أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
بأقلامهم..
حقوقنا بين الواقع والخيال
22 نوفمبر 2016
سمية بهاء
سمية بهاء

المرأة إحدى أركان المجتمع، وهى جزء لا يتجزأ منه، بحيث لا يمكن الاستغناء عنها ولا يمكن الاستهانة بدورها الفعال، وهى قبل ذلك كله إحدى دعائم الأسرة، بل اللبنة الأساسية فيها، فهى الأم والأخت وشريكة الحياة.


لو تكلمنا عن التمييز ضد المرأة، فهو يكاد يكون ظاهرة، وهى موجودة ولا شك فى مجتمعاتنا، لكن التمييز ضد المرأة يكون أشد عندما تكون امرأة ذات إعاقة على اعتبار أنها امرأة أولاً، وذات إعاقة ثانياً، وهكذا تكون المعاناة مُضاعفة بسبب النظرة الدونية من المجتمع؛ الحقيقة هناك مفاهيم ومعتقدات خاطئة عن الفتاة ذات الاعاقة، وتقف الإعاقة حالاً فى حياتها، وهنا تحضرنى مقولة إن «العقل السليم فى الجسم السليم» ولكن قد أختلف مع هذه المقولة، فالكثير منهم لم يكونوا بأجساد معافاة والكثير منهم أيضا كانوا من الأشخاص ذوى الاعاقة.

لو تحدثنا عن نظرة المجتمع للمرأة ذات الإعاقة، نجده ينظر لها نظرة الشفقة والعطف «ويا عينى ويا حرام»، وأنها «عالة» ودائما تحتاج للمساعدة، نظرة لا تليق بها كإنسانة، وللأسف الشديد بعض أفراد المجتمع يراها لا تصلح أن تكون زوجة، ولا أم، بسبب إعاقتها وغالباً ما يتم الربط بأن عدم الإنجاب سببه الإعاقة.

هذه المواريث الخاطئة عن الفتاة ذات الإعاقة تبقى عقبة فى حياتها، ويقف هنا المجتمع كحاكم يحكم عليها من هذا المنظور، وفى ظل أنها وصلت لأعلى المناصب وأصبحت طبيبة ومحامية، وتقلدت الكثير من المناصب فى المجال العملى وأصبحت بطلة رياضية ومثلت بلادها فى جميع المحافل الدولية، إلا أنها لم تحصل على حقوقها كاملة حتى الآن، وتواجه صعوبة كبيرة فى الحصول على عمل حتى وإن كانت قادرة على أدائه.

وتأتى القوانين غير منصفة لها، وتحرمها من ابسط حقوقها، وهى أن تعيش حياة طبيعية كباقى أقرانها، فترفض أن تتزوج وتكون لها أسرة خوفاً من قطع المعاش ومصدر دخلها، لانها فى الغالب تتزوج بشخص فى نفس ظروفها، وهنا تصطدم بالواقع والمجتمع المعيق، ولكن، مع كل هذا لم يمنعهن من المضى قدما فى الحيـاة، ليثبتوا لنا جميعا أن الإعاقة ما هى إلا إعاقة الفكر والروح والأخلاق.

وأخيرا، أقول لها « كونى قوية بذاتك وبقدراتك وبفكرك، كونى مميزة»