أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
بهية
19 ديسمبر 2016
‎مى الخولى

طفلة جاوز عمرها العشرين، تطل عليك بعين لم تزل ضاحكة مستبشرة، وكأنها لم تعش في الحياة سنينا، ولم تشيبها التجارب واختبار الناس، تبتسم فتبدو كل أسنانها في بلاهة تعيدك لفطرتك بريئا.





تضيق بيدها أين تضعها إذ ما باغتها ناظر، فتضعها علي وجهها خجلا وتلعثما. صديقة.. صحبت زوجها عمرا، حتي تشابهت ضحكاتهما وطلات وجهيهما الناضحة بالرضا، تمسك بيده ما حيت، أبدا لاتفلتها من حضن يديها الحانيتين، يعوضه لينها عن قسوة مايجده في سعيه علي رزقهما، يتعكز عليها فتطيب الرحلة بحسن الرفقة. يخيل إليك بثيابها الرثة أنها أفقر أهل الأرض ، وهي المالكة لخير ما وجد على الأرض، هي مانحة الحب والرحمة والود واللين لكل من حولها، حاكت بثوبها عشرات الرقعات من كل لون وشهدت قسوة العيش وضيق الرزق ، فجادت بفرح الرضا مزينا لوجهها، تفتقر الطعام وتمنحه بحب، لتبقي بهية رغم كل شيء . قوية .. آثار يديها بارزة في كل حقل،القاصي والداني يعرف أنها نعم السند ، ساحرة إذ ما تزينت.. صور للمرأة في ربوع مصر من أرشيف حسام علوان .. بهية رغم كل شىء.