أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
الجامعات ..واستمرار الحوار مع الشباب
31 أكتوبر 2016
تقرير يكتبه ــ محمد حبيب


◄ الاستفادة من إيجابيات مؤتمر شرم الشيخ ونجاح تجربة المشاركة الشبابية فى المسئولية

◄ إجراء حوارات مفتوحة دون تحفظ مع الطلاب يحضرها رؤساء الجامعات والعمداء والأساتذة

◄ ضرورة تفرغ أعضاء هيئات التدريس يوما فى الأسبوع للاستماع إلى الأفكار والمقترحات

◄ تدريب طلاب المدارس على مهارات الاستماع واحترام الرأى الآخر وحرية التعبير والتحليل



 



جلسات النقاش والحوار خلال مؤتمر الشباب الذى انهى أعماله مؤخرا كان فرصة جيدة وفكرة جديدة لفتح قنوات الحوار والمناقشة مع الشباب والاستماع اليهم خاصة وبثها مباشرة من خلال القنوات التليفزيونية التى شاهدها المجتمع واثنى عليها الجميع وتعطى فكرة طموحة فى امكانية أن تستمر مؤسسات التعليم العالى والشباب خاصة الجامعات فى مواصلة هذا الحوار دون توقف سواء على مستوى الجامعة الواحدة أو كلياتها فى كافة القضايا المجتمعية المختلفة والتى يهتم بها الشباب.



الحقيقة أن مؤتمر الشباب خاصة جلسات الحوار أعطت مؤشرا واضحا إلى حاجة الشباب فى كل المواقع سواء خلال من هم فى مرحلة التعليم أو بعد التخرج وفى سوق العمل إلى هذا النوع من الحوار والذى كشف عن العديد من الايجابيات تمثلت فى فكرة التجمع الشبابى والأفكار التى يمكن أن تطرح وتغير من الأوضاع السائدة وإن كانت هناك سلبيات واضحة ناتجة عن ضعف القدرات والمهارات لدى بعض من المتحدثين والمعقبين خلال الجلسات منها عدم القدرة على الاستماع الجيد للمتحدث واحترام الرأى الآخر وضبط النفس خلال الحوار وعدم استخدام الأسلوب الأفضل والأيسر لتوضيح وجهة النظر بكلمات محددة واضحة دون استطراد والمدح والذم بصورة مبالغ فيها مع التشبث والإصرار أن هناك رؤية واحدة ولا غيرها وتناول نظريات راسخة فى الأذهان واستخدام اسلوب الخطابة بطريقة غير جيدة بالإضافة إلى عدم القدرة على التحليل واحترام حرية التعبير.



هذه الملاحظات والتى تنبه لها الجميع هى إحدى نتاج النظام التعليمى غير الجيد خلال جميع مراحله من الحضانة الى المدرسة والجامعة حيث يتخرج الطالب ويلتحق بسوق العمل وليس لديه غير مهارة واحدة هى الحفظ ويفتقد إلى معظم المهارات الأخرى والتى أشرنا إليها بالإضافة إلى تعود الطلاب خلال الدراسة على التلقين من المعلم لذلك لا يستطيع اتخاذ القرار بشكل عام ويتوتر فى انتظار من يلقنه.



نعرف أن هناك مؤسسات جامعية وغيرها تعقد أنشطة طلابية مختلفة منها الندوات واللقاءات ولكننا هنا نتحدث عن استمرارية النقاش والحوار والتحاور مع الشباب فى مختلف القضايا والاستماع إليهم لنوضح ونصحح لهم ونبصرهم وكذلك التنبه إلى الأفكار الجديدة التى يطرحونها وتدريبهم على اكتساب المهارات المتعددة والتى يفتقدون إليها دون شعورهم بها لضعف الدور المدرسى والجامعى التعليمى حتى يمكن لهم اكتساب المهارات اللازمة ويحدث التغيير على المستوى الشخصى والعام ويمتزج الشباب بالحياة المجتمعية ويتعرف على القضايا المختلفة ويصبح لديه القدرة على تحليل الواقع والتبصر بالمستقبل والوعى اللازمين لإدراك كم المشاكل والقضايا التى تحيط بالمجتمع ويتفاعل معها ومن حوله دون أن يصيبه البعض باليأس والإحباط الذى يصيب عددا من الشباب عندما يقفد الأمل والروح والعزيمة على الرؤية لتحقيق النجاح.



خلال العام الحالى «عام الشباب» شاركت أعداد من طلاب الجامعات على مستوى المحافظات فى عدد من الحوارات المجتمعية واتيحت لهم الفرص وبالفعل طرحوا العديد من الأفكار من خلال المناقشات مع مجموعة من المثقفين والمسئولين وكانت بداية لحوار شرم الشيخ ولكن يجب أن نتنبه إلى أن هناك شباب العمال وهم شريحة يجب الاهتمام بها والاستماع إليها بشدة والتحاور معهم وهى مهمة شاقة جدا تستطيع مراكز الشباب المنتشرة على مستوى الجمهورية الوصول والتواصل معهم وستكون لديهم الرغبة للمشاركة المجتمعية.



ولا يجب أن يكون التركيز والتواصل مع الشباب منصبا على فئات محددة دون غيرها حتى تكون المشاركة ايجابية وفعالة بالإضافة إلى البدء فورا فى تعويد وتدريب طلاب المدارس من مرحلة رياض الأطفال وحتى الثانوى على كيفية اكتساب المهارات المختلفة لتخريج أجيال قادرة على التطوير والانجاز وتكوين شخصيتهم بشكل لا يضعف عندهم الالتحام المجتمعى والتعبير الحقيقى عن المواقف المختلفة بالرأى والأفكار التى تبنى مجتمع الغد وتحصنهم تجاه الأفكار الهدامة.



هل تواصل وزارات التعليم العالى والربية والتعليم والتعليم الفنى والشباب والرياضة ما بدأه مؤتمر الشباب بشرم الشيخ أم ستنتهى نتائج المؤتمر المثمرة على أبواب قاعات الجلسات الحوارية المتميزة ونعود لعادتنا الحماس والحماس ثم الفتور والفتور لتنتهى النجاحات على أبواب الفشل؟.