أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
مطالب موسكو .. ما لها وما عليها
متى يتم استئناف الرحلات الروسية إلى مصر ؟
12 أكتوبر 2016
000

متى يتم استئناف الرحلات الروسية الى مصر ؟ .. سؤال يطرح نفسه بقوة كلما صدرت تصريحات من العاصمة الروسية موسكو عن قرب استئناف الرحلات لمصر أو كلما التقت وفود مصرية ــ وروسية معنية بهذا الأمر.. ومن هنا فإننا سنحاول طرح صورة واضحة لما تشهده المفاوضات المصرية الروسية وتقديم رؤية كاملة حول هذا الملف الذى طال الحديث عنه وفيه بدرجة أثارت التساؤلات حوله !.


بداية لابد أن نشير الى أن الصورة الحالية تجعل عودة السياحة الروسية إلى مصر خلال الموسم الشتوى الذى يبدأ فى نوفمبر المقبل أمرا صعبا وفقا لتوقعات الخبراء برغم الجهود المكثفة لوزارة الطيران وكافة الأجهزة المعنية فى الاستجابة للمطالب الروسية خاصة أن رحلات الأفواج السياحية تتطلب تعاقدات مسبقة وبفترة طويلة لتنظيم هذه الرحلات .. ومن الممكن استئناف رحلات شركة «إيروفلوت» الروسية ومصر للطيران من مطار القاهرة كمرحلة أولى فى منتصف الموسم الشتوى - وهذا ما نأمله - لكن ذلك قد لايضيف رصيداً كبيراً من السياح الروس الذين يفضلون مدينتى شرم الشيخ والغردقة بصورة أكبر من القاهرة !.



مصادر مطلعة أكدت لـ «عالم المطارات» أن هناك نقاطا مازالت معلقة بين الجانبين ويبدو أن الجانب المصرى الذى استعد للإعلان الروسي رسمياً من القاهرة عن موعد استئناف الرحلات الى مصر قد وجد إصراراً روسياً على تنفيذ «كل المطالب» والتى وصلت الى نحو 17 مطلبا قبل الإعلان النهائى عن تحديد موعد استئناف الرحلات وبرغم شهادة المنظمات الدولية للطيران المدنى بكفاءة ومطابقة المطارات المصرية للمعايير الدولية الخاصة بسلامة وأمن الطيران المصرى فقد تمت الاستجابة الى معظم المطالب الروسية وتبقت أربعة منها قيد الدراسة والتنفيذ منها تزويد الأبواب الخاصة بدخول العاملين بالمطارات بـ «البصمة البيومترية « وبالفعل تقرر البدء فى تطبيقها بالمطارات والبداية ستكون بمبنى 2 الجديد بمطار القاهرة بالتنسيق مع الأجهزة المعنية لكنها قد تستغرق فترة زمنية لتشغيلها فى كل المطارات..



أيضا توقيع اتفاقية ثنائية لأمن الطيران وهو ماجعل وزارة الطيران المصرى تعلن عن «دراسة» اتفاقية أمنية بين البلدين وفقا لقواعد «الإيكاو» والبرنامج القومى المصرى لأمن الطيران.



وكذلك المطالبة بمشاركة أمن روسى فى إجراءات تفتيش الركاب والبضائع على الطائرات المتجهة من المطارات المصرية الى روسيا منذ دخول الراكب المطار وحتى إقلاع الطائرة وهو أمر قد يكون قابلا للتطبيق فى مراحل محددة من التفتيش وليس كل المراحل وبما لايمس السيادة المصرية



كما طلب الجانب الروسي زيادة سعة تخزين كاميرات مراقبة بالأسوار فى المطارات الى ٣٠ يوماً ولكن قدرة الكاميرات الموجودة تقل عن ذلك وبالتالى يحتاج الامر لفترة زمنية للتعاقد على كاميرات جديدة وتركيب كاميرات فى الأماكن التى لايوجد بها وتعديل أنظمة التخزين بالكاميرات الموجودة ..الى جانب المطالبة بتولى شركات أمن خاصة المشاركة فى عمليات التأمين بالمطارات المصرية وفى هذا الإطار تم إصدار تعليمات مشددة بتشديد اجراءات التفتيش للعاملين من الأبواب المخصصة لهم والمرور من أجهزة الكشف والتفتيش اليدوى دون اى استثناءات.



أيضا المطالبة بتخصيص «صالة للرحلات الروسية فقط» وهو أمر وإن لم يكن مرفوضاً من الجانب المصرى ولكنه قابل للتطبيق فقط فى حالة زيادة اعداد السياح الروس بدرجة كبيرة تسمح بتخصيص صالة خاصة لهم .. كذلك هناك إصرار من الجانب الروسي على ضرورة إسراع الجانب المصرى فى تطبيق البصمة ( البيومترية ) وهى بصمة العين أواليد لدخول العاملين الى الدائرة الجمركية بالمطارات كما طلب الوفد الروسي بإسراع الجهات المصرية فى تحقيقاتها حول حادث الطائرة الروسية !.



ومع الجهود المكثفة لوزير الطيران وكافة الوزارات والأجهزة المعنية فإننا نأمل استئناف الرحلات قريباً.



وفى النهاية لابد أن نشير الى ضرورة أن يضع متخذو القرار المصرى فى الاعتبار عند التوصل الى اتفاق نهائى مع روسيا أن هناك بعض الدول أوبعض شركات الطيران التى تنتظر كيف سنتعامل مع المطالَب الروسية لاستئناف الرحلات الى مصر.. ووقتها يمكن أن نجدها تطالب بنفس هذه المطالب !!.