أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
الترجمة «جسر العبور» للتنمية الثقافية
4 ديسمبر 2016
تهانى صلاح

يقول بوشكين شاعر روسيا العظيم «إن المترجمين هم خيول بريد التنوير» والترجمة واحدة من أهم أدوات التواصل بين الشعوب والحضارات، وقد أدرك العرب منذ وقت مبكر أهميتها فتوسعوا في جميع مجالاتها فكانت من أهم أسباب تقدمهم وتطورهم.


والتاريخ يؤكد أن الحضارة البابلية والآشورية والمصرية تبادلت عبر الترجمة بعض الوثائق والقوانين بالإضافة إلى المؤلفات الفكرية والأدبية، وأخذت الحضارة اليونانية خلاصة تلك المعارف حينما كانت ترسل طلابها إلى مكتبة الإسكندرية القديمة التى لعبت دوراً تاريخياً فى عملية الترجمة، فكانت أول مركز علمى أدبى فى التاريخ الإنسانى استقطب كبار العلماء وطلاب العلم من مختلف دول العالم .ومع نشأة الدولة الحديثة فى مصر على يد محمد على باشا شهدت الترجمة انتعاشة فى العالم العربي والتى تمثلت فى عدة طفرات بدأت مع إنشاء رفاعة الطهطاوى مدرسة للمترجمين عرفت بمدرسة الألسن .ومع بداية القرن العشرين وبالتحديد فى عام 1914كانت الطفرة الثانية عندما أنشئت لجنة التأليف والترجمة والنشر التى جمعت بين أحمد أمين وطه حسين وغيرهما من الأساتذة الرواد ومعهم جيل من الشباب. وتمثلت الطفرة الثالثة فى مشروع الألف كتاب الذى أقامه د.طه حسين. وتتابعت المسيرة بالمشروع القومى للترجمة عام 1995 والذى تحول بعد ذلك إلى المركز القومى للترجمة والذى استطاع أن يترجم عن أكثر من 35 لغة أصلية، وهو المشروع الذى يقود قاطرة الترجمة فى مصر.ولأن مصر كانت ومازالت تنهض بالمشاريع الثقافية الرائدة فكان من الطبيعى أن تحتضن الملتقى الدولى للترجمة والذى عقد منذ أيام ليضع خطة ثقافية قومية للترجمة بمشاركة كل المثقفين العرب ليكون ركيزة قوية لسد الثغرات الثقافية التى يعانى منها العالم العربي.



فالترجمة بحق ـ كما قال المترجم التونسى الكبير عبد السلام المسدى ـ جسر العبور للتنمية الثقافية.