة كبيرة من الأغنيات الناجحة.



فضيحة سعد المجرد



يوم الأربعاء 26 أكتوبر صدم المطرب المغربى سعد المجرد جمهوره على أثر اعتقاله من قبل السلطات الفرنسية فى باريس، بعد أن تقدمت فتاة بشكوى ضده بـ«محاولة الاغتصاب».



تهريب جسار للدولارات



وفى أجواء المطاردة، تم القبص على المطرب وائل جسار فى مطار القاهرة بعد زيارة قصيرة لأم الدنيا، وعودته إلى بلده لبنان، ففى أثناء تفتيشه فى صالة الخدمة المميزة عثر معه على مبلغ 50 ألف دولار، وهو ما يخالف القانون المصرى الجديد الذى ينص على عدم حمل المسافر لمبلغ يزيد عن 5 آلاف دولار أو ما يعادلها من العملات الأخري، ومن جانبه أسرع المطرب اللبنانى بعدم معرفته أى شيء عن هذا القانون الجديد، وعليه تمت إحالته إلى النيابة للخضوع إلى التحقيق، لكن الفنان هانى شاكر نقيب المهن الموسيقية فور علمه بالأمر أجرى عدة اتصالات بطرفى الأزمة، واتفق على إنهاء الأمور بسداد نسبة من المبلغ المضبوط حسب ما ينص عليه القانون، وأجرى اتصالا بجسار الذى وافق على اقتراحه، وتم التصالح بعدها وإنهاء الأزمة.



نجوم عالميون وعرب فى مصر



أحيت المطربة اللبنانية الكبيرة ماجدة الرومى حفلا ناجحا فى شهر مايو الماضى تحت سفح الأهرامات على مسرح الصوت والضوء، وعلى نفس المسرح وبعد أيام قليلة من حفلها أحيا الشاعر والملحن والمغنى البريطانى «كريس دو بيرغ» حفلا غنائيا ليلة 26 مايو، أما الموسيقار العالمى «مايكل بولتون» فقد قدم حفلا غنائيا نجاحا للمرة الأولى فى مصر يوم 21 أكتوبر بأرض المعارض بالقاهرة، وذلك تحت رعاية وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة، كان الحفل فى إطار الجهود التى تبذلها الوزارة لبث صورة إيجابية عن مصر من خلال أجندة فعاليات فنية وثقافية ورياضية، كما أحيا كل من «راغب علامة، إليسا، وائل جسار، رامى عياش، أحلام، كارول سماحه»، حفلات أخرى ناجحة.



عودة الغائبين



فى قلب المشهد الغنائى لعام 2016 لوحظ عودة عدد كبير من المطربيين للغناء بعضهم كانت عودته من خلال أغنية منفردة، مثل المطربة الكبيرة «نجاة» التى سجلت أغنية «كل الكلام» كلمات الراحل عبدالرحمن الأبنودي، وألحان السعودى طلال، وتوزيع يحيى الموجي، ومن المقرر طرحها قريبا، كما عادت اللبنانية سميرة توفيق، لتشرق من جديد حيث أحيت بعد غياب طويل امتد لأكثر من19 عاما حفلا رائعا على مسرح «ربيع سوق واقف» أمام جمهور عريض تجاوز الثلاثة آلاف متفرج، وخلال الفترة القادمة ستعود نجاح سلام مصر لتشدو بأغنيتها الجديدة «احضنولى مصر». والعودة لا تقتصر على جيل معين فى قلب خريطة الغناء العربي، فها هو المطرب العراقى الكبير سعدون جابر، أحد أعمدة الغناء العراقى يعود للساحة الغنائية بقوة، بعد أن قرر الاستقرار فى مصر، وتقديم ألبوم غنائى يجمع ما بين اللون العراقي، واللون المصري، كما قرر المطرب اللبنانى نهاد طربيه، هو الآخر العودة للغناء من خلال ألبوم غنائي. كما يلاحظ أيضا عودة أكثر من مطرب كانوا ابتعدوا لسنوات طويلة عن سوق الكاسيت، بعضهم وصل غيابه إلى عشر سنوات، مثل شيماء سعيد، التى طرحت ألبومها «حلم حياتي»، وكذلك شذى التى رجعت بألبوم قوى بعنوان « أنا لوحدي»، وحسام حبيب بألبومه الجميل «فرق كتير»، وإيساف بألبومه «الحقيقة»، وإيهاب توفيق بألبوم «كل يوم يحلو»، ووليد توفيق بألبوم «حبينا»، ومحمد قماح بألبومه «أحلى من اللى فات»، رولا زكى « هعيش»، وأكمل « سايب علامة».



أغنيات وكليبات سينجل



كانت البداية مع عاصى الحلانى الذى طرح مع بداية شهر فبراير كليب «قومى ارقصيلى بعد» كلمات نزار فرنسيس، ألحان عاصى الحلاني، توزيع عادل عايش، وكان سبق وطرح الأغنية « كسينجل» فى نهاية شهر ديسمبر 2015 ، وفى نفس الفترة تم طرح الكليب الشهير «القاهرة» الذى جمع لأول مرة عمرو دياب مع محمد منير، والأغنية كلمات تامر حسين، لحن أحمد حسين، توزيع أسامة الهندي، وسبق طرحها حملة دعاية ضخمة كأول « ديو» يجمع بين الهضبة والكينج، لكنه جاء مخيبا للآمال، ولم يكن «ديو» بالمعنى المعروف!، حيث تم التركيز بشكل كبير على دياب، مما جرد العمل من طبيعته الثنائية، لكنه جاء كاستغلال لنجومية نجمين كبيرين فى عالم الغناء. الطريف أنه أثناء ضجة كليب «القاهرة» قدم المطرب الكبير هانى شاكر كليبا وطنيا رائعا بعنوان «وأنت ماشى فى مصر» كلمات محمد البوغه، ألحان أحمد زغلول، توزيع أسامة عبدالهادي، وتفوق فيه شاكر على عمرو دياب رغم طرحه فى صمت ودون أى دعاية تذكر، لكن لحن الأغنية الشجى الشرقى وعذوبته، جعل الأغنية تحتل مكانا بارزا فى أغنيات الوحدة الوطنية. وقدم حسين الجسمى لونا موسيقيا جديدا عليه من خلال أغنيته «وحشتنى دنيتي» كلمات خالد تاج الدين، لحن وليد سعد، توزيع طارق عبد الجابر، وحققت الأغنية نجاحا كبيرا، كعادة الجسمي، خاصة تلك الأغنيات التى يغنيها باللهجة المصرية، كما تم الإفراج عن الدويتو الذى جمع بين آمال ماهر، ووائل جسار، فى برنامج «كوك استوديو» بعنوان «عيشها» كلمات هانى صارو، لحن مدين، توزيع أحمد عبد السلام، وفى نهاية العام قدمت آمال «ديو» جديد مع المطرب الخليجى راشد الماجد بعنوان «لو كان بخاطري»، .وأطلق وائل كفورى أغنية بعنوان «هلا تا فقتي» كلمات منير بوعساف، لحن ملحم أبو شديد، وجاءت مكملة لأغنيته الجميلة «لو حبنا غلطة»، وبعد النجاح الساحق لأغنية «لمعلم» شهد عام 2016 أغنية جديدة للمطرب سعد المجرد بعنوان «غلطانة»، تعاون فيها مع الملحن المغربى جلال الحمداوي، والموسيقار الإيطالى ريكى بورتير، للوصول الى موسيقى جذابة تجمع ما بين الثقافتين، كما صورها على طريقة فيديو كليب، تحت إدارة المخرج أمير الرواني. وطرح آدم أغنية بعنوان «سعادة مؤقتة» من كلمات على المولي، ألحان وتوزيع محمود عيد، وبعد غياب سنوات طرح محمد فؤاد، أغنية بعنوان «ناوى على سهرة» من ألبومه الجديد، الأغنية كلمات أيمن بهجت قمر، ألحان وليد سعد، توزيع أمير محروس، وقدمت كارمن سليمان أغنية «ما يستهلوشي»، وخاضت الفنانة أمينة خليل تجربة الغناء لأول مرة، وقدمت ديو غنائى مع زاب ثروت بعنوان « نور» فى إطار دعم قضايا المرأة. كما أهدى وائل جسار لمصر أغنية بعنوان «بحبك يا مصر» كلمات محمد رفاعي، لحن وليد سعد، توزيع عادل عايش، وأسعد المطرب أحمد سعد جمهوره من خلال أغنيتين، الأولى «أنا حد تاني» كلمات عماد عبيد، توزيع أشرف البرنس، والثانية «صلوا بينا على نبينا»، بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف، كما طرح حكيم أيضا أغنية دينية بعنوان «مسك الختام» كلمات أمل الطائر، ألحان وحيد المليجي، توزيع كريم عبدالوهاب، وكان المطرب الشعبى أحمد شيبا ظاهرة 2016 بأغنيته «آه لو لعبت يا زهر» التى حققت نجاحا كبيرا جراء تماسها مع الواقع الاقتصادى الضاغط على حياة المصريين، حيث ترجمت أحلام كثير من البسطاء والفقراء الذين يعانون من تلك الحالة.



مواليد 2016



يعتبر عام 2016 أفقر الأعوام من حيث المطربين الجدد، حيث لم يظهر فيه إلا ثمانية مطربين فقط هم محمد رامو «واخدها جد»، ماجد المدنى « قطعة مني»، هيثم نبيل «مرحلة جديدة»، حسن نصير « ما بين الناس»، أيمن الرفاعى « أنا قلبى مات»، نبيل « قلبى حبك»، إيساف قمرى « فى خيالي»، فؤاد عبدالواحد الذى قدم ألبوم يحمل اسمه.وفى النهاية نتمنى ونحن على أبواب سنة جديدة، أن يكون عام 2017 أكثر جمالا وقيمة من 2016 ! وتعود الأغنية كما كانت فى الماضى ملاذا للهرب من متاعب الحياة، ومرفأ آمنا يجنبنا كل شرور الإرهاب.