أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
مسرح القاهرة للعرائس
11 أكتوبر 2016
محمد بهجت
صلاح السقا

حكى لى الراحل الكبير صلاح السقا رائد فن العرائس كيف تحمس لموهبته الدكتور ثروت عكاشة عندما شاهده يقدم عرضا للهواة باستخدام الدمى القديمة فوق منصة فى حديقة مفتوحة فقرر إرساله إلى تشيكوسلوفاكيا لدراسة فن تحريك العرائس دراسة علمية ممنهجة وبعدها عاد ليحقق أحلامه ويوظف خياله الإبداعى فى عروض عديدة يكفى أن نذكر منها الليلة الكبيرة..


ويستكتب مسرح العرائس شعراء ومبدعين من أمثال بيرم التونسى وصلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم والأبنودى وسيد حجاب كما يوظف إبداعات ملحنين من بينهم محمد فوزى وسيد مكاوى وعمار الشريعى وغيرهم.. وروى لى الأستاذ السقا حرص الرئيس جمال عبد الناصر على الحضور فى افتتاح مسرح العرائس.. وتشهد إيرادات البيت الفنى للمسرح عبر تاريخه بتفوق مسرح العرائس على باقى المسارح الأخرى بما فيها المسرح القومى نفسه.. وحتى أثناء فترة الانفلات الأمنى الذى أعقب ثورتى يناير و30 يونيو كان مسرح العرائس هو الوحيد القادر على جذب جماهيره وتحقيق إيرادات فى ظل الأزمة الاقتصادية.. وهو إلى الآن لم يفقد سحره فى جذب الأطفال بدليل اتجاه الفنان المبدع أشرف عبد الباقى لعمل تجربة مسرحيات عرائس تحت مظلة القطاع الخاص ومن قبله نجح الفنان محمد عبد المنعم الصاوى فى عمل عروض عرائس ماريونيت تحاكى حفلات أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب وفريد وغيرهم وهى حفلات ناجحة وتحقق مكسبا مؤكدا بدليل استمرارها إلى الآن.. والسؤال الذى يطرح نفسه هو: لماذا يهتم الجميع بإقامة مسارح عرائس بينما تترك الدولة صرحا عملاقا مثل مسرح القاهرة للعرائس تحت رحمة الباعة الجائلين يغلقون حتى أبواب المكان ويحاصرون الناس ببضائعهم الرديئة ؟! متى تشعر وزارة الثقافة وشرطة المرافق والحكومة كلها بمسئوليتها تجاه أولادها مثلما يفعل أشرف عبد الباقى مع نجوم فرقته من الشباب الموهوبين؟