أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
حدث فى موقعة البساتين!
11 أكتوبر 2016
د. عمرو عبد السميع


ستظل معركة البساتين التى خاضتها قوات الشرطة أثناء مداهمة القيادى الإخوانى المسلح محمد كمال عضو مكتب الإرشاد ومساعده ياسر شحاتة على رجب أحد أبرز كوادر الجماعة الإرهابية التى جرت منذ أيام فى البساتين علامة فارقة فى المواجهة مع الجماعة الإرهابية ليس للموقع الذى شغله محمد كمال كعضو لمكتب الإرشاد، ولكن لطبيعة التكليف الذى اضطلع به وهو التدابير المسلحة للجماعة وتخطيط عمليات من عينة وطراز اغتيال النائب العام السابق ومحاولة اغتيال الشيخ على جمعة. محمد كمال كان مؤسسا للتنظيم المسلح الإرهابى ولجانه النوعية العاملة على امتداد مصر، يعنى تأثيره على المستوى العملياتى أساسى وكبير. ونحن شهدنا مواجهات مع عناصر التنظيم الأخرى ذات الثوب السياسى أو الفكرى وكانت جميعها مسلحة، ولكننا قليلا ما نواجه عناصر لها ذلك الحضور العملياتى والتخطيطى الكبير، ولذلك فإن رد فعل أعضاء الجماعة على مصرع محمد كمال وياسر شحاتة كان كبيرا جدا وسارعوا إلى وصف المداهمة التى أدت إلى مصرع القياديين على أنها (تصفية جسدية) وهو أمر يدعو للسخرية لأنه قتل لمن يحمل السلاح ويخطط للإرهاب ويصفى الخصوم والأعداء بل ويبشر بما يسميه (ثورة شعبية).



وللقيادى محمد كمال تاريخ عريق فى الإرهاب ضمنه اتهامه فى القضيتين (52/2015) و(104/2016) المتعلقين بالتخطيط لنسف مقار عسكرية وشرطية وقتل رجال الجيش والشرطة وتكليف خلايا ما يسمى باللجان النوعية بتلك المهام، ومن ثم فإن مواجهة قائد هذه اللجان المسلحة فى وكره ليست من النوع الذى يجب أن تنفذه الشرطة لينة العريكة حليقة الذقون، وإنما معركة مسلحة حقيقية.



المدهش أن تلك المواجهة تمت فى الوقت الذى تكرر فيه الجماعة الإرهابية ومن يدعمونها فكرة المصالحة ودمج الإخوان الإرهابية المرفوضة شعبيا فى العملية السياسية، وجاءت لتكشف النقاب عن حقيقة الأدوار التى تضطلع بها قيادات الإخوان المسلحة على الأرض فيما تردد القيادات السياسية حديثا آخرا لاستهلاك الوقت والطاقة، وإذا كانت المصالحة ستتم مع أمثال محمد كمال فهى استسلام وليست مصالحة وإعلان خضوع الدولة الحديثة للإرهاب المسلح ورموز الفاشية الدينية.