أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
اليونيسكو تقرر.. الأقصى تراث إسلامى خالص
22 أكتوبر 2016
خالد الأصمعى
الاقصى

بقرار دولى تم الفصل فى الدعاوى الإسرائيلية التى تعتمد على فتاوى من التوراة والتلمود بأن حائط المبكى أثر يهودى وان هيكل سليمان اسفل المسجد الأقصي، فاخيرا بعد مداولات ومعارك إعلامية أصدرت منظمة «اليونيسكو» التابعة للأمم المتحدة،


قرارا نهائيا بأن المسجد الأقصى تراث إسلامى خالص، وأنه لا علاقة نهائيا للاحتلال الإسرائيلى ولا لليهود به، وجاء قرار «اليونيسكو» بعد نقاش داخل أروقته بين الدول المصوتة وتراجع دولة المكسيك عن دعم الأقصى لصالح الفلسطينيين، إلا أن غالبية الأصوات فى الإعادة، منحت الفلسطينيين حقهم فى تراثهم بعد 4 ايام من تراجع المكسيك والذى تاجرت به الصحافة العبرية وتصريحات الدبلوماسيين الإسرائيليين عن أن التصويت السلبى على العلاقة بين الاحتلال الإسرائيلى ومدينة القدس سيتم إلغاؤه، وإنه سيتم فتح النقاش من جديد، ولكن فى حقيقة الأمر فإن تراجع المكسيك لا يمثل ثقلا فى تغيير مجريات القرار لانه صوتت 24 دولة لصالح القرار الفلسطيني، مقابل 6 دول فقط عارضته، و26 دولة امتنعت عن التصويت وتغيب ممثلو دولتين خلال الاجتماع المنعقد فى مقر «اليونسكو» فى العاصمة الفرنسية باريس، وصوت لصالح هذا القرار كل من مصر والبرازيل والصين وجنوب افريقيا وبنجلادش وفيتنام، وروسيا وإيران ولبنان وماليزيا والمغرب وماوريتسيوس، والمكسيك، وموزنبيق ونيكاراجوا ونيجيريا وعمان وباكستان وقطر وجمهورية الدومينيكان والسنغال والسودان فيما عارض القرار كل من الولايات المتحدة وبريطانيا ولاتفيا وهولندا واستونيا وألمانيا.







إنصاف للحق الفلسطيني



فقد جاء قرار المجلس التنفيذى لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» بشأن المسجد الأقصى المبارك وحائط البراق إنصافا وتأييدا للحق الفلسطينى الثابت بالتاريخ والجغرافيا والبشر المتشبسين بالأرض، وهو تعبير عن إدانة المجتمع الدولى ورفضه لجميع سياسات وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي، التى تهدف إلى طمس الحقائق التاريخية والمساس بالحقوق السياسية والثقافية والدينية الثابتة للفلسطيني ين فى مدينة القدس، وفى محاولة لتحدى القرار وما جاء فيه، ومن خلال الاستمرار فى فرض سياسة الأمر الواقع، قامت إسرائيل بتصعيد نوعى للدعوات والاعلانات التى تحرض على الاقتحامات اليومية المتصاعدة وفى أعدادهم.



ويتضمن القرار الأممى كشف لزيف الرواية الإسرائيلية التى ضللت بها الرأى العام العالمى والمجتمع الدولى لعقود طويلة من الزمن، وحاولت فرضها بالقوة العسكرية منذ اليوم الأول لاحتلال المدينة المقدسة، بانتهاك الوضع القائم بهدم 350 منزلاً كانت تشكل حارة الشرف لإقامة ساحة كبيرة كاملة أمام حائط البراق، وبقيام متطرف يهودى عام 1969 بإحراق المسجد الأقصي، وبمسلسل الحفر أسفل المسجد الأقصى وفى محيطه، وحفر النفق الذى أدى إلى هبة الشعب الفلسطينى فى سبتمبر سنة 1996، وقيام رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أرئيل شارون باقتحام المسجد الأقصى فى شهر سبتمبر من عام 2000، وباتخاذ الحكومة الإسرائيلية قراراً بإدخال المتطرفين اليهود عنوة من خلال باب المغاربة، الذى تسيطر عليه الشرطة الإسرائيلية منذ عام 1967، وتشجيع الجماعات اليهودية المتطرفة على تنفيذ اقتحامات يومية لساحات المسجد الأقصي، وقيام شرطة الإحتلال بإدارة التصادمات والمعارك بين المقتحمين للمسجد والفلسطينيين المرابطين.



حماة الإحتلال



تتصدر الولايات المتحدة وبريطانيا الدول الست التى اعترضت على قرار اليونيسكو اذ حسب المندوب الفلسطينى فى الأمم المتحدة قادت واشنطن حملة شرسة مارست خلالها الترغيب والترهيب على الدول الأعضاء فى المنظمة لحثهم على عدم التصويت مع مشروع القرار الفلسطينى مبررة ذلك بأن الحل الأوحد للقضية الفلسطينية بكافة جوانبها هو المفاوضات المباشرة بين الطرفين وان مثل هذه القرارات تزيد المسألة تعقيدا، وقبل ان نشير إلى علم الولايات المتحدة بأن اليمين الإسرائيلى بتعنته ودعاويه الدينية أوصل القضية الى طريق مسدود ولا حل فى ظل وجود هذه التركيبة اليمينية الدينية على سدة الحكم فى إسرائيل، والولايات المتحدة فشلت فى عمل مفاوضات مباشرة بين الطرفين بسبب إصرار حكومات نيتانياهو المتعاقبة على تسريع عجلة الإستيطان، ولكن تغلغل الأيباك اليهودى فى مفاصل صناعة القرار فى الولايات المتحدة أوصل واشنطن إلى حماية الإحتلال ورعايته بل وإدارته، ورغم المسئولية الأخلاقية والتاريخية لبريطانيا عن زراعة هذا الإحتلال ومعاناة الفلسطينيين على مدار 58 عاما منذ عام 1948، فإنها تحابى القرار الأمريكى وترعى دولة إسرائيل وتقدم الدعم لمواصلة الإحتلال رغم قرار البرلمان البريطانى بإدانة الإستيطان الإسرائيلي، مازالت المملكة المتحدة تدير ظهرها الى الحق الفلسطينى وتشارك الولايات المتحدة فى إدارة الإحتلال، واستطاعا إقناع 4 دول اخرى بالتصويت ضد هى ألمانيا وهولندا ولاتفيا واستونيا، و26 دولة اخرى امتنعت عن التصويت تحت سطوة الترهيب والترغيب الأمريكي.



بان كى مون يعترض



اعترض الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون على قرار اليونسكو واصفا اهمية البلدة القديمة بالقدس لجميع الاديان التوحيدية الثلاثة، واكد الرابطة الدينية والتاريخية التى تربط اليهود والمسلمين والمسيحيين بالاماكن المقدسة، «المسجد الاقصى هو المكان المقدس لدى المسلمين وهو ايضا مكان مقدس لدى اليهود بحيث ان الحائط الذى يحد الحرم القدسى من الجهة الغربية هو من اقدس المواقع عند اليهود والذى يبعد بعض الخطوات عن كنيسة القيامة وجبل الزيتون اللذان ايضا من المواقع الموقرة والمقدسة لدى المسيحيين، واشار الى ان اى قرارات تنكر الرابطة المقدسة التى لا ريب فيها بين هذه المواقع المقدسة وواحد من الاديان الثلاثة لن تخدم تحقيق السلام وستساهم فقط فى زيادة العنف والتطرف، ودعا جميع الاطراف بالمحافظة على الوضع الراهن بخصوص الاماكن المقدسة بالمدينة القديمة فى القدس، ولكن عضو المجلس الثورى لحركة فتح والأمين العام للتجمع الوطنى المسيحى فى الأراضى المقدسة، ديمترى دلياني، علق على تصريحات بان كى مون حول العلاقة المزعومة بين اليهود والحرم القدسى الشريف واعتبرها تحريضاً ضد الشعب الفلسطينى و مقدساته وتشجيعاً لعصابات المستوطنين والقائمين على اقتحامات الحرم القدسى الشريف الاجرامية.



التاريخ لن يرحم المتخاذلين



عند إعلان قرار اليونسكو فى باريس كان وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكي، يباشر أعمال الدورة الثالثة والأربعين لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، الذى عقد فى العاصمة الأوزبكية طشقند وقال إن التاريخ لن يرحم كل من تخاذل عن تحمل مسئولياته لإنهاء الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، وشرح معاناة فلسطين وشعبها جراء الممارسات الاستعمارية والعنصرية لسلطات الاحتلال الاسرائيلى والتى تسعى إلى إخضاعهم لنظام استعمارى تمييزى وصولا إلى دفعهم للرحيل عن أرضهم، مشيراً إلى أن هذه السياسات تتجلى بقوة فى القدس الشرقية وتستهدف تاريخها وإرثها الحضاري، وقال ان قرار اليونيسكو الذى احق الحق يحتاج الى إرادة دولية تحميه لأن سلطات الاحتلال تتبع لتحقيق ذلك نظام إرهاب وتمييز من عدة مستويات تستهدف الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، بما فيها الحق بالحياة وحرية الحركة والسكن والعبادة وحقه فى تقرير مصيره ولا يمكن التقليل من خطورة هذه الإجراءات التى تؤدى إلى قتل أبناء الشعب الفلسطينى.