أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
«شبح» الإرهاب يخيم على الحياة فى فرنسا
3 ديسمبر 2016
باريس ــ نجاة عبد النعيم
اعتداءات باريس 2015

بعد مرور عام علي الاعتداءات الدامية التي شهدتها باريس في 13 نوفمبر 2015,مازال شبح الارهاب يخيم علي البلاد ويجعل السلطات الفرنسية في حالة تأهب ويقظة مستمرة.وهاهو جهاز الاستخبارات قد يترقب بحرفية اجراءات التتبع لحشد ضخم من المشتبه فيهم والذين تربطهم بالجماعات الإرهابية اي علاقة من قريب او بعيد.


فمنذ وقوع تلك الهجمات العام الماضي كثيرا ما يتواتر علي مسامعنا نجاح قوات الداخلية الفرنسية في تفكيك بعض الشبكات الارهابية او توقيف لافراد علي علاقة بها والواقع ان الشباب الذي يجتذبه الارهاب ويطوعه ضد المجتمع امر يندهش له الفرنسيون، حيث ان هؤلاء المتورطين في هذه الجرائم التي تصل للابادة كانوا يعيشون بينهم وغالبا لا تظهر عليهم اي علامات للعنف او التطرف او حتي إظهار مجرد رغبة في الضلوع في هذه العمليات الارهابية الدامية ضدهم.



وكان آخر ما أعلنته قوات الامن في هذا الشأن القبض على سبعة أشخاص بمدينتي ستراسبورج، ومرسيليا جنوب شرق فرنسا، وذلك بتهمة التخطيط لاعمال ارهابية وحسب ماذكر مدعي باريس العام. هناك خمسة من بين من تم القبض عليهم كانوا مسلحين ويشتبه بأنهم خططوا لتنفيذ اعتداءات ارهابية منظمة في الأول من ديسمبر -المقبل- فى باريس.



وفي السياق ذاته قال فرانسوا مولانس مدعي باريس العام ان هذه المجموعة بايعت تنظيم داعش وكانوا على اتصال مع أحد الأشخاص من العراق وسوريا، وهو الذي يخطط لهم ويعطيهم الأوامر.وقد سبق واعلنت الحكومة عن إحباط اعتداء كان يفترض تنفيذه في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.



وحول جزئية الامن ومكافحة الارهاب وهو الموضع الذي يشغل الفرنسيين ويضعونه من أولويات اهتماماتهم بل ويخصص له المرشحون لخوض سباق الاليزيه المرتقب في ابريل العام المقبل مساحة وفيرة...تحرص الحكومة علي بذل كل المساعي لتحقيقه بداية من تغيير ملامح القانون وصولا الي تنفيذ كل الإجراءات الأمنية للحيلولة دون وقوع اي عمل ارهابي اخر يزلزل كيان البلاد.



وتقوم السلطات بتنفيذ مشروع القانون الجديد الذي تم التصديق عليه مؤخرا من البرلمان الفرنسي وهو الذي جاء ضمن تداعيات الهجمات الإرهابية المتتالية علي فرنسا،ومن اهم ما يعكف المسئولون حاليا علي تنفيذه تطبيق جزئية المراقبة والتنصت علي المشتبه فيهم ايا كان بزرع كاميرات او الميكروفونات. ويذكر ان إقرار هذا القانون كان امرا مستبعدا بفرنسا لتعارضه مع حقوق الأشخاص والحريات وقد تم تمريره بعد ان اثار جدلا شديدا في المجتمع.



وفي غضون ذلك شهدت العاصمة الفرنسية باريس حزمة من المراسم تكريما لضحايا هذه الاعتداءات الإرهابية سالفة الذكر وحاولت السلطات محو معالم الدمار الذي تعرضت له بعض الأماكن،ومن ناحيته حرص الرئيس فرانسوا أولاند علي اعادة افتتاح تلك الأماكن التي كانت مسرحا لهذه الأحداث الدامية التي حُفرت وسُجلت في مخيلة الشعب خاصة في ذاكرة أهالي الضحايا او الناجين من هذه الحوادث الاليمة.



وفيما يخص الذكري السنوية لحادث باتاكلان اصطحبت عمدة باريس آن هيدالغو نخبة إعلامية ومسئولين حكوميين ومعهم الرئيس اولاند لزيارة جميع الأماكن التي شهدت اعتداءات الثالث عشر من نوفمبر،كما ركز الإعلام علي الحادث واستعرض شهادات للمتضررين من الاعتداءات،وكان التكريم بمراسم لا تتعدي نطاق الرمزية وهو ما تم في افتتاح مسرح باتاكلان.



وحول العمليات الإرهابية التي كان مخططا لباريس أن تشهدها أوضح المدعي العام أن التدقيق في الدلائل التي جمعت خلال عمليات الضبط أتاح التثبت من أن مجموعة ستراسبورج كانت تعتزم القيام بتحرك في الأول من ديسمبر دون أن يكون بوسعنا في الوقت الحاضر تحديد الهدف الدقيق الذي تم اختياره من بين جميع الأهداف التي كانت المجموعة تدرسها.وحسب مصدر مقرب من التحقيقات أفاد أن أعضاء الخلية رصدوا على الإنترنت حوالي عشرة مواقع يمكن أن تكون شكلت أهدافا محتملة.وادرج ضمنها مقر الشرطة القضائية في وسط باريس، ومعرض عيد الميلاد بشارع الشانزليزيه وملاهي ديزني لاند باريس في منطقة فال دو أوروب، دون استبعاد اعمال مشابهة للاعتداءات نوفمبر الماضي علي أرصفة مقاهي في شمال شرق العاصمة، ومحطة مترو باريسية وعدة معابد صلاة. وهذا هو الامر الذي يفاقم من مخاوف الاحتفال والتجمع المعتاد في أعياد نهاية العام.



والواقع ان شبح الارهاب أصبح يخيم علي كافة مناحي الحياة بفرنسا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا... وألقت الحوادث بظلالها علي النواحي الاجتماعية والسياسية، واثرت سلبيا علي شعبية الرئيس فرانسوا أولاند والاشتراكيين بصفة عامة ألقت بظلالها واتجاهات الكثير من الفرنسيين ودفعتهم للميل إلى اليمين الاكثر راديكالية او تشددا،كما انها ألقت ايضا بظلالها علي النواحي الاقتصادية من حيث اضطرار الدولة لتخصيص ميزانية ضخمة لتوفير الامن والمراقبة من اجل مجابهة اي ارهاب مرتقب، بالاضافة الي نقص شديد في التوافد السياحي علي باريس بصفة خاصة وفرنسا بوجه أعم حيث عانت السياحة من انخفاض سجل ( 2 مليون ) سائح تقريبا في مثل هذا التوقيت من الاحتفالات باعياد الكريسماس.