أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
مصر ولبنان .. ثقافة متجددة
21 أكتوبر 2016
اعداد : العزب الطيب الطاهر و محمد القزاز

فى‭ ‬مطلع‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬المقبل،‭ ‬يعقد‭ ‬فى‭ ‬بيروت‭ ‬الملتقى‭ ‬الثقافى‭ ‬المصرى‭ ‬اللبنانى‭ ‬الثانى‭ ‬الذى‭ ‬عقد‭ ‬دورته‭ ‬الأولى‭ ‬فى‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮»‬الأهرام‮«‬‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجمعية‭ ‬المصرية‭ ‬اللبنانية‭ ‬لرجال‭ ‬الأعمال‭ ‬فى‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬اكتوبر‭ ‬الحالى،‭ ‬وشارك‭ ‬فيه‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬أعلام‭ ‬الثقافة‭ ‬والصحافة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬ولبنان‭.‬ وفى هذه المناسبة تقدم الأهرام هذا الملف عن العلاقات الثقافية المتجددة بين مصر ولبنان ، والتي كانت من تجلياتها هذه المحاضرة المجهولة لطه حسين التى ألقاها تحت سماء لبنان فى أواخر الأربعينيات من القرن الماضى والتى كشف عنها الناقد نبيل فرج، ونلمس فيها المعرفة الغزيرة بالثقافات الانسانية فى أوطانها المختلفة. ولولا أن أحد المثقفين اللبنانيين الذين يعرفون مكانة عميد الأدب العربى فى الثقافة الحديثة حضر هذه المحاضرة فى بيت مرى، ودونها بخط يده، ثم كتبها على الآلة الكاتبة وأهداها الى طه حسين وهو يتأهب للعودة الى بلاده، لضاع نصها فى الريح، كما ضاعت محاضرات عديدة لطه حسين لم تجد من يسجلها على الورق، كما فعل هذا المثقف اللبنانى بهذه الم



طه حسين : من‭ ‬ينكر‭ ‬فضل‭ ‬لبنان‭ ‬على الثقافة كافر‭ ‬للنعمة‭ ‬جاحد‭ ‬للجميل



مطلوب فورا إحياء‭ ‬الأدب‭ ‬العربى‭ ‬القديم وتوثيق‭ ‬صلته‭ ‬بالآداب‭ ‬الأوروبية



 



النص‭ ‬الأصلى‭ ‬لمحاضرة عميد الأدب العربى فى لبنان :



سيدى‭ ‬صاحب‭ ‬الدولة ‬الرئيس،‭ ‬سيدى‭ صاحب‭ ‬المعالى‭ ‬الوزير،‭ ‬سادتى‭..



يقول ‬المثل‭ ‬العربى‭ القديم‭ ‬‮»‬تسمع‭ ‬بالمعيدى‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تراه‮«‬‭ .‬ولم‭ ‬أشعر‭ ‬قط‭ ‬بصدق‭ ‬هذا‭ ‬كما‭ ‬اشعر‭ به‭ ‬الآن‭ ‬بأن‭ ‬أهل‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬الكريمة‭ ‬يحسنون‭ ‬الظن‭ ‬بى‭ ‬ويضيفون‭ إلى‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬فضل‭ ‬لأنهم‭ ‬يسمعون‭ ‬بى‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يروننى‭. ‬ثم‭ ‬أراد‭ فضلكم‭ ‬العظيم‭ ‬أن‭ ‬تستقبلونى‭ ‬وتحتفوا‭ ‬بى‭ ‬هذه‭ ‬الليلة‭. ‬وتفضل‭ ‬معالى‭ وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬فأهدى‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الثناء‭ ‬الجميل‭ ‬الذى‭ ‬سمعتموه،‭ ‬وها‭ ‬أنذا‭ ‬أنهض‭ ‬لأؤدى‭ ‬بعض‭ ‬ما ‬يستوجبه‭ ‬هذا‭ ‬الفضل‭ ‬من‭ ‬الشكر‭ فإذا‭ ‬أنا‭ ‬مقصر‭ لا‭ ‬أقدر‭ ‬على‭ ‬شىء‭ ‬ومفحم‭ ‬لا‭ ‬أجد ‬ما‭ ‬أقول‭.



ومصدر‭ ‬هذا‭ ‬العى‭ ‬أمران‭ ‬أولهما‭ ‬أنى‭ أعجز‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ الشكر‭ ‬حين‭ ‬تهدى‭ ‬إلى‭ ‬النعمة‭ ‬ويسدى‭ ‬إلى‭ ‬الجميل،‭ لأنى‭ ‬أرى‭ ‬كل‭ ‬ما ‬يقدم‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬فضل‭ ‬أعظم‭ ‬مما‭ أستحق،‭ ‬وأجل‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ينهض‭ ‬به‭ ‬الشكر‭. ‬فأنا‭ ‬فى‭ ‬رأى‭ ‬نفسى‭ ‬أقل‭ ‬جدا ‬مما‭ ‬يظن‭ ‬الذين ‬يتفضلون‭ ‬على‭ ‬بالثناء‭. ‬وثقوا‭ ‬بأنى‭ ‬لا‭ ‬أقول‭ ‬هذا‭ ‬تواضعا‭ ‬ولا‭ ‬تكلفا‭ ‬للتواضع‭ ‬وانما ‬هو‭ ‬رأيى‭ ‬فى‭ نفسى‭ ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬ما ‬يصدر‭ ‬عنى‭ ‬من‭ ‬قول‭ ‬وعمل‭.



وأقسم ‬ما‭ ‬أتيت‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬الأمر‭ ‬وما‭ ‬قلت‭ ‬شيئا‭ ‬وما‭ كتبت‭ ‬شيئا‭ ‬إلا‭ وهو‭ ‬فى‭ ‬نفسى‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬كنت‭ ‬أريد،‭ ‬وأهون‭ ‬جدا‭ ‬مما‭ ‬يرى‭ ‬الناس‭ ‬فى ‬ومما‭ ‬يتفضلون‭ به‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬ثناء.



الأمر‭ ‬الثانى‭ ‬أنى‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬نفسى‭ ‬إلا‭ ‬فردا‭ ‬من ‬الأفراد،‭ ‬وعمل‭ ‬الأفراد‭ ‬مهما‭ ‬يكن‭ ‬أهون‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يحفل‭ ‬به‭ ‬أو‭ ‬يؤبه‭ ‬له‭. ‬لذلك‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تتفضلون‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬الليلة‭ ‬من‭ ‬احتفاء‭ ‬انما‭ ‬هو‭ ‬موجه‭ ‬إلى‭ ‬مصر،‭ ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬لبنان‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بمصر‭ ‬حفيا،‭ ‬ومن ‬حق‭ ‬مصر‭ ‬أن‭ ‬تحتفى‭ ‬بلبنان‭. ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬بينهما‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬الكلفة‭ ‬خليق ‬بالإكبار‭ ‬حقا،‭ ‬فهذان‭ ‬الوطنان‭ ‬الكريمان‭ ‬قد‭ ‬تعاونا‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬الخير‭ ‬وتظاهرا‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬المنفعة‭ ‬الإنسانية‭ الكبرى‭.



وأؤكد‭ ‬لكم‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬الخصب‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬ولبنان‭ ‬أقدم‭ ‬عهدا‭ ‬وأبعد‭ ‬مدى‭ ‬مما‭ ‬يظن‭ ‬المتعجبون‭ فى‭ ‬الحكم‭. ‬فنحن‭ لا‭ ‬نكاد‭ ‬نرى‭ ‬وطنينا‭ ‬فى‭ ‬فجر‭ ‬التاريخ‭ ‬القديم‭ ‬إلا ‬متعاونين‭ ‬على‭ الخير‭ ‬متظاهرين‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬الحضارة‭ ‬والثقافة‭. ‬ولقد‭ ‬كانت‭ ‬منفيس‭ ‬والاسكندرية‭ ‬تعملان‭ ‬على ‬نشر‭ ‬الحضارة‭ ‬والثقافة‭ ‬والمعرفة‭ ‬متعاونتين‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬صيدا‭ ‬وصور،‭ ‬كما‭ ‬تتعاون‭ القاهرة‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬بيروت‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬هذا‭ ‬الغرض‭ ‬النبيل‭. ‬فالود‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬ولبنان‭ ‬بعيد‭ ‬المدى‭ ‬عظيم‭ ‬الخطى‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬نفعه‭ ‬عليهما‭ ‬وحدهما‭ ‬بل‭ ‬يتجاوزهما‭ ‬الى‭ ‬جميع‭ ‬الأوطان‭ ‬التى‭ ‬تحب‭ ‬الحضارة‭ ‬وتريد‭ ‬أن‭ ‬تنتفع‭ ‬بهما‭.



وما‭ دام‭ ‬الأمر‭ ‬قد‭ ‬جرى‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬آماد‭ ‬المستقبل‭ ‬لأنه ‬قانون‭ ‬طبيعى‭ ‬من‭ ‬قوانين‭ ‬الجوار‭ ‬بين‭ ‬هذين‭ ‬الوطنين‭ ‬الكريمين،‭ ‬فلا ‬غرابة‭ ‬إذا‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬يتبادلا‭ ‬الثناء‭ ‬ويتهاديا‭ ‬المعروف‭ ‬ويقدر‭ ‬كل‭ منهما‭ ‬لصاحبه‭ ‬نصيبه‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬المنفعة‭ ‬الانسانية‭ العليا‭. ‬وقد‭ ‬تفضل‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬المعالى‭ ‬وزير‭ ‬التربية ‬والتعليم‭ ‬فأثنى‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬مشاركة‭ ‬فى‭ ‬الهدف‭ ‬ومن‭ ‬حظ‭ ‬فى‭ ‬الانتاج‭ ‬الثقافى‭ ‬والأدبى‭. ‬فاسمحوا‭ ‬لى‭ ‬أن‭ ‬أعيد‭ ‬عليكم‭ ‬حقيقة‭ ‬من‭ ‬الحقائق‭ ‬الأولية‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬الأدب‭ ‬العربى‭ ‬الحديث‭ ‬ولكنى‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬تكرارها‭ ‬واجب‭ ‬لانه‭ ‬أداء‭ ‬للحق‭ ‬واعتراف‭ ‬بالفضل‭ ‬لأصحابه‭. ‬وهى‭ أن‭ ‬الأدب‭ ‬الحديث‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وفى‭ ‬الشرق‭ ‬العربى‭ ‬كله‭ ‬مدين‭ ‬بنهضته‭ ‬لعلمائكم‭ ‬وأدبائكم‭ الذين‭ ‬سبقوا‭ ‬فى‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭ ‬الى‭ ‬العناية‭ ‬بدرس‭ ‬الأدب‭ ‬العربى‭ ‬القديم‭ ‬وإحيائه،‭ ‬كما‭ ‬سبقوا‭ ‬الى‭ ‬توثيق‭ ‬الصلة‭ ‬بين‭ العقل‭ ‬العربى‭ ‬الشرقى‭ ‬والعقل‭ ‬الأوروبى‭ ‬الغربى‭. ‬وأنا‭ ‬رجل‭ ‬أنفقت‭ ‬حياتى‭ ‬فى‭ ‬التعليم‭ ‬وتعودت‭ ‬ألا‭ ‬أرسل‭ ‬الأحكام‭ ‬عفوا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أقيم‭ ‬عليها‭ ‬الأدلة‭.. ‬وما‭ ‬أحب‭ ‬أن‭ ‬ألقى‭ ‬عليكم‭ ‬الآن‭ ‬محاضرة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬الأدب‭ ‬العربى‭ ‬الحديث،‭ ‬فإنما‭ ‬يكفى‭ ‬أن‭ ‬أذكر‭ ‬بعض‭ ‬الأسماء‭ ‬فذكرها‭ ‬يغنى‭ عن‭ ‬كل‭ ‬دليل‭. ‬يكفى‭ ‬أن‭ ‬أذكر‭ ‬اليازجى‭ ‬والبستانى‭ ‬وصروف‭ ‬وزيدان،‭ ‬وأن‭ ‬أذكر‭ ‬‮»‬الضياء‮«‬‭ ‬و«دائرة‭ ‬المعارف‮‬‭ »‬وترجمة‭ «الألياذة‮»‬‭ ‬و«الهلال‮» ‬و«المقتطف» ‬‭. ‬فهذه‭ ‬الاسماء‭ ‬كلها‭ ‬واضحة‭ ‬الدلالة‭ ‬على‭ ‬ماقلت‭ ‬من‭ ‬أن ‬علماءكم‭ ‬وأدباءكم‭ ‬سبقوا‭ ‬الى‭ ‬إحياء‭ ‬الأدب‭ ‬العربى ‬وتحقيق‭ ‬الصلة‭ بينه‭ ‬وبين‭ ‬الآداب ‬الأوروبية‭ ‬الكبرى‭.‬فمن‭ ‬زعم‭ ‬لكم‭ ‬من‭ ‬أدباء‭ ‬الشرق ‬العربى‭ ‬المعاصرين‭ ‬انه‭ ‬ليس‭ ‬مدينا‭ ‬للبنان‭ ‬بشىء‭ من‭ ‬أدبه‭ ‬فهو‭ ‬منكر‭ ‬للحق‭ ‬كافر‭ ‬للنعمة‭ ‬جاحد‭ ‬للجميل‭.



سادتى



إن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬يزورون‭ ‬بلادكم‭ ‬الجميلة‭ ‬فى‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬يلتمسون‭ ‬فيها‭ ‬الراحة‭ ‬والاستمتاع ‬بجمال‭ ‬الطبيعة‭.



وأنا‭ ‬أشاركهم‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬ولكن‭ ‬أخص ‬نفسى‭ ‬بمتعة‭ ‬لا ‬يكاد‭ ‬يشاركنى‭ فيها‭ ‬أحد‭. ‬فأنا‭ لا‭ ‬أستمتع‭ ‬فى‭ ‬بلادكم‭ ‬بطبيعتها‭ ‬الرائعة‭ ‬ونسيمها‭ ‬العذب‭ ‬وثمراتها‭ ‬المختلفة‭ ‬المتشابهة‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬أستمتع‭ ‬فيها‭ ‬بأدب‭ رائع‭ ‬غض‭ ‬فيه‭ ‬لذة‭ ‬للنفس‭ ‬وحياة‭ للقلب‭ ‬وتغذية‭ ‬للعقل‭.



وإذا‭ ‬كان‭ ‬الجيل‭ ‬المعاصر‭ ‬قد‭ ‬أعرض‭ ‬عن‭ ‬سنة‭ الجيل‭ ‬الماضى‭ ‬فى‭ ‬إحياء‭ ‬الأدب‭ ‬القديم‭ ‬وتعمق‭ ‬دراسته‭ ‬فإن‭ ‬له‭ ‬من‭ الأدب‭ ‬الرفيع‭ ‬حظا ‬عظيما‭ ‬سواء‭ ‬فى ‬ذلك‭ ‬الشعر‭ ‬والنثر‭. ‬ثم‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬استمتع‭ ‬بأدبكم‭ الذى‭ ‬يتخذ‭ ‬اللغة‭ ‬الفصحى‭ ‬أداة‭ ‬للتعبير‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬استمتع‭ ‬بأدبكم‭ ‬الشعبى‭ ‬الرائع‭ الدقيق‭ ‬النفاذ‭.



فإذا‭ ‬أثنيتم‭ ‬على‭ ‬بأن‭ ‬لى‭ ‬حظا‭ ‬من ‬أدب‭ ‬فإنما‭ ‬تثنون‭ ‬على‭ ‬أنفسكم‭ لأنى‭ ‬مدين‭ ‬لكم‭ بهذا‭ ‬الأدب‭. ‬وكم‭ ‬كنت‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أؤدى‭ ‬إليكم‭ ‬بعض‭ ما‭ ‬لكم‭ ‬من‭ ‬حق،‭ ‬وأن‭ ‬أشكر‭ ‬لحضرة ‬صاحب‭ ‬الفخامة‭ رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬فضله‭ ‬العظيم،‭ ‬ولحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الدولة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬عطفه‭ ‬الكريم،‭ ‬ولحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬المعالى‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬كرمه‭ ‬الجم ‬وثناءه‭ ‬العذب‭ وجميله‭ ‬الذى‭ ‬طوقنى‭ ‬به‭ ‬تطويقا‭ ‬معنويا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يطوق‭ ‬عنقى‭ ‬به‭ ‬تطويقا‭ ‬ماديا‭ ‬كما‭ ترون،‭ ‬وللبنان‭ ‬كله‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬السعيدة‭ ‬التى‭ ‬أقضيها‭ ‬فيه‭. ‬ولكنى‭ ‬كما‭ ‬ترون‭ ‬عاجز‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬أبلغ‭ ‬ما‭ ‬أريد،‭ ‬وأنا‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬معروف‭ ‬بطول‭ ‬اللسان،‭ ‬ولكن‭ ‬رب‭ ‬نعمة‭ ‬قصرت‭ ‬أشد‭ ‬الألسنة‭ ‬طولا‭.



والواقع‭ ‬أن‭ ‬نعمكم‭ ‬قد‭ ‬أفحمتنى‭ فليتول‭ ‬الله‭ ‬شكركم‭ ‬عنى‭ ‬فإنه‭ ‬على ‬ذلك‭ ‬قدير‭.



ليتول‭ ‬الله‭ ‬شكركم‭ عنى‭ ‬فإنه‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬قدير‭.