أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
تعديات ..وصيد بالكهرباء فى البحيرات
4 ديسمبر 2016
تحقيق ــ إبراهيم العشماوى;
مراكب صيد غارقة فى ورد النيل


◄ المنزلة تتطهر من البلطجة



◄ إزالة التعديات والحشائش بـ 95 فدانا وإعادتها للصيد الحر



◄ مديرية أمن الدقهلية: تنشيط دور شرطة المسطحات المائية وتطبيق القانون بحزم



◄ المحافظ:  حظر وتجريم صيد الأسماك بالأدوات والآلات والشباك الممنوعة أو المواد السامة



 



إدكو، المنزلة .. بحيرتان تتعرضان للعديد من المشاكل والتعديات، الأولى قتلها الإهمال والعشوائيات حتى تقلصت مساحتها من 17 ألف فدان الى 3 آلاف فقط فى 30 عاما وانخفض إنتاجها وتوقف الصيادون عن الصيد بها بسبب سطو البلطجية وأصحاب النفوذ على مساحات منها،



بجانب تصريف المصانع فى البحيرة، والثانية يتعرض صيادوها لتهديد مسلحين وبلطجية يفرضون عليهم إتاوات وإلا يستولون على ما يصطادونه، أو ينفذون تهديداتهم، ويقوم البعض بالصيد بالصعق بالكهرباء وأقفاص الدجاج النافق، إلا أن المنزلة شهدت فى الآونة الأخيرة عدة حملات مكبرة على بحيرة المنزلة بتوجيهات من اللواء مصطفى النمر مدير الأمن، والتى نجحت فى إزالة ما يقرب من 60 فدانا تعديات وإعادتها للصيد الحر مرة أخرى، وهو ما رصدناه فى السطور القادمة لجولات ميدانية على أرض الواقع.



تزايدت فى الفترة الأخيرة أعمال التعديات والبلطجة واستخدام الأسلحة النارية داخل بحيرة المنزلة والتى حرمت صغار الصيادين فى مدينة المطرية ــ وعددهم عشرات الآلاف ــ من ممارسة نشاطهم وهددت مصدر رزقهم، بل حياتهم.وفى جولة لـ (تحقيقات الأهرام) بمدينة المطرية لاحظنا حالة التذمر الشديد من بعض الصيادين الذين تجمعوا للتعبير عن صرخاتهم أكثر من مرة أمام هيئة الثروة السمكية، لانتشار الحشائش وورد النيل وتوقف حركة الصيد بشكل كبير بسبب حوادث التهديد بالقتل التى يتعرض لها الصيادون.





 



يقول ياسر العاصم إنه فوجئ فى أثناء اصطياده فى الصباح الباكر بمسلحين أخذوا منه السمك والمعدات، وهددوه بالقتل فى حالة نزوله البحيرة مرة أخري، كما يؤكد محمد السيد سرحان أحد الصيادين أن بحيرة المنزلة أصبحت مكانا خطرا والعصابات تواجه من يقترب منها بالقتل فـ» الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود».ويشكو كامل منتصر - صياد- من صرف مخلفات الصرف الصحى فى مياه البحيرة، مما يعمل على زيادة الحشائش والغابات التى تقتل السمك، بسبب تحويل الماء من جار إلى راكد، مشيرا إلى أن السمك يموت بسبب الحشائش التى تتغذى وتنمو على مياه الصرف الصحي، والذى يعيش منه ويصل إلى المواطنين يسبب فشلا كلويا وأمراضا عديدة.



وقال العربى أبو يوسف: تواصلنا مع مسئولى المسطحات، ومسئولى الثروة السمكية، ولكن دون جدوي، مشيرا الى أن شرطة المسطحات لا تخرج ليلا، فيستغل البلطجية هذا الوقت ويتجمعون داخل البحيرة، يفرفوض إتاوات على من يريد الصيد بالبحيرة. ويتساءل محمد سرحان: أنزل البحيرة للصيد حتى أوفر 10 جنيهات، ويأتى البلطجية ويفرضون عليه دفع 300 جنيه للساعة، فأى عدل هذا؟.



صيد بالكهرباء



وتحدث الصيادون عن معوقات أخرى أثرت بالسلب على بحيرة المنزلة ومواردها الطبيعية، منها: الصيد بالكهرباء الذى يتسبب فى أمراض عديدة بسبب موت السمك، ويعمل على تهجير الأسماك من البحيرة، والصيد بالفراخ الميتة، حيث يضعون الدجاج الميت داخل شباك وصناديق معينة، تجذب إليها القراميط، فيسهل اصطيادها.



وقال محمد عطية أحد أهالى المطرية إنه قدم بحثا شاملا لإعادة إحياء بحيرة المنزلة، عن طريق التخلص من النباتات الطافية بالبحيرة والتى تعوق حركة الصيادين داخلها، وتؤثر على الثروة السمكية، بإطلاق المياه المالحة على البحيرة حتى تقتل هذه النباتات، وتعود الحياة للبحيرة من جديد.



وأضاف عطية أن مستشفى المطرية والذى وصفه بالصرح العملاق خاو على عروشه، مشيرا إلى ان المستشفى بناء رائع ولكن دون أطباء، أو خدمات، ونحن الصيادون ليس لنا تأمين صحي، ومن يعانى مرضا لا يقدر على استخدامه ولا يستفيد منه، بسبب عدم وجود الأطباء والأدوية المدعمة.



ويرى السعيد عوضين ــ صياد ــ أن تطهير البحيرة لا يحتاج حفارات ولا كراكات وإنما الحل الأمثل تحويل مصرف بحر البقر إلى سيناء، وإلغاء جميع مصارف المصانع داخل بحيرة المنزلة، وتشغيل الشفاطات الموجودة داخل البحيرة بجدية، ورفع المياه المالحة إلى البحيرة بماكينات رفع حيث إن منسوب بحيرة المنزلة أعلى من منسوب البحر الأبيض بنحو 1 متر تقريبا مما يجعل المياه المالحة لا تأتى إلى البحيرة .



عصابات مسلحة



ويؤكد السيد زكريا رجب انتشار العصابات فى بحيرة المنزلة وعلى فترات تختفى لعدة شهور ثم تعاود نشاطها من جديد فمنذ نحو شهر تمت سرقة ثلاثة مواتير بحر بالإكراه، ثم جرت سرقة خمسة مواتير بحر وكذلك التعدى بالضرب على الصيادين وتحت التهديد بالسلاح، فهذه العصابات مسلحة بالبنادق الآلية والسواطير والسيوف وتم إبلاغ الشرطة وعمل المحاضر لكن الغريب أن بعض الصيادين المعتدى عليهم سحبوا بلاغاتهم وغيروا أقوالهم خوفا من العصابات أو مقابل تعويضهم بفتات من المال.



ويضيف أن متوسط ثمن الموتور 40 ألف جنيه وهذه العصابات تبيعه لأناس معدومى الضمير بعشر ثمنه أو يزيد قليلا.



وشدد طه الشريدى نقيب الصيادين بالمطرية على ضرورة القضاء على أشكال التعديات، والقبض على من يروعون الصيادين، ويعتدون عليهم بالضرب، الأمر الذى وصل للصعق بالكهرباء فى محاولة لقتلهم، وكانوا فى السابق يقومون بتخويفهم بإطلاق أعيرة نارية فى الهواء.



الفشل الكلوى



من ناحيته يرى النائب محمد العتمانى عضو مجلس النوب عن دائرة المنزلة المطرية أن الإهمال والتعديات طال بحيرة المنزلة لدرجة أضاعت مساحات كبيرة منها، وتلوثت مياهها وأصيب الصيادون بأمراض الفشل الكلوى والكبدى وفيروس سي، مشيرا إلى أن التلوث ناتج عن استقبال مياه البحيرة نحو 7500 مليون متر مكعب سنويا من الصرف الصحى والزراعى والصناعى غير المعالج.



ويضيف العتماني: بحيرة المنزلة تمتلكها حاليا مجموعة من الأفراد الإقطاعيين حولوها إلى بيئة طاردة للصيادين ممتهنى الصيد الحر إلى البحر الأحمر أو البحر الأبيض، ليتعرضوا لخطر الموت غرقا، مؤكدا أن هذا وقت تدخل الدولة لتطهير بحيرة المنزلة كى تعود لسابق عهدها كمصدر أمن غذائى لمصر وثروة قومية يجب الحفاظ عليها، مشيرا إلى أن القيادات الأمنية بشرطة المسطحات وعدت بشن حملة مكبرة وعلى مدار 35 يوما داخل البحيرة لإزالة التعديات عليها، وحماية أصحاب الصيد الحر، كما سبق أن تقدم بطلبات إحاطة حول البحيرة وطالب جميع الجهات المسئولة بالتدخل لحماية ما تبقى منها.



حملات أمنية



من جانبها شنت مديرية أمن الدقهلية عدة حملات مكبرة على بحيرة المنزلة بتوجيهات اللواء مصطفى النمر مدير الأمن وبرئاسة العميد محمد الهلالى مدير إدارة شرطة البيئة والمسطحات بالدقهلية ونجحت بإزالة ما يقرب من 60 فدانا تعديات وإعادتها للصيد الحر مرة أخري، وذلك بعد توفير التمويل اللازم من محافظ الدقهلية لتأمين السوائل اللازمة من سولار وزيوت للحفارات المضبوطة للعمل، كما نجحت حملات أخرى فى تنمية وتطوير 15 فدانا تقريباً وإزالة السدود والأحواش فى 20 فدانا بمنطقة لجان بمعدات منطقة الثروة السمكية بالمطرية، ومعدات مجلس المدينة، والتى شارك فيها علاء الدين كامل عوض، رئيس مركز ومدينة المطرية بقيادة اللواء أحمد الدهبى مساعد المدير لفرقة الشمال ومجموعات قتالية من الأمن المركزي. فبحيرة المنزلة تحتل أهمية كبرى فى سياسة وزارة الداخلية ومديرية الأمن وتعد صماما للأمن القومى وبالفعل تم التوجيه بتكثيف الحملات الميدانية وتنشيط دور شرطة المسطحات المائية للتصدى لكل أنواع البلطجة وحماية الصيادين، حيث إن شرطة المسطحات نجحت أخيرا فى التصدى للتعدى على بحيرة المنزلة واقتطاع أجزاء كبيرة منها بشكل مخالف، وتم تنفيذ مأموريات أسفرت عن ضبط حفار يستقطع مساحات من البحيرة وينشئ أحواشًا وسدودًا على مساحة 50 فدانًا داخل البحيرة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال تلك الواقعة والتحفظ على الحفار .



قرارات وإجراءات



وأكد محافظ الدقهلية حسام الدين إمام أنه وجه رئيس مدينة المطرية بالتنسيق مع فرع هيئة الثروة السمكية لشن حملة مكثفة لإزالة التعديات على شاطئ بحيرة المنزلة، ودراسة أسباب توقف الإعانة المالية التى كانت تصرف لبعض الصيادين واتخاذ الإجراءات اللازمة.



وقال إنه أصدر قرار إزالة رقم 24 لسنة 2016، بحظر وتجريم صيد الأسماك ببحيرة المنزلة، بالأدوات والآلات والشباك الممنوع الصيد بها، أو بالمواد السامة أو القاتلة للأحياء المائية، أو المفرقعات أو بالصعق الكهرباء.



وتضمن القرار حظر صيد «الزريعة» السمك الصغير، من البحيرة وضبط جميع السيارات المحملة به، غير المعلومة المصدر، وتسليم الزريعة لمنطقة الثروة السمكية ، كما قرر منع الصيد بإقامة الحواجز، أو الحوض أو «اللبش» أو»الزلاليق» أو أى نوع من أنواع السدود أو الحواجز، أو استعمال آلات رفع المياه داخل البحيرة أو على شواطئها.